بقلم: صباح نوري العجيلي
تشهد الحرب الروسية – الأوكرانية تصعيداً نوعياً وخطيراً في استخدام الطائرات المسّيرة بلا طيار من كلا طرفي الصراع الذي مضى على أندلاعه 15 شهراً ويشهد أعنف المعارك والاشتباكات على طول الجبهات، ولعل مهاجمة طائرتين مسّيرتين بلا طيار ، الكرملين المقر الرسمي للقيادة الروسية هو الحدث الأبرز، ووجهت روسيا أصابع الأتهام الى كل من اوكرانيا والولايات المتحدة بالوقوف وراء الحادث الذي يستهدف حياة الرئيس الروسي بوتين .
تعمل اوكرانيا على نقل المعركة الى العمق الروسي للتأثير على معنويات المدنيين وتوسيع نطاق المعارك وضرب الهيبة الروسية في عقر دارها، فهي تنتخب اهدافها بعناية كمصافي وخزانات الوقود والجسور ومحطات القطارات وأهداف عسكرية وقواعد جوية ، واليوم يهاجم الكرملين قلب السلطة السياسية والرمز التاريخي في الوقت الذي تقترب موسكو من موعد الأحتفال السنوي بمناسبة يوم النصر في التاسع من الشهر الحالي والذي يقام فيه استعراض عسكري كبير برعاية الرئيس الروسي ورموز الدولة وجمع غفير من المواطنيين.
نجحت الطائرات المسّيرة من الوصول الى الكرملين المحصن في قلب العاصمة موسكو ولم تتمكن الدفاعات الجوية عن العاصمة والمزودة بأحدث منظومات الأسلحة من كشفها وتعطيلها. ونحجت العملية في تحقيق المباغتة بالوقت والمكان والأسلوب فضلاً عن التأثير المعنوي والخرق الأمني الكبير الذي أحدثته في قصف العاصمة.
اما القوات الروسية داخل اوكرانيا فهي الأخرى تستخدم الطائرات المسّيرة المحلية الصنع والمسّيرات الايرانية من طراز شاهد – 136ضد أهداف عسكرية وبنى تحتية ومحطات الطاقة وهي ايضاً قادرة على الوصول الى اهداف مدنية وعسكرية داخل العاصمة كييف.
تستخدم اوكرانيا المسيرات التركية بيرقدار- TB2 وزودتها الولايات المتحدة ب 700 طائرة مسيرة من طراز (سويتش بليد) وهي طائرة انتحارية من نوع كاميكاز ، وتتوفر لديها ايضا انواع صغيرة من المسّيرات من الصناعة المحلية .
أصبحت الطائرات المسّيرة بلا طيار والتي يتحكم بها عن بعد من اسلحة الحروب الحديثة لما تمتاز به من خصائص فريدة كونها أداة متعددة الأغراض والمهام من الأستطلاع والرصد الجوي الى التدمير والقتل والأنتحار على الهدف (الكاميكاز) والتشويش الألكتروني وتصحيح نيران المدفعية وأغتيال الشخصيات المهمة، وتمتاز المسّيرات بحجومها الصغيرة وقدرتها على المناورة ممايصعب على وسائل الدفاع الجوي كشفها والتصدي لها ، بالاضافة الى قلة كلفتها بالمقارنة مع الطائرات المقاتلة والأهم من كل هذا هو تصفير الخسائر بين الطيارين.
ويشهد العالم سباقج تسلح محموم في مجال تطوير وتوسيع نطاق عمل المسّيرات وتعدد استخداماتها ومهامها سواء كانت للأغراض العسكرية والمدنية .
وأمام هذا التحدي وتهديدات المسّيرات بلا طيارالجدية، ينبغي امتلاك وتطوير وسائل المعالجة والتصدي والكشف والسعي للحصول على تقنية المسّيرات المتطورة والتدريب على استخداماتها الموسعة.