عندما تجتمع الانسانية والشهامة والمرؤة ” عنوانا للمهنية”
بقلم: اسماعيل الجنابي
ان المواقف هي تدفع بالكاتب الى اختيار عنوان مقالته كنوع من تفريغ الواقع الملموس الذي يعتريه في حياته اليومية وهذا ما دفعني الى اختيار عنوان هذه المقالة والحديث عن الموقف الذي لامسته بكل شفافية وكان حري بنا ان نصف الامور بمسمياتها دون ان يطلب منا أحد او يؤثر علينا في فرض رأيه مما يجول في خاطرنا من امور كي نضعها امامك دون اي رتوش او بدافع المصلحة الخاصة وهذا ما دفعنا الى اخذ المقارنة بين ماهو سلبي وايجابي في حياتنا اليومية التي شابها الكثير من المتناقضات ، خصوصا بعد عام 2003 الذي حمل بين طياته الكثير من السلبيات ما ثرت على المجتمع وغرست فيه بعض السلبيات المتعلقة بالموروث الاجتماعي والقيمي من حيث العادات والتقاليد والتي انعكست سلبا على السلوك الوظيفي في المؤسسات الحكومية الرسمية وغير الرسمية.
ليس غريبا وفق ما تقدم ان تجتمع المرؤة والشهامة والانسانية في ( مكتب شركة صرافة كفرين ) في العاصمة الاردنية عمان ، دون ذكر اسماء اصحاب الشركة من العراقيين والاردنيين حتى لا يؤخذ علينا اننا نروج لهم تحت اي مسمى ولكن الذي دفعنا الخوض في غمار هذا الموضوع هو ما لمسته من تعامل افراد هذه الشركة مع المتقاعدين العراقيين الذين يتقاطرون لاستلام رواتبهم التقاعدية بشكل يفوق الوصف بكل ما للكلمة من معنى حيث الابتسامة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال والتعاطي بروح الانسانية خصوصا مع كبار السن الذين يحتاجون الى من يربت على اكتافهم ويمنحهم الراحة والرعاية الابوية وكأننا امام “مضيف عامر بالكرم والعطاء” فلا يدخل احد لاستلام راتبه التقاعدي الا وخرج مسرورا داعيا لأصحاب الشركة بالموفقية والسعادة والسلامة من كل مكروه .
وتجري العادة عندما يذهب اي شخص لاستلام اي مبلغ كان سواء من مؤسسة حكومية او قطاع خاص يقوم بعد النقود امام الموظف للاطمئنان على المبلغ المخصص له ولكن عند ” شركة كفرين ” نجد العكس حيث يأخذ المتقاعد راتبه ويضعه في جيبه وعندما يطلب المعنيين بتسليم الرواتب لأي متقاعد بعَدِ راتبه تتجلى العبارة التالية لدى اغلب المتقاعدين ( والله لن اعد نقودي بعدكم ) فنحن مطمئنين من نزاهتكم ، ناهيك عن الاطفال الذين يرافقون ذووهم فهؤلاء يخرجون محملين بالكراريس الملونة كنوع من الاهتمام ورسم الابتسامة على وجوههم البريئة ، كل هذه المواقف شهدتها بأم عيني ولا مستها على ارض الواقع ، فشتان بين الثرى والثريا وشتان ما بين من يزرع الفرح والسرور بروح الانسانية والمرؤة وبين من يسرق لقمة عيشك دون خجل او وجل … ( رسالة الى كل موظف صغير كان في موقعة أم كبير ممن يساومون المواطنين على حقوقهم المشروعة بدفع جزية اكمال معاملته المشروعة ان يأخذوا من هذه المقالة معنى ليكفروا عن خطاياهم ).