اسرار وخفايا ” دعوات انشاء المرجعية السنية بين المؤيد والكبيسي ”
بقلم : سارية العمري
في سابقة خطيرة تنم عن عدم إدراك للواقع العراقي بشكل عام والسني بشكل خاص تناولت وكالات الانباء والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي تصريحات مرتجلة للدكتور احمد الكبيسي حول دعوته لاتخاذ د. عبد اللطيف هميم رئيس ديوان الوقف السني مرجعية لأهل السنة غير مستدل بحجج تقنع السامع لسبب هذا الاختيار ولا دوافع منطقية تستدعي هذه الدعوة إنما كما تعودنا عليه تصريحات ارتجالية غير مدروسة لا في مقدماتها ولا في استشراف مآلاتها سرعان ما يتراجع هو نفسه عنها بعد ان تتلاطمه أمواج الناقدين وتتقاذفه رياح الرافضين والادهى والامر انه أي الدكتور احمد يبدأ حملة تصحيح لتصريحاته على فضائيات أخرى شارحا لما أغلق منها من معان وموضحا ما ألتبس فيها من دلالات على حد زعمه وعلى طريقة القدامى كلما جاءنا بطامة مرتجلة وتصريح خائب عمل له شرحا وحاشية وهامشا فلا في تصريحه المستنكر أرضى الناس ولا في تعقيبه المستهجن نال قبولهم. ولو انتهى الامر بما قاله الكبيسي لسكتنا فعلى طاماته الكبرى نشأنا وعلى مصائب فتاواه وتصريحاته السود تعودنا ولم تعد تؤثر فينا ولا تثير استغرابنا ولا تستجلب عجبنا فقد أسقط الرجل قيمته بين الناس ومقامه بين العلماء حين تمادى على بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم تجاسر على بعض أئمة الدعوة ومجدديها.
بيد أن ما أثارني ونال قسطا من استغرابي ما نشره الشيخ حسين المؤيد في مقالين له ودعوته الصريحة لجعل المجمع الفقهي في الاعظمية مرجعا لأهل السنة ينظم شؤونهم ويهتم لأمرهم داعيا جماهير اهل السنة الى اتباع توجيهاته وسماع فتاواه وطاعة وصاياه. وليس منبع الاستغراب كون لمؤيد أكثر توازنا واوسع علما وأفضل شأنا وأشهر منزلة وأرقى سمعة من الدكتور الكبيسي بل العكس ربما هو الاصح لكن استغرابي نابع من وجهين الأول أن المؤيد أقل دراية بعلماء السنة فقها وحديثا وعقيدة واصولا وأجهل بمنزلتهم وامكانياتهم وقدراتهم واقل وعيا بمسالكهم وتوجهاتهم ومشاربهم وانتماءاتهم الفكرية ومدارسهم العقدية وولاءاتهم الحركية. فالمؤيد أيده الله حديث عهد بدراسة الكتاب والسنة على منهج اهل السنة والاطلاع على مدارسهم وتوجهاتهم ومعرفة كبار علمائهم وتمييز العالم الجهبذ عن طالب العلم المستجد بعد ان ودع بفضل الله منهج الروافض المبتدعة معتنقا مذهب اهل السنة والاثر وليست هذه له بمثلمة بل هي عز له ومفخرة كما انها حسنة له ومنقبة أن كان من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه فحيو هلا به ومرحبا.
