الحرب المستعرة في الشرق الاوسط ومآلات عواقبها ونتائجها بما يعرف بالأرض الخضراء الجديدة أو الشرق الجديد.
تصور تحليلي للأحداث
بقلم: الدكتور اسماعيل الجنابي
منذ معركة طوفان الاقصى “7 أكتوبر” يعيش الشرق الاوسط صراعاً دامياً وتحديداً العواصم العربية الاربعة التي يسيطر على قرارها السيادي النظام الإيراني من خلال قوة اذرعها الميليشياوية المسلحة التي تفرض سيطرتها وهيمنتها عليها طيلة عقود من الزمن ابتدأت في “لبنان وسوريا والعراق واليمن”.
ماذا
تعمل اسرائيل والدول الغربية المساندة لها على انتزاع القرار السيادي من قبضة النظام الإيراني المتحكم بقرارات العواصم العربية التي تسيطر عليها المليشيات الولائية وهذا ما يجري حالياً في كل من “لبنان وسوريا واليمن وستلحقهما بغداد ” بفعل حجم وقوة الضربات الوحشية التي تقوم بها اسرائيل مايمكنها من قطع دابر هذه المليشيات وإنهاء قوة تأثيرها الإقليمي الذي يهدد أمنها.
لماذا
إن انتزاع القرار السيادي لتلك الدول من قبل النظام الايراني لم يأتي عبثاً وانما من خلال الاستراتيجية الممزوجة بقوة التهديد التي تجعلها مسيرة نحو الارادة الايرانية الامر الذي يجعلها أن تكون ضمن القوى العالمية التي تتحكم بالعالم سواء على مستوى الطاقة أو على نحو آخر من مفاوضاتها المتعلقة ببرنامج طهران النووي كورقة ضغط على الدول “5 + 1 ” وكذلك تهديداً لمصالح حلفاء الغرب في المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
النتائج والتوقعات
1. ان قوة ايران تكمن في قوة اذرعها الموجودة في العواصم الأربعة ولهذا بدأت اسرائيل بتفكيك قوة هذه الأذرع التي كان باكورتها اغتيال حسن نصر الله ورفاقه من الخط الاول والقضاء على قاعدته العسكرية المتمثلة بالاشخاص والاسلحة وتدمير بنيته التحتية .
2. اعتراف اسرائيل ان حزب الله يدير العمليات العسكرية في غزة والعراق وجماعة الحوثي في اليمن والملشيات المتحكمة بالقرار السوري وهذا ما جعلها اهداف ستراتيجية للكيان الصهيوني بانهاء دورها المؤثر.
3. تعمل اسرائيل وحلفائها الغربيين بتوزيع أدوار القضاء على اذرع ايران في الدول العربية التي تسيطر عليها إيران ولعل الدعم التسليحي الغربي لها خير دليل على التنسيق الكبير بينهما بعيداً عما يساق في الإعلام من تصريحات قادة الحلفاء الذين يعملون في الخفاء خلافاً للعلن.
4. الدول الغربية واسرائيل يعملون على إنشاء نظام جديد في منطقة الشرق الأوسط من أجل درء الخطر عن الكيان الغاصب لفلسطين.
5. انكفاء الدول العربية عن الدور المناط لها ضمن مظلة الجامعة العربية يعود الى قناعتها المطلقة أن بقاء النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط يسلبها دورها في صناعة القرار السياسي وكذلك يضعف اقتصادها وخططها التنموية لمستقبل شعوبها وأن اي تدخل لها في هذا الصراع يجعلها بين مطرقة مستقبل علاقاتها مع الدول الكبرى وسندان النفوذ الإيراني ونتائجه السلبية التي ستنعكس على مستقبلها.
6. إن القضاء على اذرع ايران في الدول العربية يهيئ الطريق أمام إسرائيل لبدء مرحلة جديدة من التطبيع مع الدول العربية الرافضة أو المتحفظة عليها في الوقت الحالي لحين وضوح الرؤية المستقبلية لهذا الصراع.
7. سيعمل النظام الإيراني على درء الخطر عن مستقبله الوجودي من خلال تقديم التنازلات للمجتمع الدولي والتضحية باذرعه مرغماً في الدول العربية التي يتحكم في قرارها السيادي.
8. باتت الشعوب العربية تواقة لإنهاء الوجود الايراني باي شكل او طريقة على ارضها الذي سلبت مقدراتها و ارتهنت مستقبل أجيالها الذي أضحى اسيرا لذلك الوجود.
9. أن ملامح إقامة نظام شرق أوسطي جديد بات واضحاً من خلال التطورات الدراماتيكية العسكرية المتسارعة ويبدو أن هذا القرار قد اتخذ من قبل الدوائر الغربية.
10.تبقى القضية الفلسطينية وحق وجود شعبها الشرعي على أرضه سيخضع لسياسة المنتصر على حساب المغلوب وهنا يستلزم الامر موقفاً عربياً ثابتاً يحفظ الحق والعدل والمصير .