في حمأة التوتر المتصاعد بين الصين وتايوان، وسط التهديدات الصينية التي لا تتوقف، اتهمت بكين الرئيس التايواني بدفع الجزيرة نحو الحرب.
فقد اعتبر وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية الويم الجمعة أن رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي يدفع الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي وتطالب بكين بالسيادة عليها، نحو “الحرب”.
مناورات لليوم الثاني
أتت تلك التصريحات فيما واصل الجيش الصيني اليوم الجمعة مناورات حربية لليوم الثاني على التوالي حول تايوان بما شمل تدريبات لاختبار القدرة على “الاستيلاء على السلطة” والسيطرة على مناطق رئيسية، في تدريبات قالت الصين إنها أطلقتها لمعاقبة لاي تشينغ-تي، بعد 3 أيام من توليه منصب الرئاسة.
فيما قال مسؤول أمني تايواني رفيع إن التدريبات شملت محاكاة لقصف سفن أجنبية أيضا. كما أضاف أن عدة قاذفات قنابل صينية نفذت محاكاة لهجمات على سفن أجنبية بالقرب من الطرف الشرقي لقناة باشي، التي تفصل تايوان عن الفلبين، ونفذت تدريبا على كيفية فرض “السيطرة الكاملة” على مناطق واقعة إلى الغرب من أول سلسلة من الجزر، وفق ما نقلت رويترز.
إلا أن محللين ودبلوماسيين في المنطقة ومسؤولين بارزين في تايوان اعتبروا أن نطاق التدريبات العسكرية الصينية الجارية أصغر حتى الآن من تدريبات مماثلة جرت في 2022 فضلا عن أنها كانت متوقعة أيضا، لكنها لا زالت تشكل خطرا من وقوع حوادث أو إساءة تقدير.
كما رأوا فيها رسائل من بكين أو تحذيرا مصاغا بدقة مفاده أن القوات الصينية قادرة على إخضاع لاي إذا أرادت.
بعد خطاب التنصيب
جاءت هذه المناورات بعد الخطاب الذي ألقاه لاي في حفل تنصيبه يوم الاثنين الماضي والذي حثها فيه الصين على وقف تهديداتها، قائلا إن جانبي المضيق “لا يتبعان بعضهما البعض”.
وتشكل مسألة استقلال الجزيرة قضية حساسة لبكين، لاسيما أن التدخلات الأجنبية والدعم العسكري الأميركي الذي تتلقاه تايوان يقلقها.
بل تعد السلطات الصينية الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليونا ، واحدة من مقاطعاتها التي لم تتمكن بعد من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.