بقلم: إيناس رزق الخربطلي
دعونا نتفق على أن ما قام به آرون بوشنل الجندي الباسل الشجاع من احتجاجٍ مُهيب والذي وصل إلى كُلِ فَجٍّ عميق ، ما هو إلا منتهى وقمة الإنسانية ، وأن الموت حرقاً كان أوفى للإنسانية من الرضوخ لهمجية حكام بلاده التي استفردت بشعبٍ منهك دوماً من الجوع والتشرد واليتم والقهر و كل ويلاتِ الحربِ والخرابِ والدمارِ والتي شوهت ملامح الحياة لتلك الطفولة المختبئة تحت الأنقاض ومن وراء خيمٍ لا تقي من بردٍ ولا حَرٍّ ….
دعونا نعترف بأن الأردن العظيم حلّقَ بإنسانيته رافضاً كاسراً كل قيود العدو المتغطرس لينثر ما استطاع إليه سبيلا من الرحمة والعطف على شعبٍ منفرد بآهاته وكأنه بجزيرةٍ منفية من هذا العالم العربي والغربي الذي تخلى عنه قولاً فعلاً ، ولأن الأردن أولاً دوماً بالإنسانية والرحمة واللين على المستضعفين في الأرض كان في سماء غزة ناشراً محبته وعطفه ليقول نحن معكم وقلوبنا معكم ….