بغداد – وكالة اخبار العرب
علق مستشار رئيس الوزارء للشؤون الاقتصادية مظهر محمد صالح،الاثنين، على نظرية اقتراب العراق من منطقة الخطر بعد وصول اسعار النفط الى ٨٦ دولارا للبرميل.
وقال صالح في حديث صحفي تابعته وكالة اخبار العرب ان فرضية بقاء متوسط سعر برميل النفط العراقي المصدر بمقدار ٨٦ دولار وقدرة تصدير يومية هي بنحو ٣،٤ مليون برميل نفط يومياً تعني ان رصيد الايراد النفطي السنوي للموازنة القادمة بنحو ١٥٠ تريليون دينار.
واضاف ان ما يعني ان ثمة توازن في الموازنة بالعوائد النفطية فحسب ذلك اذا ماكان سقف الانفاق الكلي بالمقدار المؤشر انفاً البالغ ١٥٠ تريليون دينار، لافتا الى ان ذلك دون الاخذ بالاعتبار ما سيتحقق من إيرادات غير نفطية ورصيد افتتاحي نقدي متراكم عن العام الحالي وبما لايقل عن ١٣-١٥ مليار دولار.
بسم الله الرحمن الرحيم
متى تكون فرص السلام ممكنة في الحرب الروسية الأوكرانية؟
متى تكون فرص السلام ممكنة في الحرب الروسية الأوكرانية؟
بدأت هذه الحرب في 24 شباط من علام 2022م ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا ولقد طال أمدها وتحمّل كلا البلدين منها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ولحقهما تدمير هائل للبنى التحتية لعدد من المدن في الجانبين وكانت كفة الحرب في بدايتها تشير إلى تقدم القوات الروسية وسيطرتها على عدد من المقاطعات والمدن الأوكرانية والتي ضمتها روسيا فيما بعد لأراضيها لكن سرعان ما تبدلت المواقف حيث إستطاعت القوات الأوكرانية في المعارك الأخيرة أن تحقق تقدم واضح في أهدافها العسكرية خاصة بعد إن تَلقَّت مساعدات عسكرية مختلفة من دول الناتو وكأنها عضواً فيه مكا تقلت الدعم أيضاَ من دول الإتحاد الأوربي الّذي يقرر ولأول مرة في تأريخه إعلان التعبئة العامة وتسليح دولة ليس من دول الإتحاد وتقديم كافة المساعدات الإنسانية وقبول اللاجئين الأوكرانيين في أراضيها ولقد أسهمت هذه المواقف في تغيير إستراتيجية المعارك لصالح الجيش الأوكراني بعدما بدت للعالم أجمع وكأنها حرب بالوكالة في أوكرانيا بين روسيا وأمريكا وأوربا وعندما إستمرت هذه الحرب طيلة هذه الفترة أضفت ثقلاً إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً ليس للدولتين المتحاربتين فحسب بل لعموم أوربا وأمريكا بشكل خاص والعالم بأسره بشكل عام مما دفع الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن حلول لهذه الأزمة وإيقاف تداعياتها أمام مصالح الدول والشعوب وسط حالة الذهول التي يعيشها المجتمع الدولي وبعدما تبين إن إستمرار هذه الحرب يُشكل حرجاً للطرفين المتنازعين وأنّ نهايتها دون تحقيق الأغراض التي نشبت من أجلها سيعرض روسيا وأوكرانيا للخطر وربما يضع نهاية للنظامين القائمين فيها والسؤال المطروح إلى متى ستستمر هذه الحرب ؟ وهل يتحمل العالم نتائجها الوخيمة دون أن يكون سبب فيها ولذلك فلابد من البحث عن مخرج يحفظ للطرفين ماء الوجه أمام شعبيهما وأمام المجتمع الدولي بأسره .
