بقلم: سحبان فيصل محجوب
*مهندس إستشاري
هي كثيرة ومختلفة تأثيرات الكهرباءالمستقرة في حياة المجتمعات، فهي عامل مهم في جميع النشاطات الاقتصادية وتطورها، بنحو سليم، ووتيرة متصاعدة وهي من الشروط المؤثرة والفعالة، وبصفة مباشرة في الجوانب الصحية والأمنية والنفسية للمواطن .
في ضوء هذا، فإن أي خلل أو فشل وفي أي بلد من بلدان الأرض يصيب منظومة تجهيز الكهرباء الوطنية سوف يلقي بتبعاته على مستوى استقرار المجتمع بجوانبه كلها، وهذا ما تتحمل وزره الكابينة الحكومية في البلاد، لأن ذلك يعد مؤشراً مباشراً على تدني الرؤية السليمة لها وإخفاقها في تلبية متطلبات حياة المجتمع، وهي ما يحرك أفراد المجتمع باتجاه المطالبة بتلبية احتياجاتهم المشروعة وبشتى الوسائل المتاحة، ويتحول هذا الحراك وبوتائر متصاعدة إلى فعاليات وأساليب تعبير مختلفة كالتظاهرات مثلاً، وقد يقود هذا إلى التمرد والمواجهة، وهو ما حدث، مؤخراً، في العراق عند اقتحام جمهور غاضب عديداً من مواقع محطات الكهرباء والتهجم على موظفيها ضمن احتجاجات ساخطة على تردي خدمات التزود بالكهرباء مع العلم أن هؤلاء العاملين ليسوا بأصحاب قرارات لا في التخطيط ولا في التنفيذ، ولا يد لهم في اي تقصير أو انهيارات تعاني منهما المنظومة الكهربائية، بل أن ذلك تتحمله الحلقات الحكومية العليا فاقدة النظرة الصائبة والإرادة النزيهة في وضع المعالجات المطلوبة .