بين كل ردود الفعل العجيبة الصادرة عن الحكومات العربية ضد إجراء الرئيس “دونالد ترامب” بشأن نقل عاصمة الكيان الصهيوني إلى “القدس”، نهضت وبشكل غير مسبوق “جامعة الأزهر المصرية”، باعتبارها القطب العملي للعالم العربي، لإعلان الدعم الشامل والكامل للفلسطينيين وإنتفاضتهم الجديدة.
تأتي هذه الخطوة، فيما أوفدت حكومة “البحرين”، (كأول دولة عربية)، الوفود الدبلوماسية إلى العاصمة الجديدة للكيان الصهيوني، وتوطيد “آل سعود” العلاقات السرية والمعلنة مع الكيان الصهيوني. وبالتالي فإن خطوة “شيخ الأزهر” العملية لمقاطعة السلع الإسرائيلية وتقديم الدعم المادي والمعنوي للإنتفاضة الفلسطينية الجديدة، إنما تعكس، بحسب صحيفة (القدس) الإيرانية المحسوبة على التيار الأصولي، بارقة أمل جديدة وإنتشار الصحوة في مصر وسائر نقاط العالم الإسلامي.
“الأزهر” يطلق حملة مقاطعة السلع الأميركية والإسرائيلية..
للمرة الأولى يقترح وكيل الأزهر إطلاق حملة مقاطة السلع الإسرائيلية بالعالم الإسلامي. إذ دعا “عباس شومان”، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، إلى إطلاق حملة مقاطعة المنتجات الأميركية والصهيونية. وكتب: “في ضوء القرار الأميركي، الذي أهان مشاعر كل المسلمين، لم يعد من اللائق ألا يقاطع أي مسلم أو حتى مسيحي المنتجات الأميركية والصهيونية”.
كذلك أكد “شومان”، بخطبة الجمعة في الجامع الأزهر: “أن القدس ليست ملكاَ شخصياً للرئيس الأميركي حتى يمنحها للصهاينة، ويتخذ قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس. إن قرار ترامب إنما يشبه وعد بلفور لأن كلهما ينص على منح من لا يملك الأرض لمن لا يستحق، فلم تكن القدس ملكاً للبريطانيين ورثورها عن آباءهم وأجدادهم يعلنون تبعية القدس لليهود، وكذلك القدس ليست إرثاً أميركيًا أو ملكاً شخصياً للسيد ترامب، حتى يقرر نقل السفارة الأميركية إلى القدس”.
كما أكد “شومان” على الهوية العربية الفلسطينية للقدس، وأنها وإن كانت تحت الإحتلال، إلا أنها ملك لأصحابها الأصليين، ولا تستطيع أميركا أو أي دولة أخرى حول العالم تغيير تاريخ “القدس” و”المسجد الأقصى”.
تأكيد شيخ الأزهر على دعم الإنتفاضة الفلسطينية..
في اتصال هاتفي مع “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة “حماس”، أكد “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر، على دعم إنتفاضة الشعب الفسلطيني حتى تأسيس دولة مستقلة عاصمتها “القدس الشريف”.
ومما جاء في بيان الأزهر، الذي حصلت صحيفة (القدس) الإيرانية على نسخة منه: “ثمن هنية موقف شيخ الأزهر الرافض للقرار الأميركي الأخير، واصفاً هذا الموقف بالشجاع والتاريخي”.
بدوره أكد شيخ الأزهر على دعمه للشعب الفلسطيني وكفاحه لإستعادة الأرض المحتلة، وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها “القدس”.
دعوة علماء الأزهر لتقديم الدعم المادي للإنتفاضة الفلسطينية..
عقدت “هيئة كبار العلماء” بالأزهر اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات القرار الأميركي بشأن إعلان القدس الشريف عاصمة للكيان الإسرائيلي؛ حيث أكدت الهيئة إستحالة تغيير الهوية الفلسطينية للقدس.
ودعا بيان “هيئة كبار العالم”، جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بدورها وواجباتها تجاه القدس وفلسطين، وإتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات، وتطالب كافة الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وكل الأحرار والعقلاء في العالم، بالتحرك الفاعل والجاد لنزع أية مشروعية عن هذا القرار الظالم.
وحذر البيان، ضمن التأكيد على إستحالة تغيير الهوية الفسلطينية والعربية للقدس: “من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل إنسحابه من الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.