اعلنت وزارة الزراعة العراقية إن إصابات بفيروس (انفلونزا الطيور) سجلت في مناطق من البلاد.
وبحسب وكيل الوزارة مهدي القيسي فقد تمت السيطرة الكاملة على مرض أنفلونزا الطيور الذي ظهر في بؤر صغيرة في محافظتي ديالى وبابل. وحرص القيسي على طمأنة “المواطنين ومربي الثروة الحيوانية بأن المرض لا يشكل أي خطورة أو تسرب إلى المناطق الأخرى”.
لكن مراسلات رسمية داخلية صادرة عن وزارة الزراعة نفسها، تقدم معطيات مغايرة.
وحصل “موقع الحرة” من مصدر طبي عراقي على رسائل داخلية صادرة من قسم الطب البيطري في محافظة صلاح الدين شمال البلاد، تتحدث عن اكتشاف “بؤر مرضية” في منطقتي التاجي والطارمية.
وتتبع التاجي والطارمية إداريا للعاصمة بغداد، وهما قريبتان من قضاء (بلد) التابع لصلاح الدين.
وحاولت (الحرة) الاتصال بمسؤولي وزارة الزراعة والجهات البيطرية في صلاح الدين لتأكيد صحة الوثيقة، لكن لم يتسن لها ذلك.
وقال طبيب بيطري يعمل في وزارة الزراعة إن هناك “خطورة حقيقية”، خاصة في ظل “نقص المواد الطبية والمختبرية” وحتى “عدة الوقاية”. وأضاف أن الأطباء لا يمكنهم فحص جميع الحالات المشتبه فيها، “إذ يمتلك كل مستشفى بيطري مواد اختبار تكفي لأربع حالات من الطيور فقط، والباقي يجب إرسالها إلى بغداد لإجراء فحص الدم، وهذا موضوع يتأخر عادة بسبب الروتين والإجراءات”.
“الفيروس يمكن أن يتحرك أسرع منا بكثير”، يقول الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب “تعليمات شفهية من الأمن الوطني تمنع الأطباء والموظفين من التصريح بشأن الموضوع”، حسب وصفه.
ويشير إلى أن الجهات المختصة “تقول إنهم لا يريدون إرعاب الناس، هذا عذر سيء، أعتقد أن قرب الانتخابات يحول كل شيء إلى سياسة، لا يريدون أن يظهر أحد بصورة سيئة”.
وتطالب هذه الرسالة الداخلية بتوفير أدوات الحماية، لكن المصدر يؤكد صعوبة ذلك، وفي غياب المعدات، فإن إقناع مربي الدواجن بتفحص دواجنهم والإبلاغ عنها يمثل “تحديا كبيرا”.
ويمكن لمرض (أنفلونزا الطيور) أن ينتقل إلى البشر، وقد يتسبب بوفيات، لكن لم تسجل حتى الآن حالات مشابهة.
ولا يمكن علاج الطيور المصابة، و تكتفي الكوادر الطبية بحرقها وطمرها في أعماق محددة تحت الأرض. ويسبب انتشار المرض عادة خسائر اقتصادية كبيرة لمربي الدجاج.