في أغسطس/آب الماضي، هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حاكم ولاية جورجيا الجمهوري بريان كيمب، واتهمه بعرقلة محاولة عزل المدعية العامة في مقاطعة فولتون فاني ويليس، بعد أن وجه مكتبها اتهامات بالتدخل في الانتخابات ضده
علاقة قد تورطها!
إلا أن اسم القاضية التي تعرف بأنها مهاجمة شرسة لترامب وتمسك أحد أهم الملفات ضده، عاد للواجهة بقوة خلال الساعات الماضية.
فقد اتُهمت المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، بإقامة علاقة عاطفية وصفت بـ “غير اللائقة” مع أحد كبار المدعين المشاركين في قضية التدخل في الانتخابات الرئاسية لدونالد ترامب في جورجيا.
وزعم الاقتراح المفاجئ، الذي تم تقديمه نيابة عن مايكل رومان، مسؤول حملة ترامب لعام 2020 المتهم إلى جانب الرئيس السابق، أن ويليس استفادت مادياً من علاقتها مع المدعي الخاص ناثان ويد، وهو محامٍ خاص تم تعيينه لملاحقة قضية موكله.
وأضاف الاتهام الذي نشرته صحيفة “أتلانتا جورنال كونستيتيوشن” لأول مرة، أن ويليس ووايد حصلا على عدة إجازات في أماكن فخمة معا العام الماضي، وخلال نفس الفترة حصل ويد على 654 ألف دولار كرسوم قانونية، وهي الأموال التي أذن بها مكتب ويليس، وفقا لموقع “ديلي بيست“.
91 اتهاماً يلاحق ترامب.. فهل تكون ورقته الرابحة لدخول البيت الأبيض مجددا؟
وتابع أن الثنائي استفادا بشكل كبير من محاكمة ترامب على حساب دافعي الضرائب، مشيرا إلى أنه من بين الرحلات التي يُزعم أن ويليس ووايد قاما بها معا، كانت الإقامة في وادي نابا وفلوريدا، إضافة إلى رحلتين بحريتين في منطقة البحر الكاريبي.
ويتضمن الملف كذلك لقطات شاشة لبعض المشتريات التي يُزعم أن ويد قام بها، مؤكداً أن المدعين ما زالوا على علاقة نشطة.
وأضاف الاقتراح أن المدفوعات المرسلة إلى ويد من مقاطعة فولتون، والتي أعقبتها إجازات مزعومة مع ويليس، يمكن أن ترقى إلى مستوى “الاحتيال في الخدمات”، وهي جريمة فيدرالية مطبقة لمنع المسؤولين المنتخبين من تلقي رشاوى من شخص قاموا بتعيينه.
بدوره، شدد محامي رومان، آشلي ميرشانت، أن الطلب لم يتم تقديمه باستخفاف، ولا دون تفكير أو بحث أو تحقيق كبير.
كما طلب رومان، أحد المتهمين الأصليين الثمانية عشر المتهمين إلى جانب ترامب في قضية ابتزاز الانتخابات لعام 2020، من القاضي سكوت مكافي منع ويليس من الاستمرار في مقاضاة قضيته.
وجاء في الاقتراح أن كلتا لائحتي الاتهام تحتويان على أخطاء هيكلية وعيوب لا يمكن إصلاحها ويجب رفضهما بالكامل.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق لم يفوت فرصة التعليق على التقرير أبداً، حيث قال عبر منصته “Truth Social”، إن الثنائي كانا في إجازة باهظة الثمن دفعت ثمنها جورجيا بالكامل، في إشارة منه إلى الاتهامات ذاتها.
ومن المرجح أن يوفر الاتهام الموجه ضد المدعي العام مزيدا من الدعم للرئيس السابق، الذي نقل حملته لعام 2024 إلى خطوات المحكمة طوال متاعبه القانونية.
ترقب لقرار المحكمة العليا الأميركية حول نطاق حصانة ترامب الرئاسية
يذكر أن ترامب هاجم ويليس مراراً وحاول عرقلة تحقيقها. وقد رفض أحد القضاة في يوليو الماضي مسعى الرئيس لاستبعاد ويليس من القضية.
كما طارد ترامب بالفعل ويليس بعبارات شخصية للغاية، واتهمها في أغسطس/آب بإقامة “علاقة غرامية”، ووصفها بأنها “ملتوية وحزبية للغاية”، وذلك في منشور على موقع Truth Social.
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ محاكمة ترامب في جورجيا في أغسطس/آب القادم.
أما فاني ويليس، فهي المدعية العامة في مقاطعة فولتون بجورجيا، والتي تتابع تحقيقا جنائيا مع دونالد ترامب بشأن اتصالاته مع مسؤولي الولاية فيما يتعلق بالانتخابات الأميركية لعام 2020.
وويليس الديمقراطية البالغة من العمر 51 عاما، كانت اتخذت نهجا عدوانيا في تحقيق ترامب، حيث استدعت بعض حلفائه بما في ذلك السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، ورئيس أركان البيت الأبيض السابق مارك ميدوز، وخاضت معارك قضائية لإجبارهم على شهادتهم.