والوجه الثاني: ان المؤيد يعمل مستشارا لدى رابطة العالم الإسلامي التي ترعى مشكورة مأجورة منذ اشهر غير قليلة عملا تنسيقيا موحدا لجهود الشخصيات العلمية الكبيرة والهيئات العلمائية والجماعات الشرعية العراقية والمجمع الفقهي ليس الا واحدا منها فكيف ينحاز مستشارها الى جماعة منها دون غيرها ويستأثرها بوصف المرجعية ضاربا عرض الحائط بقية الجماعات رغم ان المجمع …لا يتميز عنها بشيء يستحق الذكر دون ان نغمط حقه في ما يقوم به من أنشطة دعوية وحملات اغاثية ودروس علمية ودورات تدريبية وهذا كله جهد مبارك كبير يشكر عليه المجمع وله منا التحية والاجلال ونسأل الله ان يجزيهم عليه خير الجزاء. بيد أن هذه الأنشطة المتنوعة الرائعة والاعمال المتعددة الجامعة يشاركه في مثيل لها جهات أخرى سبقته في هذه المجالات وما زالت مستمرة عليها رغم الحصار الأمني المفروض عليها من قبل من يعترف بهم علماء المجمع أنهم ولاة الامر فينا فيشاركونهم افراحهم ويباركون انتصاراتهم ولو بتدمير مدننا واستباحتها ويزورون مقراتهم ويستقبلون قادتهم ويقدمون لهم الهدايا ويقبلون منهم العطايا وهذه قد يعدها المؤيد منقبة لهم جليلة ومنزلة كريمة تؤهلهم لتبوء منصب
المرجعية رغم أن من يخالفهم فيها وهم كثير يراها منقصة مخلة لا للمروءة فحسب بل للشرف والعلم والدين. ولا أدري هل نتائج تنسيقية العلماء التي تشرف على تأسيسها رابطة العالم الإسلامي محسومة لصالح المجمع كما هو رأي مستشار أمينها العام في الملف العراقي؟؟ أم هي اجتهادات فردية من قبله؟ أعتقد ان هذا بحاجة الى توضيح من قبل الرابطة…
ورغم ان المجمع تأسس لا ليسهم في التوجيه الديني كما ينبغي له ان يكون انما لأسباب سياسية ودوافع حزبية مقيتة مناكفة للمؤسسات الشرعية التي سبقته ومنافسة لها من جهة ومن جهة أخرى عائقا امام تأسيس مجمع علمائي كبير يضم علماء العراق المعروفين في الداخل والخارج على مختلف توجهاتهم السلوكية وتباين مدارسهم الفكرية كانت النية تشكيله بعد ان تمت لقاءات تشاورية بين مجموعة من العلماء ممن يشار اليهم بالبنان وعقدت اجتماعات تداولية ورشحت أسماء وفوتحت بالفكرة وكان من بينهم الشيخ احمد حسن الطه الذي كان مرشحا فوق العادة لترأسه لمرض الدكتور عبد الكريم زيدان وكبر سنه ولاعتذار الشيخ عبد الملك السعدي عن المشاركة وترشيحه للشيخ عبد الحكيم السعدي بديلا عنه رغم انه صاحب الفكرة والداعي اليها حتى يقطع السنة المتقولين انه انما أراد تأسيسه ليكون على رأسه وهذا من ايثار العلماء وابتعادهم عن مواطن الشبهات ورجائهم تحقيق الأهداف وجني الثمار ولو على يدي غيرهم لأنها هي الغاية المرجوة والأمل المنشود.
ولا يمكن إخفاء دور الشيخ احمد عبد الغفور رئيس الوقف السني حينها في رعايته لتأسيسه ومن خلفه الحزب الإسلامي وبمباركة وتأييد حكومي وقد حدثني أحد العلماء الثقات أن مستشارا لمسؤول حكومي كبير اتصل به وأنبأه بان لديهم النية لتأسيس المجمع الفقهي لعلماء السنة وانه طلب منه أن يكون أحد أعضائه بيد أني أجزم أن هذا الأمر الذي دبر بليل من قبل السامرائي والحزب الإسلامي والحكومة لا يعلم به الشيخ أحمد حسن الطه ولو علم لرفضه البتة لثقتنا العالية به وبعلمه وورعه وتدينه إلا أنهم استطاعوا بمكرهم استغلال اسمه كما استغلوا من قبل اسم الدكتور نعمان السامرائي الذي أصبح ديكورا لمجلس لا يعي عنه شيئا لمدة زمنية ثم استبدل بغيره لما زالت دواعي وجوده.
