بقلم: ذكرى البياتي
يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة ويعد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة فيه يقف الحجاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم وقد تعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له أعرفت أعرفت فيقول إبراهيم عرفت عرفت ولهذا سميت عرفة
فأذا ذكر يوم عرفات فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس أو غربت هو خير من يوم عرفة فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين وقد ورد أنه ما شوهد إبليس فى يوم هو أصغر ولا أحقر ولا أغيظ من عشية يوم عرفات
وليوم عرفة فضائل يهرول إليها المؤمنون والمتقون فهو يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه بالإكثار فيه من فعل الخيرات ودروب الطاعات واجتناب الإثم والفواحش والضلالات والمنكرات غفر الله له كافة ذنوبه
حيث قال صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب رواه أهل السنن وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال نزلت أى آية (اليوم أكملت) فى يوم الجمعة ويوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد
ومن فضائل يوم عرفة
يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ففى الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية فى كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً قال أى آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا(المائدة: 3) قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذى نزلت فيه على النبى صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
بالإضافة إلى أنه يوم أقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود فى قوله تعالى وشاهد ومشهود(البروج: 3 )فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة رواه الترمذى وحسنه الألبانى وهو الوتر الذى أقسم الله به فى قوله والشفع والوتر( الفجر: 3) قال ابن عباس الشفع يوم الأضحى والوتر يوم عرفة وهو قول عكرمة والضحاك.
وصيام يوم عرفة يكفر سنتين فقد ورد عن أبى قتادة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة، فقال يكفر السنة الماضية والسنة القابلة رواه مسلم وهذا إنما يستحب لغير الحاج أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأن النبى صلى الله عليه وسلم ترك صومه وروى عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
وخير الدعاء هو دعاء يوم عرفه
وخيْر ما قلت أَنا والنبيون من قبلي
( لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم وليدع لنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين اجمعين ودعائي لكم
ﺇﻟﻬﻲ ﻗﺪ ﻭﺟﺪناك ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ فكيف لانرجوك ووجدناك دائما ناصرا ومعينا لنا ولأهلينا
والعالمين اجمعين فكيف لا ندعوك فمن لنا أن لم تكن معنا ومن سيضرنا وانت حافظنا
فكن معنا ياالله في كل امورنا فأننا فوضناها كلها لك ….