(الآمال) المنقولة وغير المنقولة
بقلم: الدكتور جعفر المظفر
قرأت البارحة أن البرلمان دعا لجنته القانونية للإجتماع لغرض دراسة موضوعة (الآمال) المنقولة وغير المنقولة لرجالات ونساء النظام السابق. المرة الأخيرة التي زرت فيها الأردن حرصت على أن ألتقي ببعض من هولاء (الرجالات) الذين كان بينهم أصدقاء حميمين وأخوة اقدرهم حق التقدير بغض النظر عن الإختلاف في بعض وجهات النظر, وأنا هنا أتحدث عن علاقات إنسانية لا علاقة لها بالسياسة. معظم هؤلاء لا يملكون غير ثمن قدح الشاي الذي يشربونه في مقهى (فوانيس) في عمان. (أخوي) الذي لم تلده أمي, مؤيد شفيق .. كان عضو فرع في حزب البعث وقد إستشهد إبنه معاذ في الحرب مع إيران زرته في (شقته) التي هي عبارة عن ستوديو صغير مؤلف من غرفة نوم وزاوية تسمى غرفة إستقبال تتسع لطباخ صغير. ما يملكه في العراق هو بيته الذي بناه من ماله الحلال وقد كان محجوزا بصفته من (أزلام صدام). حميد سعيد الشاعر والأديب العراقي الكبير إتسع جيبه لكي يطلب لي قدح شاي على حسابه الخاص. أموري إسماعيل كان عميدا لكية التربية الرياضية رأيته منشرحا في لعبة طاولي. لم يسعدني الحظ للقاء بالدكتور محمد الراوي وزير التجارة السابق وعرفت أنه يحصل على قوت يومه من التدريس في الجامعة الأردنية. اللجنة القانونية في مجلس النواب تركت سجناء رفحاء وعبعوب والسوداني وخصصت وفتها لمتابعة (الأمال) المنقولة وغير المنقولة لمجاميع عراقية لم تعد تمتلك سوى قوت يومها. يا للعار.