ا.الدكتور عبدالرزاق الدليمي
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الاقتصادية المهمة جدا ،أن المملكة العربية السعودية منخرطة بنشاط في مفاوضات مع المسؤولين الصينيين لتسعير مبيعات النفط إلى الصين باالعملة الصينية المحلية ( اليوان )بدلاً من الدولار الأمريكي، وهذا يعني ان البلدين اذا ما قررا إجراء أعمالهما التجارية باستخدام اليوان الصيني بدلاً من الدولار الأمريكي ، فذلك سيعد ضربة ومشكلة خطيرة تهدد بنهاية نفوذ ألولايات المتتحدة الامريكية باعتبارها القوة الوحيدة المهيمنة على الاقتصاد العالمي ، و والسعوديون يعرفون ان هذه الخطوة اذا ما فعلت ستكون بمثابة الضربة القاضية للولايات المتحدة ، لذلك لم يكن مبررا لبايدن بأي شكل من الاشكال أن يصف المملكة العربية السعودية بأوصاف غير مناسبة ، وربما لا ينبغي لفريق السياسة الخارجية الخاص به أن يغضب القيادة السعودية التي تكررت عدة مرات خلال السنة الماضية ،كما لاحظ المعنيين في نفس الوقت ان الصينيين ، لا يزالوا يستخدمون الدبلوماسية بشكل فعال ويتفهمون ادوارها ، ويقال إنهم يعرضون “كل ما يمكن أن نتخيله” للسعوديين للقيام بخطوات عملية أكثر فاعلية واقدام بهذا الاتجاه.
العالم يتغير بسرعة
لقد تغير ديناميكيات العالم بشكل كبير، قال مسؤول سعودي مطلع على المحادثات: “لقد تغيرت علاقة الولايات المتحدة بالسعوديين ، والصين هي أكبر مستورد للخام في العالم ، وهم يقدمون العديد من الحوافز المربحة والمريحة للمملكة”، ” فألصين تقدم كل ما يمكن أن تتخيله للمملكة”،وبالعودة إلى الماضي القريب ، فالكثيرين يعرفون اسباب عدم تلقي الاميرمحمد بن سلمان لمكالمات بايدن الهاتفية.
ربما كان الصينيون سابقا يخشون تهديد المصالح الأمريكية بشكل علني ، ولكن هذا اصبح شيئ من التاريخ، ، في وقت يظهر فيه ان العلاقات الأمريكية مع الصين تتدهور بسرعة،وربما كان أحد أسباب ذلك هو تعميق التحالف بين الصين وروسيا …وهذا ما عبر عنه مستشار الأمن القومي الامريكي جيك سوليفان خلال محادثاته مع نظيره الصيني قبل فترة من الزمن من أن الولايات المتحدة لديها “مخاوف عميقة بشأن تحالف الصين مع روسيا في هذا الوقت”،كما قال مسؤول كبير في الإدارة إن سوليفان كان مباشرًا بشأن “الآثار والنتائج المحتملة لأفعال معينة” ، وهنا نقول يجب أن يكون لدى سوليفان بالتأكيد “مخاوف عميقة” ، لأن هناك قناعات بأنه أحد الشخصيات الرئيسية التي ساعدت في خلق هذه الفوضى ،كونه ، مستشار الأمن القومي لرئيس الولايات المتحدة، علما ان سوليفان مكروه للغاية في جميع أنحاء العالم ، وبالتأكيد ليس من قبيل الصدفة وضعه على قائمة المسؤولين الأمريكيين الذين فرض الروس عقوبات عليهم اخيرا …
ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس ، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع ، قبل فترة ، قانونًا يسمح لشركات الطيران الروسية بالسيطرة على مئات الطائرات الغربية المستأجرة من شركات اوربية دولية كما تم اضافة الطائرات إلى سجل الطائرات في البلاد وسيتم استخدامها على االخطوط الداخلية ، حسبما ذكرته وكالة رويترز،وتأتي هذه الاجراءات في أعقاب قيام جزيرة برمودا بإلغاء شهادات صلاحية الطيران لأكثر من 700 طائرة مستأجرة في روسيا ، والتي دخلت حيز التنفيذ في الاونة الاخيرة.
ان القوى الغربية وبدفع وضغوط امريكية بريطانية مستمرة بتصعيد حربها الاقتصادية ضد روسيا ، ولكن على قيادات هذه الدول ان تدرك ان هذه اللعبة الخطيرة للغاية حتما ستضر الروس انما تداعياتها واثارها ستكون كارثية ،لايحمد عقباها على اقتصاد اوربا وامريكا على المدى الطويل ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ان التقارب بين الصين والسعودية سيكون له تداعيات خطيرة جدا ، فالعملة هي الشيء الأول الذي تصدره الولايات المتحدة (العملة الامريكية منذ سبعينيات القرن الماضي بدون غطاء للذهب)، وإذا قرر بقية العالم أنها لا تحتاج إلى الدولار بعد الآن ، فستواجه امريكا معضلة اقتصادية وسياسية كبيرة حقًا.
نعم كل شيء يتغير،إذا كان هناك من يعتقد أن التضخم سيء الآن ، فما عليه سوى الانتظار حتى يحدث الاسوء من ذلك ، رغم ان الإدارات الامريكية السابقة كانت قد ادركت أهمية البترودولار ، وكانوا في كثير من الأحيان على استعداد لبذل جهود كبيرة للدفاع عنه، الا ان الاعتقاد السائد الان لدى الامريكيين ان بايدن وفريقه المسؤولون الآن عن ادارة امريكا، اصبحوا يدمروا كل شئ يلمسونه، وعليهم ان يحصدوا ثمار افعالهم،علما ان هناك من يحصي على بايدن وادارته كل صغيرة وكبيرة وصولا للانقضاض عليها في الانتخابات القادمة وفي المقدمة منهم الرئيس الامريكي (ترامب) المشكك بنزاهة الانتخابات الامريكية الاخيرة،وينتظر الفرصة القادمة للعودة الى البيت الابيض.