وليس أدل على ذلك من أن المجمع ضم لونا واحدا من طيف واحد محسوب بكليته على تيار الاخوان وإن تمازج لونه الاخواني بألوان أخرى من توجهات أخرى فموجبات عمليات التجميل تقتضيها ومستلزمات صناعة الديكورات تفرضها ناهيك عن الرعاية الحكومية للمجمع ومنحه هبة مالية سنوية من ميزانيتها المعتادة ومن ثم نجاح احمد عبد الغفور في إقرار قانون يمنح المجمع حق ترشيح رئيس الوقف السني وهو ما تغاضى عنه العبادي فيما بعد وتنكر له سليم الجبوري بعد ان وافق على ترشيح الهميم رئيسا للوقف السني بالوكالة ثاني عطفه عن مرشحي المجمع وهو ما ازعج المجمع وكبير علمائه وأغضبه على سليم الجبوري لكن سرعان ما عادت المياه لمجاريها وعاد الود بعد انفصال وأضحى التداني بديلا عن تنائيهم وعاد طيب اللقاء بعد أن ناب عنه الجفاء ورجعت حليمة الى عادتها القديمة ولاسيما في موسم الحج الفائت حين استدعت رابطة العالم الإسلامي عددا من علماء العراق في الخارج والداخل ممثلين عن مؤسساتهم ضيوفا عليها لأداء مناسك الحج وأقاموا كلهم في الفندق الذي خصصته الرابطة ، الا الشيخ الطه وابنه عبد الوهاب فقد رافقا سليما الجبوري وسكنا معه وسعيا برفقته وطافا وحظيا بالقرب منه في رحاب الكعبة المشرفة حيث في ميدانها تنزل الرحمات وتستجاب الدعوات ويتقرب الناس بمجالسة الصالحين رغبة في حصول البركات لانهم مظنة إجابة الدعاء ومهبط الرحمة والنوال والدنو منهم أرجى للقبول من مصاحبة رئيس مجلس نواب الفساد والطواف بين يديه برفقة حرسه وحشمه. وهو من سرق امتياز ترشيح رئيس الوقف السني من المجمع لمصالح شخصية ومطامع ذاتية فضلا عن قيادته لبرلمان العار والفساد وتشريعاته التي غمطت حقوق اهل السنة ومنحت الاخر امتيازات على حسابنا وليس قانون الحشد الشيعي الا واحدا منها.
إنني أوجه ندائي لسادتي العلماء الاعلام لا سيما كبارهم أن يجمعوا أمرهم لتجتمع كلمتهم ويكونوا صفا واحدا ليقطعوا الطريق أمام الدعوات الفردية الارتجالية النابعة عن هوى في النفوس او قراءات خاطئة للواقع أو رغبات شخصية أو نزوات مبنية على المنفعة الذاتية أو تلك المدفوعة الاجر والثمن من أجل تكوين قيادة علمائية ولا أقول مرجعية فأهل السنة لم يكن يوما غير كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم مرجع بيد أن العلماء الصادقين بهم تليق القيادة ولهم سبق الريادة وهم أهل الجود والإفادة شراح الكتاب ولب الالباب ومن هم لفهم السنة بمثابة المفتاح للباب ثم إني أخص منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الدكتور الفقيه المحدث هاشم جميل والشيخ الدكتور الاصولي المتكلم الفقيه عبد الملك السعدي والشيخ الدكتور الفقيه الالمعي عبد الله الجبوري والشيخ الدكتور الفقيه الفاضل أحمد حسن الطه والشيخ الدكتور الفقيه الداعية عبد الحميد حمد العبيدي والشيخ الدكتور الاديب الشاعر الفقيه رافع الرفاعي والشيخ الدكتور المحدث المؤرخ الفائز بجائزة الملك فيصل بشار عواد معروف والشيخ الدكتور صاحب العلم والدعوة حسين الجبوري والشيخ الدكتور من يشار اليه في بغداد بالعلم والفتيا محمد محروس المدرس والشيخ الدكتور عالم الكورد ووارث العلم أبا عن جد احمد طه الباليساني والشيخ الدكتور النحوي البارع فاضل السامرائي والشيخ الدكتور الفقيه القانوني منير البياتي والشيخ الدكتور الاصولي الماتع عبد الحكيم السعدي والشيخ الدكتور المدافع عن الصحب والآل عيادة أيوب الكبيسي والشيخ الدكتور الفقيه المتواضع محمد عبيد الكبيسي والشيخ الاثري المحدث فتحي الموصلي فتوكلوا على الله تعالى واستذكروا واجب الوقت على اهل العلم اذا غاب عنا ولي الامر والدور المناط بهم والواجب المحتم عليهم واعرضوا عن القيل والقال وتناسوا خلافاتكم ثم انتم اعرف بمن يصلح من اهل العلم ان يكون معكم في مجلسكم العلمائي القيادي واقترح ان تضموا معكم رؤساء المجالس والهيئات والروابط العاملة في الساحة مثل هيئة العلماء ومجلس العلماء ورابطة العلماء ومن يمثلون التيارات السلفية والصوفية بمختلف مدارسها تحملوا هذا فقد انفرط عقد اهل السنة وحالهم عنكم لا يخفى ومن لا تحركه مصائب اهله فلا يلومن الذئب اذا أكل شاته. وعند الله لنا معكم لقاء نشكوكم فيه أن تخليتم عن أمرنا وسلمتمونا للنطيحة والمتردية حتى نهش لحمنا الكلاب .