اتصل بي هاتفيا احد الاصدقاء العراقيين من العاصمة الحبيبة (بغداد) وهو رجل مشهود له بالاحترام والوقار وتربطني به علاقة صداقة متينية منذ عشرة أعوام، وهو رجل اعمال صادق وصاحب شركة وزوجته طبيبة وهم من عائلة ميسورة ومستورة جدا، مسالمة ومثقفة ..
قال لي وصوته مصحوباً بعبرة .. اسمع ما جرى معي اخي هلال وأحكم انتَ بنفسك .. ففي ليلة العيد وفي زحمة الرسائل والتهنئة بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وردتني رسالة نصّية على هاتفي نصّها (ما تجاوب.. شبيك ساكت) وتوقعت وقتها انها من احد الأهل او الاصدقاء او المعارف الكثيرين وقد غيّر رقم هاتفه او نسيت تسجيل اسمه مع رقم الهاتف .. وبدون وعي وإدراك منّي وبشكل عفوي بعثت لجهة الرقم الذي وردت منه الرسالة بطاقة تهنئة العيد التي كنت قد أعددتها لابعثها للجميع (اي بطاقة تهنئة عامة وبدون ايّ خصوصيات) فجائي الرد بعد دقائق شكراً على تهنئتكم وهنا سألته (مَن انت) وحصلت بيني وبين صاحب (صاحبة) الرقم بعض الرسائل النصيّة (العادية جداً) وهو يحاول ان يطيل بالرسائل دون ان اعلم حتى من كان في الطرف الآخر .. ولكن الرقم بقى بدون اسم للدلالة على المرسل .
بعد ساعات اتصل بي نفس الرقم وبصوت رجل هذه المرة وحاول استدراجي بطريقة مستفزّة .. ولكن من طريقة كلامه فهمت انهُ يعرف عنّي كلّ شئ (اسمي، عنواني، شركتي ومكان عملي وحتى أولادي وعائلتي) وبدأ يهددني بأنني (تحارشت بأخته) وأنه يتحتم عليه تحضير ابناء عمومتي وشيخ عشيرتي لفصل الموضوع عشائرياً مع انواع التهديدات بأيذائي وقطع باب رزقي وإغلاق عيادة زوجتي ومتابعة أطفالي في مدارسهم .. وهنا بدأ صديقي بالبكاء وهو ينهي تفاصيل ما وقع معه .. وقال لي صدّقني اخي هلال اشدّ ما يؤلمني ليس كلام الناس وتأويلاتهم امام زوجتي وأهلي فهم أدرى بي وبأخلاقي وليس المال الذي سأدفعه مجبراً هو همي … ولكن اشد ما يؤلمني هو قراري الجازم بترك البلد مع عائلتي نهائياً … حيث اطلق عبارته بـ ( العامية ) أريد أهجّ من البلد !!! ارجوك ابحث لنا عن مكان قربك في ضواحي باريس من الآن .. ومهما كانت التكلفة !!!