بقلم: موفق الخطاب
( سلاح السوشيال ميديا سيف ذو حدين! )
من يمتلك السلطة والمال والقوة وناصية العلم هو من يتحكم في مصائر الدول والافراد والشعوب.
لقد دأبت الدول الكبرى تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية على تسخير هذه الأدوات لفرض هيمنتها على العالم ومراكز القرار وكل ذلك من اجل بقائها أطول فترة ممكنة متربعة ومهيمنة على عرش ومقدرات العالم وتسخير خيراته لرفاهيتها, مستعبدة مجاميع البشر ونهب الثروات الهائلة للبلدان من العالم الثالث ببسط نفوذ شركاتها وتجارتها فضلا عن تجارة خردة السلاح عنوة للدول مسلوبة الارادة والقرار، لبناء امبراطورياتها على تعاسة الآخرين .
ولم يك ليتحقق لهم ذلك الا بوجود طبقة من الخونة والعملاء والذين لا يترددون بتنفيذ ما مطلوب منهم برهن خيرات بلادهم بالضد من مصالح شعوبهم لطالما تتعهد تلك الدول بحماية انظمتهم وبقائهم اطول مدة ممكنة في السلطة .
اما عن تلك الدول والأنظمة التي تقف كحجر عثرة أمام مشاريعهم فهي لن تتركهم وشأنهم فتراها تعد لهم المخططات الرهيبة في المطبخ السياسي , وقد لا تكون آنية لإزاحتهم وبالطريقة المناسبة , فتعمد اولا بلي عنق الشرعية عنهم باللجوء الى مجلس الامن الدولي ومنصات الامم المتحدة للنفوذ اليهم , وإن جوبهت بالرفض أوالفيتو اضطرت الى إحداث الإنشقاقات والفوضى ثم تنفيذ الإغتيالات, وأخرى بلملمة شتات المعارضة من الخونة والإستعانة بهم بالإنقلابات, وإن لم تفلح فتعمد الى شن الحروب الإقتصادية لتغرق الدولة المعنية بالديون المثقلة حتى اذا اشرفت تلك الدولة و الأنظمة على الهلاك فلن تجد لها مناصا إلا بالإرتماء في حضن صندوق النقد الدولي فيغلق عليها ويبتلعها كما يغلق الاخطبوط ونجم البحر أذرعه على فريسته.
هذا هو ملخص ما يدور في عالم اليوم من صراع غير شريف وغير متكافئ خاليا من الرحمة ومعاني الانسانية في حروب قذرة مدمرة تستخدم فيها كل انواع الاسلحة .
ونحن للأسف كدول عربية نمثل الطرف الأضعف بين أمم العالم حيث تعصف بنا رياح المكر والغدر والخيانة من كل حدب وصوب و نحن في قلب هذا الصراع .
لكن المتغير الجديد والذي يقف عائقا امام مخططاتهم الرهيبة اليوم والذي لم يكن في الحسبان ولا في متناول اليد قبل عدة عقود من الحروب التقليدية والاستعمار الكلاسيكي البغيض هو بروز عالم الانترنت و تقنية التواصل الإجتماعي والإنفتاح والذي جعل من العالم قرية صغيرة يصعب معها التكتم على اي خبر أو ابقاء أي خطة قيد الكتمان وهذا يعتبر سلاح ذو حدين..
وربما سنعاود ونفصل لاحقا خطورة هذا انهج وللحديث بقية. ,