بغداد – وكالة اخبار العرب
تباينت اراء الكتل السياسية بشأن تشكيل ائتلاف إدارة الدولة، الذي سيجمع القوى السياسية السنية والشيعية والكوردية، إضافة إلى الكتلة المسيحية في البرلمان باستثناء التيار الصدري.
و تتصاعد مخاوف العراقيين مع الحديث عن الاستعداد لتصعيد جماهيري داخل المنطقة الخضراء في حال أقدمت الكتل المنافسة على استئناف جلسات مجلس النواب، وهو ما قد يجدد الصراع المسلح على غرار ما حدث في 28 أغسطس/آب الماضي.
وتحاول العديد من الكتل السياسية من داخل الإطار التنسيقي ومن الكتل السنية والكردية تقريب وجهات النظر والخروج بحل يرضي جميع الأطراف، في ظل التقارير التي تشير إلى ضغوط دولية لحل الأزمة السياسية في البلاد سلميا.
وأعلن القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري عن اتفاق نهائي لتشكيل تحالف إدارة الدولة بين القوى السنية والكردية والاطار التنسيقي.
وكتب الشمري في تدوينة على منصة توتير تابعتها وكالة اخبار العرب تم الاتفاق النهائي على تشكيل تحالف ادارة الدولة بين الاطار التنسيقي والحزبين الكرديين وتحالف العزم وتحالف السيادة وبابليون وتوقيع ورقة الاتفاق السياسي .
وأضاف الشمري على امل استكمال مشاورات تسمية مرشح رئاسة الجمهورية وتحديد موعد استئناف عمل مجلس النواب العراقي لمهامه الدستورية.
و يبدو ان الاطار التنسيقي حاول مفاجئة التيار الصدري عبر الاعلان عن تشكيل تحالف ائتلاف إدارة الدولة وياتي هذا الاعلان لجس نبض التيار الصدري ومعرفة رد فعله في حال المضي بتشكيل الحكومة بشكلها النهائي .
وقال المحلل والباحث السياسي احمد سامر إن ما تم الترويج له عن تشكيل ائتلاف إدارة الدولة هو مجرد تسريبات ولا شيء رسمي بهذا الصدد حتى الساعة.
واضاف ان هذا التسريب ربما يكون جزءاً من المناورة السياسية او جزءاً من عملية جس نبض التيار الصدري، لمعرفة ردة فعله في حال تم المضي بشكل حقيقي نحو تشكيل الحكومة الجديدة، خصوصاً ان الكل يدرك خطورة الاقدام على أي خطوة دون موافقة التيار الصدري عليها.
وقال الباحث في الشأن السياسي محمود فاضل ان الوضع السياسي مازال متشنجاً بين اطراف العملية السياسية في العراق ، خصوصا بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري منذ وصولها القمة في ليلة اقتحام الخضراء ، مستبعداً عقد اي جلسة للبرلمان قبيل 1 أكتوبر/ تشرين الاول القادم.
وتدوالت مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات واخبار مفادها ان الجلسة ستعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري بعد الاعلان عن تشكيل ائتلاف ادارة الدولة .
ويرى فاضل ان التيار الصدري يعول مع اطراف حكومية على تغذية التظاهرات القادمة وتفعيلها بدلا من اقامتها على شكل تأبيني او استذكار في محاولة من التيار لضم اطراف شعبية داعمة لمطالبه في حل البرلمان واجراء انتخابات عاجلة ، في حين يرى الاطار التنسيقي ضرورة التعامل بحذر مع التظاهرات القادمة ومحاولة امتصاص زخمها المتوقع.
وتوقع فاضل تأثير الاحداث القادمة ومدى فعالية التظاهرات على المعركة الحاسمة بين الاطار والتيار والتي سوف تنتهي اما بفرض ضغوطات شعبية واسعة وكبيرة قد تجبر الاطار على الاستجابة السريعة للمطالب الشعبية التي قد ينتفع منها الصدر ، او قد تنتهي التظاهرة بتأبين واستذكار تقليدي محدود ينتج عنها خسارة لمشروع الصدر في فرض ارادته ، ونصر للاطار التنسيقي وتوجهه نحو تشكيل حكومة وفق رؤاه وبرنامجه.