من غير المرجح أن يختفي مسعود برزاني ،رئيس إقليم كردستان العراق، رغم إعلانه أنه سيتنحى عن منصبه في أول نوفمبر / تشرين الثاني ،بعدما تسبب الاستفتاء على الاستقلال ،الذي قاده في انتكاسة وأثار أزمة إقليمية.
وفي كلمة بثها التلفزيون، وهي أول كلمة له منذ أن شنت القوات العراقية هجومًا لاستعادة مناطق سيطر عليها الأكراد في الـ16 من أكتوبر تشرين الأول، أكد برزاني أنه لن يمدد فترة ولايته الرئاسية إلى ما بعد الأول من نوفمبر / تشرين الثاني “تحت أي ظرف”.
وقال “أنا لا زلت مسعود برزاني… أنا فرد من البيشمركة ،وسأواصل مساعدة شعبي في كفاحه من أجل الاستقلال”.
وبعد سنوات من تمتع الإقليم بمستوى غير مسبوق من الحكم الذاتي لعدة سنوات، تواجه حكومته الأن أزمتين سياسيتين خطيرتين: أولًا، في علاقاتها مع بغداد ،التي تبدو عازمة الآن على وضع نهاية لاستقلال الإقليم.
وثانيًا: هناك أزمة داخلية بين الأكراد الآن ،وصراع بين الفصائل السياسية المختلفة حول كيفية التعامل مع التداعيات الحالية، ومن الذي ينبغي أن يقود الآن الحكومة الإقليمية.
وذكرت وسائل إعلام محلية وقوع خلافات حادة داخل برلمان كردستان فور بث بيان بارزاني، وتوقفت الإجراءات لأكثر من ساعة بسبب الخلافات بين مختلف الفصائل السياسية حول كيفية تقسيم السلطات الرئاسية ،وتخصيصها ونقلها لحكومة إقليم كردستان.
وسيترك خروج برزاني من الساحة السياسية الأكراد بلا قيادة ،مع رحيل الزعيمين الرئيسين لهما أحدهما بالموت وهو جلال طالباني، والآخر بالتنحي.
لكن همين هورامي، أحد كبار مساعدى بارزاني، يقول إن زعيم حكومة إقليم كردستان “سيبقى في السياسة الكردية ،ويقود المجلس السياسى الأعلى”.
ويقول المعارضون إن المجلس السياسي الأعلى هو هيئة مبهمة أنشئت بعد الاستفتاء، يمكن أن تستخدم من قبل بارزاني كوسيلة لمواصلة لعب دور سياسي أساسي دون وظيفة حكومية رسمية.
كما أن العديد من سلطات بارزاني الحكومية ،قد تبقى بأيدي أفراد عائلته المقربين.
ويتوقع المحللون الإقليميون أنه من المرجح أن يتم تخصيص بعض المهام الرئاسية لرئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان نيشيرفان بارزاني ابن شقيق بارزاني.
ومن المرجح كذلك، أن يتولى نجل برزاني ومسؤول الأمن البارز في حكومة إقليم كردستان، مسرور، بعض سلطات والده الهامة.