حكومة بغداد ومكرها السيء
بقلم : احمد الخــــــــــالدي
اصبح الايقاع السياسي في العراق يسير وفق تراجيديا منفلته لاتناسب اذواق الجمهور خصوصا اذا كانت هناك ادوات فعالة تحاول جذبه الى زاوية يمكن من خلالها رؤية حقائق الامور وفك طلاسم مايجري في العراق ، من خلال بعض الصقور الذين كانوا يشكلون رقماً صعباً في معادلة السياسيين ولعل احد هذه الارقام التي مازالت تسبب ازعاجا حقيقياً لغربان نظام الحكم في العراق هو نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور طارق الهاشمي ، من خلال نشاطه المتواصل مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ، من اجل فضح اللاعيب والممارسات التي تمارسها سلطة المنطقة الخضراء . لقد كان قرار الانتربول الدولي برفع الاشارة الحمراء عن الهاشمي باعتبارها غير قانونية ، بمثابة صفعة قوية بوجه الحكومة العراقية ، ما جعلها في وضع متخبط وافقدها توزانها ، وهو اكبر دليل على ان جميع مانسب اليه بمثابة دعاوى كيدية ولاتستند الى اي اطار قانوني ، واليوم بدل ان تنشغل حكومة المنطقة الخضراء بملاحقة المجرميين الحقيقيين الذين تسببوا في قتل العراقيين واستباحوا دمائهم الطاهرة ، عادوا من جديد الى تلفيق الاتهامات بحق الدكتور الهاشمي واتهامه بانه احد ممولي تنظيم داعش الارهابي من خلال وصولات قبض مزيفة لايصدقها المجانيين قبل العقلاء ، وهذا يندرج في حجم الفشل الممنهج الذي تتخذه حكومة حزب الدعوة ومليشياتها المدعومة من قبل عمائم طهران . لقد انقشعت الغمائمة وانكشف الحجاب الذي يفصل الحق عن الباطل ولم يعد لديهم اي حجة يستندون عليها سوى تجميل وجههم القبيح من خلال كيل الاتهامات لاي شخص يفضح اعمالهم في المحافل الدولية ! وهذا هو ديدن الفاشلين الذين يلجئون الى التعكز بعصى الارهاب ، لدرء الشبهات عنهم ، ان ما قام به الدكتور طارق الهاشمي من نشاط دولي ، خير دليل على حقيقة ماتقوم به ابواق الحكومة ومليشياتها من تشويه الحقائق والصاق التهم بحقه ، للتستر على جرائمهم التي طالت ابناء العراق جميعاً . لو استعرضنا نشاط الهاشمي المتمثل بكشف عورة الحكم في العراق امام برلمانات العالم ، مقارنة بما يقوم به المالكي والعامري والخزعلي والخفاجي وغيرهم من قتلة الشعب العراقي ، لو جدنا ان النزق الطائفي الذي تنتهجه حكومة عمائم طهران ، هو بسبب استمرار علاقاته المتميزة بين قادة الدول العربية والاسلامية والغربية لما يتمتع به من شخصية قوية ومعتدلة ، حتى وهو خارج السلطة وهذا ما ازعج منافقي الحكم في بغداد ، الذين لم يجدوا وسيلة لوقف نشاطه وتأثيره السلمي ، غير وصولات النفاق والزور التي انتهجوها منذ ان تسلطوا على رقاب العراقيين الشرفاء ، والتي اصبح مكرها يحيق بهم ، كما يحيق المكر السيء باهله ، ليعلم شذاذ الافاق والمتباكون على كراسي السلطة ، ان حقائق الامور ستنكشف مهما حاول الظلاميون حجبها عن الناس ، فهناك فرق شاسع بين النور والظلام مثلما هناك فرق بين العفة والذلة، فالأولى تمنح اصحابها المهابة والاكبار والكرامة والاقتدار، والاخرى تجعل حاشيتها واربابها في مقام المهانة والوضاعة والاحتقار. رحم الله شاعرنا الكبير معروف الرصافي القائل :. كان لي وطن ابكي لنكبته ….. واليوم لا وطن لي ولا سكن ولا ارى في بلاد كنت اسكنها ….. الا حثالة ناس قاءها الزمن .