بقلم: ذكرى البياتي
أيام وتنتهي العطلة الصيفية، ونبدأ عام دراسي جديد ومع اقتراب العودة للمدارس هناك بعض الخطوات على كل أم من الواجب إتباعها قبل أول يوم دراسي لطفلك، يجب تهيئة الطفل نفسياً إلى هذا الموسم الجديد من المدرسة بإتباع بعض الخطوات تدريجياً حتى يعود الطفل للمدرسة بحب وسعادة وبكامل طاقته وحيويته وشغفه للدراسه، علينا إبعاد الطفل كل البعد عن عالم الإلكترونيات القاتل له والمضعف
لمهاراته الاجتماعية والتي تؤدي الى انخفاض مستوى الذكاء، وقلة النشاط البدني والفكري لديه وزيادة الأمراض
هذا كل ما أكدته الدراسات التربويه المختلفة أن نتاج إفراط استخدام الطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الألواح الذكية والهواتف الذكية وغيرها من الألعاب الإلكترونية التى أصبحت تسيطر بنسبة عاليه على اهتمامات عقول الأطفال هذه الأيام .
قالت لي إحدى صديقاتي
قررت إبعاد الأجهزة الالكترونيه وهو من السهل بل هي حرب ساخوضها بيني وبين أطفالي مدركة أن حربي هذه كبيرة أكبر من محيط عائلتي
قمت باتخاذ قراري لسحب الأجهزة الذكية من البيت وإخراجها من المنزل هذا ماظنه أطفالي، حينها بدئت
انفعالاتهم وثورة ضجت البيت كله
والذي اصبح الآن ساحة حرب رؤوسهم ثائرة حركاتهم لا إرادية تطالب إسقاط هذا القرار كان هذا اليوم الأول
استيقظوا في اليوم التالي على غير العادة يفتشون في كل زوايا البيت لعلهم يجدون أي جهاز ذكي آخر
لكن دون جدوى
بدأت أصواتهم تتعلى في البيت، ضجيج وصراخ وبعثرة أثاث المنزل
يحاولون إختلاف مشاكل معي كي أتنازل أو أتراجع وأنا كلي إصرار ونار ورغبة بإسكات اصواتهم الغاضبة، لم أستسلم وتابعت قراري
بدأت بإحضار ألعاب لهم بسيطة مثل (جينكا) وبعثرت الالوان والاوراق
تعمدت على قضاء وقت على شرفة المنزل، بانتظارهم اللحاق بي لعلهم يحدقون بالعالم وجمال الطبيعةالحقيقي هناك خلف السجون التي أرغمناهم للعيش بها والتقوقع فيها.
لعلهم الان يدركون حقيقة ذاك العالم الوهمي الذي زرعوه في عقولهم اولئك المبرمجين للألعاب القائمة على تأجيج العنف والتنمر فيهم.
مضى الاسبوع الاول فكم انتابتني نوبات جنون، منزل تعمه الفوضى ملامحه مبهمه غير واضحة.
لكنه مضى، أستسلم اطفالي
لكن الخطر الأكبر مازال أمامي وكان محيط بهم مع زملائهم في الصف الذين تعمدو بالتنمر وا السخرية منهم ومن قراراتي وبأطاعتهم لي
وكم تمنيت لو ساعدتني كل الامهات واتخذو نفس القرارمعي قراراً جماعياً يحمي أطفالنا لكنني اكتفيت بالصمت
وعادت الثورة لتظهر أطفالي امام اصدقائهم بأنهم لا يختلفون عنهم،
وقابلت ذلك بالرفض القاسي ونوبات البكاء والعويل التي لاتطاق باللامبالاة ولااخفي عليكم إنني كنت على وشك الانهيار
فأطفالي قد يراهم البعض أنهم مسالمون لكنهم متمرودن بفطرتهم،
فكان لا بد لي من أن انال الانتصار
ظننت إنه انتصاري فقط، لكن الحقيقة انتصرت طفولتهم فيها.
ولقد عادت من جديد لعبة الغميضة لتطرق باب بيتي وعادت الالوان تزين جدران المنزل دون غضب مني فطالما حلمت بأطفال طبيعين أصبحوا يطلبون الطعام أكثر ويطلبون الخروج من المنزل، وعادت الألعاب تفترش أرض الغرف، وأصبحت أرى اكثر تحف المنزل تتكسر من كرة القدم المتمردة في غرفهم نعم أصبحت أبذل مجهود مضاعف وكبير بعمل المنزل لكن بفرح وانتصار اكثر.
مضت الاسابيع الأولى وبدأت خيوط الشمس تعود من جديد لتتسلل لحياتنا معلنة بداية جديدة وعام دراسي متفوق
لقد كانت حربي معهم قاسية لكن كانت تستحق المجازفه والمحاول