نقلت وكالة أنباء (رويترز)، عن مصادر مطلعة، نبأ انسحاب الجانب المصري من (الناتو العربي)، الذي يستهدف “الجمهورية الإيرانية” بالأساس، بسبب عدم وجود خطة دقيقة وواضحة المعالم؛ بالإضافة إلى خطر رفع مستويات الصراع مع “إيران”.
وكانت المصادر الأربعة، التي رفضت الكشف عن هويتها، قد كشفت عن انسحاب الجانب المصري من المساعي التي تقودها “الولايات المتحدة الأميركية” بغرض تشكيل (ناتو عربي)؛ فيما يمثل ضربة لمساعي إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لإحتواء نفوذ “إيران”.
وأضاف المصدر: أبلغت “مصر” قرارها لـ”الولايات المتحدة”، والأطراف الأخرى المعنية بالتحالف الإستراتيجي في الشرق الأوسط المقترح تشكيله، قبيل الاجتماع المرتقب. كما لم ترسل “القاهرة” وفدًا إلى هذا الاجتماع، وهو الأحدث في إطار السعي لإعطاء دفعة للجهود التي تقودها “الولايات المتحدة” لجمع الحلفاء العرب السُنة في معاهدة أمنية وسياسية واقتصادية للتصدي لـ”إيران”، الشيعية.
أسباب الانسحاب المصري..
ربط “سيد علي كرماني”، المراسل الدبلوماسي بصحيفة (نجم الصباح) الإيرانية الإصلاحية، انسحاب الجانب المصري؛ بالقرارات والإجراءات التي إتخذها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في الشرق الأوسط منذ دخوله “البيت الأبيض”، وتأثيرها الذي تعدى مشكلة رفع مستوى التوتر مع “إيران” فقط، إلى إنتاج الكثير من التحديات لحلفاء “الولايات المتحدة” في المنطقة.
فلطالما أسفرت شخصية “ترامب”، الخاصة وغير المتوقعة، مع فهمه الساذج لأوضاع المنطقة، عن مجموعة من التحديات والتهديدات ضد أصدقاء “الولايات المتحدة”.
وفي هذا الصدد؛ تناولت مجلة (slat) الأميركية؛ نبأ انسحاب “مصر” من التحالف المناويء لـ”إيران”، وكتبت: “القرار المصري بشأن الانسحاب من التحالف المعادي للجمهورية الإيرانية، بزعامة الولايات المتحدة، والمعروف باسم (الناتو العربي)؛ إنما يعكس أفول مخططات، دونالد ترامب، طويلة المدى للشرق الأوسط. إن انسحاب الجيش المصري، (باعتباره الأكبر في العالم العربي)، يمثل فشل ذريع للتحالف قبيل تشكيله”.
ويبدو أن، “السيسي”، يواجه مشكلة ثلاثية الأبعاد مع مفهوم (الناتو العربي) الترامبي؛ هي :
أولاً: الغموض المحيط؛ بما إذا كان الرئيس الأميركي سيفوز بولاية ثانية العام القادم واحتمال أن يتخلى من يخلفه عن المبادرة.
ثانيًا: إحاطته بالخلافات القائمة بين الدول أعضاء (الناتو العربي)، مثل “الكويت والبحرين وقطر وعمان والأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية”.
ثالثًا: رغم أن “مصر” منافس تقليدي لـ”الجمهورية الإيرانية”، في السيادة على المنطقة، لكن “إيران” لا تمثل تهديدًا مباشرًا للجانب المصري، ومن ثم لا يميل “السيسي” إلى تصعيد الصراع مع “إيران”.
تحليل “نيوزويك”..
تساءلت مجلة (نيوزويك) الأميركي؛ عن مدى احتمالات إنهيار التحالف العربي الذي تقوده “الولايات المتحدة” بغرض إحتواء “إيران”، والمعروف باسم (الناتو العربي)، بعد قرار انسحاب الجانب المصري، وكتبت: “ربما لا تكون مصر الدولة الوحيدة التي تعلن الانسحاب من التحالف العربي… لأن انسحاب مصر، التي تمتلك الجيش الأكبر في المنطقة العربية، هو بمثابة فشل للتحالف الذي تستهدف الرياض تشكيله بدعم قوي من الولايات المتحدة الأميركية… والحقيقة لطالما كان تشكيل التحالف المعروف باسم، (الناتو العربي)، محل شك بسبب توتر علاقات الدول الأعضاء، وكذا ربما لا يحظى الهدف الرئيس للتحالف من الناحية النظرية ألا هو التركيز على حصار الجمهورية الإيرانية باهتمام جميع الأعضاء”.
ونقلت المجلة الأميركية، عن “زايدر اسنايدر”، المحلل بمركز “فيوتشرز جيوبوليتيكال”، قوله: “أولاً: لا تتخوف مصر من إيران؛ كما المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب البُعد الجغرافي. ثانيًا: لا يبدو أن مصر تميل للمشاركة في مشاريع السعودية مثل الحرب على اليمن، والخوف من تأثير الحرب على إنهيار مصادر الاقتصاد المصري”.
في السياق ذاته؛ نقلت المجلة الأميركية، عن “علي الأحمد”، الباحث السعودي ومدير مركز الشأن الخليجي في “واشنطن”، قوله: “انسحاب مصر ضربة قاسمة للتحالف”. وتوقع المزيد من الانسحابات مستقبلاً؛ ووفاة (الناتو العربي) سريعًا.
وأضاف: “هذه الموضوع يمثل صفعة للمملكة العربية السعودية التي كانت قد راهنت على قيادة هذا التحالف، من ثم فالخاسر الرئيس هو الرياض التي فقدت وزنها السياسي إلى حد كبير”.