وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء الوضع في ليبيا بأنه ”فضيحة“ رغم أن مبعوث المنظمة الدولية قال إن هناك ”إرادة حقيقية“ بين الطرفين المتناحرين مع اعتزامهما الاجتماع لإجراء محادثات في جنيف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد.
وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي ”أنا محبط للغاية مما يجري في ليبيا“ وانتقد الدول التي شاركت الشهر الماضي في مؤتمر برلين لتحقيق تقدم في محادثات السلام الليبية.
وأضاف في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ”تعهدوا بعدم التدخل في العملية الليبية والتزموا بعدم إرسال سلاح أو المشاركة في القتال بأي شكل… الحقيقة هي أن حظر (التسليح) الذي فرضه مجلس الأمن ما زال يتم انتهاكه“.
ووصف جوتيريش جهود الوساطة التي يقوم بها غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بأنها ”الأخبار الوحيدة الجيدة“ التي تأتي من هناك.
وقال سلامة للصحفيين في وقت سابق يوم الثلاثاء إن ”هناك إرادة حقيقية لبدء التفاوض“ بين الطرفين المتناحرين. لكن سلامة قال للصحفيين إن الطرفين ينتهكان حظر السلاح وإن المرتزقة لا يزالون يتدفقون ”جوا وبحرا“ على ليبيا وكذلك الأسلحة.
وتحاول قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس منذ عشرة أشهر.
وتضم محادثات جنيف خمسة عسكريين كبار من الجيش الوطني الليبي وخمسة من القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في العاصمة.
واستمر القتال على الأرض على الرغم من دعوة إلى هدنة أطلقتها روسيا وتركيا بدءا من 12 يناير كانون الثاني وقمة دولية بشأن ليبيا عُقدت في برلين يوم 19 يناير كانون الثاني بهدف الحد من التدخل الدولي.
ويقول دبلوماسيون وخبراء من الأمم المتحدة إن حفتر يتلقى الدعم المادي من دول منها الإمارات ومصر والأردن وروسيا في حين تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني عسكريا.
واستنكر سلامة وجود أكثر من ”20 مليون قطعة سلاح“ في البلاد وقال إنه طلب من مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يؤكد مجددا على حظر السلاح القائم ويوافق على إجراءات لضمان الالتزام به.
وقال إن المحادثات بين الطرفين اللذين لم يلتقيا وجها لوجه في جنيف يوم الاثنين تهدف إلى ”سد الفجوات في وجهات النظر بشأن كيفية تنظيم الوقف الدائم المستدام لإطلاق النار على الأرض“.
وأضاف ”بدأنا أمس معهما ببحث قائمة طويلة من النقاط على جدول أعمالنا، بدءا من العمل على تحويل الهدنة إلى أخرى أكثر تماسكا وتقليل انتهاك الطرفين لها وأيضا تحويل تلك الهدنة إلى اتفاق حقيقي على وقف دائم لإطلاق النار“.
وعمق هجوم حفتر، الذي أنهى خطة سلام سابقة للأمم المتحدة، الهوة بين تحالفي شرق وغرب ليبيا اللذين يتنافسان على السلطة منذ عام 2014.
وتشكلت حكومة الوفاق الوطني في 2016 ضمن جهود سلام سابقة للأمم المتحدة رفضها حفتر ومساندوه.غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في جنيف يوم الثلاثاء. تصوير: دنيس باليبوس – رويترز
وترك الصراع الذي اندلع في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي في 2011 المجال مفتوحا أمام المتشددين ومهربي البشر وقوض اقتصاد ليبيا المعتمد على النفط.
وخفّض إغلاق جماعات موالية لحفتر لحقول وموانئ نفطية قبيل مؤتمر برلين إنتاج النفط بنحو مليون برميل يوميا.
وردا على سؤال عما إذا كان سيضغط على حفتر لإنهاء الإغلاق، قال سلامة إنه أمر تجري متابعته على الأرض وحث القوى الأجنبية على مساندة مسعى أشمل للأمم المتحدة لاستئناف الإنتاج.
المصدر: جنيف/الأمم المتحدة (رويترز)