تؤكد الأنباء الدولية أن هنالك إتصالات سرية بين روسيا والولايات المتحدة حيث نُقل عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قوله ( أنّ هناك حوار قائم بين واشنطن وروسيا) ويرى سولفيان إن المصلحة الوطنية الأمريكية تتطلب الحفاظ على خيط التواصل بين البلدين بالرغم من أنّ سير المعارك جارياً في الميادين كافة ولهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب من الرئيس الأوكراني أن يكون أكثر إنفتاحاً لقبول المفاوضات لإحلال السلام بين الطرفين وهذا القبول لا تدعمه الدول المساندة لأوكرانيا فحسب بل تدعمه أيضاً الدول التي تقف على الحياد في هذه الحرب فليس من مصلحة أي دولة أوربية إطالة أمد الحرب بعد الظروف الحرجة التي تعيشها أوربا وسط أزمة النفط والغاز والأزمات الإقتصادية المتلاحقة التي بدأت تعصف بالجميع حتى تلك الدول ذات الإقتصاد المتميز كالنرويج مثلاً والتي رفضت أخيراً دعم أوكرانيا بالحبوب والأغذية لكنها في الوقت نفسه قدمت مساعدات عسكرية نرويجية إلى أوكرانيا تتضمن صواريخ نرويجية مضادة للطائرات متوسطة المدى ( Nasams وAspide) والتي ستعزز قدرات الجيش الأوكراني لكنها لا تستطيع حسم معركة أمام الجيش الروسي ولمعالجة الوضع الإقتصادي المتردي أقدمت الحكومة الأوكرانية على تأميم عدد من شركات الطاقة ومصادرة أموال الشركات وتأميم أصولها لدعم المجهود الحربي ولهذا تأثير سلبي مجتمعي وتململ شعبي لدى قطاعات ةاسعة من الشعب الأوكراني خصوصاً أنّ المعارك لازالت دائرة والخسائر تتوالى والإقتصاد يتهاوى والفرص تتقلص والأنين يُسمع في كل مكان من أوربا وأمريكا وفي آخر خطاب للرئيس الأوكراني زيلنسكي يوم أمس الإثنين 7 /11/2022م قال فيه (أنّ رسيا قوة مزعزعة للإستقرار) ومن الأهمية أن يطلع المجتمع الدولي بدوره في إجبار روسيا على وقف العدوان فوراً والدخول في مفاوضات سلام صادقة وإلى أن يحين ذلك السلام فالمتغيرات الدولية ستكون مفاجِئة فجميع الدول تبحث عن مصالح شعوبها وإذا ما رأت أنّ هذه المصالح تتعرض للخطر فإنها ستضغط على أوكرانيا للدخول في مفاوضات دون شروط خاصة بعد إن أستخدمت في هذه الحرب أسلحة متطورة ويجري التسابق على إستخدامها بإطراد وقد تصل الأمور إلى إستخدام أسلحة التدمير الشامل كما أنّ الموقف الروسي لن يتغير لأن في هذا التغيير نهاية لبوتين وللإتحاد السوفيتي ولطموحات الكرملين ولهذا يمكن القول أنّ هناك عدة دوافع ممكن أن تكون مُشجِّعة لإنهاء هذا القتال الشرس وتجنب شعوب العالم ويلات نتائجها ومن هذه الدوافع ما يأتي :
1. شعور الأطراف المتحاربة بإستحالة تحقيق أهدافها فلابد من التنازل عن سلّم مطالبها من أجل الصالح العام .
2. عندما تكون آثار الحرب أكثر تدميرية فلا يسلم منها أحد وبالتالي ستوكن الأضرار أكثر من المنافع .
3. تعرض إقتصاديات البلدين للخطر وإنكماش سياساتها المالية وإنعكاس ذلك على جميع الإقتصاديات العالمية وبرامجها التنموية .
4. إبداء قدر من الشفافية بين روسيا وحلف الناتو وتجنب نشر الأسلحة في مناطق حساسة وقريبة من حدود الدولتين .
5. إعادة النظر في إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو أو قبول إنضمامها بشرط الإلتزام بالحياد بين المعسكرين .
6. زرع الثقة في نفوس الأوكرانيين من قبل روسيا وإلتعهد بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية والحفاظ على سيادة أراضيهم كما يتوجب على أوربا وأمريكا أن تُشعر الروس بالأمان وعدم إثارة الشك والريبة في نفوسهم بتوجهات تُفسّر بأنها تعرِّض مصالحهم الوطنية للأخطار .
7. دخول روسيا وأوكرانيا معاً في الإتحاد الأوربي وبالتالي يمكن نقل الصراع العسكري إلى تعاون إقتصادي وتكنلوجي وتنموي .
8. أن تأخذ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دورهما في تعزيز سبل السلام والأمن الدوليين وتجنب المحاباة والكيل بمكاييل متعددة .
9. توجيه وسائل الإعلام لبث روح التعاون ونشر ثقافة الحوار وتعزيز التعاون والتعايش السلمي بين الدول واللجوء إلى المساعي الحميدة لحل الخلافات القائمة بين المتنازعين وعدم اللجوء إلى القوة في حل الخلافات الدولية .
10. إعادة النظر في مواقف الدول الغربية بخصوص عدد من المشاكل الدولية القائمة في العالم والبحث الجاد لحلولها وفق المعايير الإنسانية وقواعد القانون الدولي .
وكما يُقال أن من بدأ المأساة ينهيها لكن ليس من بدأ الحرب قادر على نهايتها .
الدكتور شاكر الكبيسي
8-11-2022م