يخشى العراق بعد تحذيرات من خسائر كارثية، سببها توقف جريان جريان نهر دجلة جنوبي البلاد، وعزت مصادر عراقية، اليوم ذلك التوقف إلى شحة الأمطار هذا العام.
وأعلن قضاء مدينة المجر الكبير بمحافظة ميسان جنوبي العراق، توقف جريان نهر دجلة في القضاء، وسط مخاوف من كارثة تهدد حياة المواطنين على خلفية توقف محطات المياه.
وقال الناطق باسم وزارة الزراعة حميد النايف، إن “توقف جريان المياه إلى قضاء يقع في أطراف العراق الجنوبية كقضاء المجر في محافظة ميسان، ناتج عن استحواذ المحافظات والمدن الأخرى على المياه وعدم التزامها بالحصص المائية”.
وأضاف أن توقف جريان النهر جاء أيضاً نتيجة “أزمة الجفاف الحالية في العراق وشحة الأمطار هذا العام؛ ما يسبب عدم اندفاع المياه أو توقفها عن الجريان”.
أضرار كبيرة في الزراعة
وكشف النايف أن العراق “لم يسبق أن مر بفصل شتاء شحيح الأمطار هكذا منذ 70 عاماً”. وقال: “نتوقع خسائر في القطاع الزراعي العراقي من 20 إلى 30% في حال استمرت أزمة المياه دون حلول ناجعة”.
ويبعد قضاء المجر الكبير عن مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، بحوالي 33 كم، ويبلغ عدد سكانه حوالي 215 ألف نسمة.
وكان قائممقام قضاء المجر الكبير، أحمد عباس، أعلن أمس السبت في تصريحات صحفية، عن “توقف جريان نهر دجلة في القضاء”، مبيناً أن “محطات المياه في قضاء المجر الكبير، وقضاء قلعة صالح وناحيتي العدل والخير وعشرات القرى توقفت بشكل تام”.
وتعتمد محافظة ميسان على نهر دجلة بشكل كبير في مشاريع المياه الصالحة للشرب، وكذلك ري الأراضي الزراعية التي تقدر بنحو مليون ونصف المليون دونم.
وتعد الأنهار في العراق المصدر الرئيسي للمياه، ويليها بدرجة أقل مياه الأمطار والمياه الجوفية.
وتقدر كمية مياه الأنهار في العراق بحوالي 77 مليار م3 سنوياً، في المواسم الجيدة، ونحو 44 مليار م3 سنوياً، في مواسم الجفاف، في حين يقدر إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات في العراق بنحو 53 مليار متر مكعب سنوياً؛ ما يعني حدوث عجز في السنين الجافة التي تشهد تناقص مياه الأنهار.