حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مسعود بارزاني من خطورة تحشده العسكري في محافظة كركوك وطالبه بسحب قواته من المناطق المتنازع عليها التي احتلتها قواته البيشمركة ودعا لادارة المناطق المتنازع عليها بادارة مشتركة بقيادة السلطات الاتحادية.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته قال العبادي ان هناك الان تحشيد عسكري تقوم به سلطات اقليم كردستان في محافظة كركوك المتنازع عليها محذرا من هذا امر خطير وغير مقبول .. ودعا الاقليم الى سحب قوات البيشمركة من المناطق التي احتلتها بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش مشددا على ان الامن في المناطق المتنازع عليها هو مهمة السلطات الاتحادية وقواتها الامنية.
ودعا العبادي الى ادارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها بقيادة اتحادية .. رافضا بشدة فرض الامر الواقع في هذه المناطق ومنع المواطنين من العودة اليها بالقوة .. وقال “عليهم ان ينسحبوا من المناطق التي احتلوها وسيطروا عليها بالقوة مستغلين انشغال القوات الاتحادية بمحاربة الارهاب .. لاننا لانريد صداما واراقة للدماء”. واشار الى ان اكراد العراق حصلوا على مكاسب وامتيازات في العراق الجديد لم يحصل عليها اي مكون كردي في دول الجوار.
وقال العبادي ان الدستور العراقية هو مرجعية الحكومة في التعامل مع دعوات الانفصال ونتائج الاستفتاء الكردي الاخير.. مؤكدا ان شرطها للحوار مع سلطات الاقليم هو الالتزام بالدستور والغاء نتائج الاستفتاء.
وشدد بالقول ان “اننا نرفض الاستفتاء ونتائجه واجراءاته جملة وتفصيلا ولابديل عن الغاء كل ذلك”.. واوضح ان العديد من دول العالم قد ابلغت سلطات الاقليم ان موقفها مع بغداد وليس مع اربيل في مسألة الاستفتاء.
واكد العبادي ان اجراءات حكومته في مواجهة الانفصال هي لمنع التقسيم ولا تستهدف حياة المواطنين الاكراد ولذلك فهي لم تغلق اي طريق يؤدي الى الاقليم وانما قررت فقط اخضاع الاجواء والمنافذ الحكومية للسلطة المركزية وليس للسلطة المحلية… موضحا ان الرحلات الجوية والعسكرية من والى الاقليم مستمرة .
وعبر العبادي عن الاسف لان سلطات الاقليم لم تتعاون مع القوات العراقية في عملياتها العسكرية الحالية لتحرير قضاء الحويجة جنوب كركوك وقال انها انحازت للخلاف السياسي على حساب العمل العسكري لمواجهة الارهاب. واشار الى ان هناك اجراءات ستتخذ ضد الموظفين من اصحاب الدرجات الخاصة الذين شاركوا في الاستفتاء وساعدوا على تنظيمه.
وامس اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها كردية والاستفتاء على الانفصال.شرعي ودستوري.
وقال بارزاني في كلمة خلال اجتماع في مدينة كركوك مع القادة السياسيين والعسكريين والاداريين الاكراد في المحافظة أن الإستفتاء لم يكن خطوة مخالفة للدستور العراقيلاولا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ولا مع المعاهدات الدولية لابل هو وسيلة لمنح الشرعية لمطالب وقرارات شعب كردستان لتقرير مصيره .. منوها الى أن “الإستفتاء حمل رسالة وصوت شعب كردستان المطالب بالسلام إلى العراق ودول الجوار” . وجدد تأكيداته “أن كركوك هويتها كردستانية وينبغي أن تكون أنموذجا للتعايش بين مختلف القوميات والأديان والمذاهب” . ويذكر انه في وقت يرفض تركمان وعرب كركوك ضمها الى اقليم كردستان العراق الذي يحكمه الاكراد منذ عام 1991 فقد قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الاسبوع الماضي إن تركيا ستتدخل عسكرياً إذا استُهدف التركمان في العراق الذين يشكلون غالبية سكان المحافظة حيث ترى تركيا نفسها حامية للمكون التركماني في العراق وخاصة في مدينة كركوك الغنية بالنفط.