ناقشت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأربعاء الماضي، إمكانية تعزيز دعمها للمساعدة في سبيل تحقيق الإستقرار في العراق عقب إنتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش” الجهادي في البلد العربي.
وصرح الأمين العام للحلف، “ينس ستولتنبرغ”، بأن “كثير من الحلفاء يرون أن شمال الأطلسي يجب أن يفعل المزيد، لكننا نحتاج إلى المزيد من الوقت للتنسيق والترتيب مع التحالف الدولي والحكومة العراقية لتحديد المجالات التي يمكن العمل فيها”، وأوضح أن الحلفاء لم يحددوا بعد تلك المجالات، ولم يتوصلوا إلى آلية محددة لتعزيز التدريبات.
وناقش وزراء خارجية الدول المشاركة في الحلف، خلال الاجتماع، إمكانية تعزيز دور الحلف في تحقيق الإستقرار ومحاربة الإرهاب في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال تقديم الدعم للقوات المحلية في دول مثل “تونس والأردن والعراق”، كما تم طرح فكرة دعم “ليبيا”.
وتوصل الحلف والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لتعزيز التعاون بينهما من خلال تبادل المزيد من المعلومات للرد على التهديدات الإرهابية والتعاون في مجال الأمن الإلكتروني وتسهيل التنقل العسكري من أجل تيسير نشر القوات والمعدات في جميع أنحاء أوروبا.
رغبة قوية لكن الآليات غير معروفة..
أكد الأمين العام للحلف أن الدول الأعضاء لديها رغبة قوية في تقديم المزيد، لكنها لم تتوصل بعد إلى آليات محددة يمكن العمل من خلالها، وأضاف: “سوف نتمكن من فعل كل هذا فقط إذا توصلنا إلى التنسيق مع التحالف الدولي وبناء على طلب من الحكومة العراقية”.
فصل التحالف الدولي عن “الناتو”..
بينما لدى “ألمانيا وفرنسا” بعض التحفظات على مسألة تعميق دول “شمال الأطلسي” في العراق، حسبما صرحت مصادر لوكالة (أوروبا برس)، ولوحت “ألمانيا” بالحاجة إلى الفصل بين الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ونشاطات “الناتو”.
وصرح، رئيس الوزراء النرويجي السابق، بأن “الناتو يشارك في التحالف الدولي بصفته عضو أساس، ويجري النقاش حول تحويل عمليات المقاومة إلى جهود من أجل تحقيق الإستقرار، وهنا نجد الحاجة ماسة للتدريبات، التي من الممكن أن يستمر الحلف في تقديمها للقوات العراقية”.
وكان حلف شمال الأطلسي قد قرر، في آيار/مايو الماضي، الإنضمام إلى التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، تلبية لدعوة الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، للحلف من أجل تعزيز دوره في محاربة التنظيم المتطرف.
تدريب القوات العراقية..
أوضح الأمين العام للحلف أن الأمر يتعلق بتدريب القوات العراقية كي تتمكن من تحقيق الإستقرار في البلد العربي بمفردها، وذلك لضمان أن يبقى العراق آمن ومستقر بعد الإطاحة بالعناصر الإرهابية ومن أجل تدعيم الإنتصارات التي تم تحقيقها على الأرض، وأشار إلى أنه تمت إستعادة 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها “داعش” وتحرير 7 ملايين مواطن عراقي.
وصرح “ستولتنبرغ”، عقب إنتهاء اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بأن “الحفاظ على الإستقرار ومحاربة الإرهاب تحديات جسيمة، ولا توجد حلول سريعة”، مشيراً إلى أن محاربة الإرهاب تتطلب رداً متكاملاً من أجهزة الإستخبارات والشرطة والقوات المكلفة بتأمين الحدود إلى جانب القضاء على عمليات تجنيد الشباب، و”الناتو” يمكنه لعب دور في هذا الرد، لكن لا يمكنه العمل وحيداً.
وكان “الناتو” قد بدأ مهمة تدريب القوات العراقية في كانون ثان/يناير الماضي، للتعامل مع العبوات الناسفة يدوية الصنع والتخلص من الذخائر المتفجرة وإزالة الألغام والطب العسكري، بالإضافة إلى أن تقديم المشورة للسلطات العراقية في مجالات إصلاح نظم الأمن لتدعيم المؤسسات الأمنية ومساعدتها على العمل بكفاءة أكبر.