قبيل اجتماعات مجموعة “أوبك” يُجري وزارء النفط في الخليج المباحثات خلف الأبواب المغلقة؛ بغرض الوصول إلى الاجماع اللازم لدعم سياسية معينة.. وقد استحال هذا الموضوع، منذ سنوات، إلى منهج دائم يُتبع قبيل إنعقاد الجلسات الرسمية للمنظمة.
في السياق ذاته، كان الأمين العام للمنظمة يسعى، خلال السنوات الماضية، إلى زيارة الدول الكبرى المصدرة للنفط بغرض تحقيق الإجماع بين الأعضاء.. وكانت وكالة أنباء (رويترز) قد أكدت على أن الأوضاع على مشارف إنعقاد اجتماع “أوبك”، بشأن تمديد قرار التجميد النفطي مختلفة هذه المرة، حيث لم ترد أي أخبار عن مفاوضات سرية بين وزراء نفط الدول العربية.
إذ دفع الصدام السياسي بين “قطر” وتحالف المقاطعة بقيادة “السعودية” وقطع العلاقات بين الطرفين، وزراء نفط الدول العربية إلى التخلي، ولو بشكل مؤقت، عن عادتهم القديمة.. وقد عادت آثار المقاطعة بالضعف الشديد على “مجلس التعاون الخليجي” وأفقدته فاعليته. ولا يمكن إنكار حيادية “الكويت وعمان”، حتى أن الشيخ “جابر الأحمد الصباح” كان يسعى للوساطة السياسية بين أطراف الأزمة.
تأثير أزمات “قطر” و”إيران” على إجتماع منظمة الـ”أوبك”..
في غضون ذلك؛ وبحسب صحيفة (الأيام) الإيرانية، لا يمكن تجاهل أن منظمة “أوبك” نفسها كانت قد خاضت أزمات شديدة، وقد أستمرت في نشاطها رغم المصدامات الشديدة كـ”الحرب العراقية – الإيرانية، واحتلال الكويت”، وكذلك الصراع السياسي بين إيران والسعودية. ويعتقد خبراء ودبلوماسيوا الدول أعضاء منظمة “أوبك” في عدم تأثير الأزمة على قرار تمديد التجميد النفطي، لأن معظم الأعضاء يجمعون على ضرورة تمديد العمل بقرار التجميد النفطي. وكانت “قطر” قد لعبت، (باعتبارها رئيس دورة أوبك عام 2016)، دوراً مهماً في الوصول إلى اتفاق بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء، (وتحديداً روسيا)، على تخفيض إنتاج النفط، بالشكل الذي يترتب عليه رفع أسعار النفط مجدداً.
ومعروف أن “الإمارات والكويت”، كانتا قد شكلتا تحالفاً قوياً داخل “أوبك” قبيل الأزمة القطرية، لكن ومع التهديدات بإنهيار هذا التحالف يتشكل تحالف آخر يضم إيران والعراق. إذ تحتل البلدان المرتبة الرابعة والخامسة عالمياً، من حيث المخزون النفطي، كما تتمتع البلدان، (من بين أعضاء أوبك)، بالقدرات اللازمة لرفع معدلات الإنتاج، ولذا بمقدور البلدان بالتعاون فيما بينهما تهديد الدور السعودي المحوري في المنظمة.
واستناداً إلى تقرير رويترز فقد دفعت المخاوف من تشكل تحالف نفطي بين إيران والعراق، آل سعود إلى استخدام كل قدراتهم في سبيل تحسين العلاقات مع العراق والحد من النفوذ الإيراني المتصاعد في هذا البلد. وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية تحسن علاقات الرياض مع بغداد، وتوافق البلدين على مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، وكذلك عملية إعمار العراق. وفي هذا الصدد زار، “خالد الفليح”، وزير الطاقة السعودي، العراق خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ وطالب خلال لقاءه والمسؤولين العراقيين بتقوية التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة وسائر القطاعات الاقتصادية الأخرى. وفي الحقيقة تعتبر زيارة “الفليح” أو زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ضغوط أميركية على شراء النفط الإيراني..
في حواره مع وكالة أنباء (مهر)، قدم “محمد علي خطيبي”، النائب الإيراني الأسبق في “أوبك”، أدلة واقعية على زيادة أسعار النفط مؤخراً، وعزا الأسباب إلى إدارة معروض النفط، وزيادة الطلب العالمي، وإنخفاض المخزون النفطي العالمي، وقال بحسب ما نقلته الصحيفة الإيرانية: “العوامل الجيوسياسية مثل الإضطرابات في كردستان العراق، وإطلاق الصاروخ اليمني على السعودية وما ترتب عليه من تهديد المنشآت النفطية السعودية، كلها أدت إلى تشكيل أجواء تعكس إضطراب أوضاع الشرق الأوسط، ما هيأ بالتالي إلى زيادة أسعار الذهب الأسود”.
وحول المخاوف من رفض الدول غير الأعضاء في المنظمة، قرار تمديد التجميد النفطي، قال “خطيبي”: “من المتوقع أن تعتزم الدول غير الأعضاء في أوبك زيادة المعروض النفطي خلال العالم الميلادي الجديد بمليون برميل. وحال القيام بهذه الخطوة ربما تظل أسعار النفط على ما هي عليه”.
وأردف “خطيبي”: “تتفاوض الإدارة الأميركية حالياً مع المشترين التقليدين للنفط الإيراني، وتفرض عليهم ضغوطاً شديدة لخفض مشترياتهم من إيران. ومع عجز الإدارة الأميركية عن حجب المشترين عن إيران بشكل كامل، لكن الإمتياز الذي قد تحصل عليه هو فعلاً خفض معدلات شراء النفط من إيران”.