بقلم: د. مها أسعد
تدور محاور الكتاب في إطار محاولة القائمين على السياسة في أمريكا وعلى امتداد ٤٠٠ سنة تشكل عموم تاريخ الولايات المتحدة تقريباً ومحاولتها خلال هذا التاريخ في القضاء على نسل وثقافة كل من اعتبرتهم عائقاً بوجه برامجها، سواء في داخل أمريكا مثل السكان الأصليين وهو ما يُعرف بالهنود الحمر، أو من يتواجدون خارج حدود القارة الامريكية لكنهم يعتبرون بمثابة عبء على
السياسة الخارجية لأمريكا، وينطلق المؤلف في عمله هذا من وثيقة حكومية أشار إليها
في مقدمة كتابه، هذه الوثيقة والتي كانت بقلم رئيس أمريكي أسبق هو هنري كيسنجر تتكون من ۱۰۷ صفحة، وقد كتبها في عام ١٩٧٤ ووجه نسخ منها الى أكبر القيادات في أمريكا، يذكر كيسنجر في مقدمة الوثيقة أنها كُتبت بتوجيه من الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، ويشرح فيها كيف تخطط أمريكا الإعقام النساء في ١٣ دولة من دول العالم الثالث ومن بينها مصر في مدة لا تزيد عن ٢٥ عام، لقد كانت هذه الوثيقة هي الأساس الذي أنطلق منه المؤلف لكي يستعرض كيف إن السياسة الأميركية أتخذت في الماضي وحتى الحاضر القريب مجموعة من الإجراءات بهذا الخصوص، وهو ما يحصر موضوع الكتاب في اطار مفهومين أساسيين في الانثروبولوجيا، وهما الإبادة الجماعية (Genocide) ومفهوم الإبادة العرقية (Ethnocide)، وتعرف المصادر الانثروبولوجية الإبادة الجماعية بإنها سياسة أو ممارسة للإبادة المنظمة لشعب أو جماعة سلالية معينة … وقد طبقت سياسات الإبادة الجماعية على جماعات السكان الأصليين في أنحاء كثيرة من العالم، وخاصة عندما وقفت تلك الجماعات في طريق مشروعات التنمية او المشاريع الاستعمارية لصالح طرف قومي مسيطر أو طرف أستعماري، وهناك إبادة ثقافية لجماعات الأقليات او الجماعات سلالية في مقابل الإبادة الجسدية، وهذا النوع من الإبادة يعرف بالإبادة العرقية، إن هذا المصطلح يشكل عند الانثروبولوجيين المرادف الاجتماعي لمصطلح الإبادة الجماعية، والذي تم أطلاقه في البداية على المحاولات المُنظمة
التي قام بها التازيون في المانيا لإبادة كل اليهود الواقعين تحت سيطرتهم، ويعتبر مفهوم الإبادة العرقية والذي يتضمن الإبادة الثقافية أيضاً مفهوماً قوياً ومؤثراً، حيث يستعملهُ الانثروبولوجيون غالباً للاحتجاج على إهدار التنوع الثقافي والاجتماعي في الدول القومية المعاصرة، ويشير هذا المفهوم الى أي محاولة منظمة لتدمير ثقافة شعب ما تدميراً كاملاً، وقد تؤدي برامج الإبادة العرقية التي تنفذ كجزء من التحديث أو التنمية في الدول المعاصرة الى نتيجة غير مقصودة تتمثل في تقوية الحدود العرقية، بل قد تؤدي الى احياء الثقافة وإعادة الإنتاج الاجتماعي وزيادة الوعي بالعادات المتباينة والأصالة السلالية. بالرغم من تركيز أغلب التعريفات الانثروبولوجية للمفهومين السابقين على المانيا النازية واليهود كنموذج لهذه الممارسات، إلا ان منير العكش يثبت ومن خلال فصل الكتاب الأول “تأليه الجشع” الى إن أمريكا هي التي كانت سباقة في هذا المجال، وذلك من خلال كشفه لحادثة جرت في عام ١٩٠٤ تم فيها ممارسة إعقام ١٤ مليون أمريكي من الطبقة الفقيرة والمستضعفة والذين اعتبرتهم السلطات في أمريكا في حينها نوع دوني من البشر يجب أن لا يتكاثر، وقد تم تصنيفهم على هذه الصورة بوفق أسس طبقية صرفة بغض النظر عن الأسباب الواقعية للفقر والضعف التي كان هؤلاء الأشخاص يعانون منها، ولكن على العكس تم تبرير كل ما يمكن أن يصيب هؤلاء الافراد من خلال تجريمهم عبر أربع محددات وصمتهم بها السلطة لتمييزهم وجعلهم في حيز دون الآخرين، وهذه المحددات هي:
أولاً: أنهم شاذون عن القيم الأمريكية لذلك لا يستحقون التعاطف.
ثانياً: أنهم يشكلون خطراً على مُحيطهم كونهم مجرمين ويستهترون بقيمة العمل.
ثالثاً: ان نساء الطبقة الفقيرة مُنحلات أخلاقياً.
رابعاً: من الواجب ارغام هؤلاء الناس على تغيير قيمهم بكل الطرق الممكنة.
أنطلاقاً من تلك المبررات أصبح من الطبيعي أن يتم إعقام هذه الشريحة من الناس
في مؤسسات رسمية وعلى مسمع ومرأى من الجميع. أما في فصل الكتاب الثاني والمُعنون “الفقر والغنى معادلات منوية” يُقدم العكش الأسس الثقافية والتي يفترض انها علمية والتي بررت السياسة الامريكية من خلالها سلوكياتها مع الجماعات والدول الفقيرة، والتي كان من أبرزها الآراء الدارونية، وبشقيها القديم والحديث، فمن خلال فكرة البقاء للأصلح المعروفة أنطلق العديد من العلماء في مجال البيولوجيا وكذلك المشتغلين في حقل العلوم الاجتماعية، وبالبناء على أسس عنصرية بحتة لتحديد من هو الأصلح الذي يستوجب البقاء، والذي حصره هؤلاء وبتأثيرات من الفكر التوراتي بالعرق الانجلوسكسوني، وتحديداً الطبقات الثرية منهم، والتي سوف يسقط العالم كله ذات يوم تحت أقدامهم، ولكن لا بد قبل تحقق هذا الأمر من إزاحة الطبقات التي تشكل بوفق فهمهم أمراض اجتماعية لا يمكن علاجها، فالفقراء يرثون عن ذويهم بالإضافة الى صفات الجسد مواهبهم وقدراتهم العقلية وعواطفهم ومميزاتهم، على هذا الأساس يصبح عقم هذه الطبقة شيء لا بد منه لانتاج المجتمع المثالي بوفق الرؤية الامريكية، والتي أنتشرت منها هذه الفكرة الى بريطانيا وبقاع أخرى من أوربا، خصوصاً بعد أن نالت هذه الممارسة أطار شرعي عندما أقرت المجاميع التشريعية قوانين خاصة تسمح بهذا النوع من ممارسات الإبادة الجماعية الجسدية والثقافية.
وفي الفصل الثالث من الكتاب يحدد منير العكش بصورة أكثر جلاء المنطلقات الدينية المنحرفة التي قامت عليها سياسة التمييز وتحقير الآخر المختلف ومن ثم الحُكم عليه بالعقم الذي ينتج عنه الإبادة، فمن خلال هذا الفصل والذي يحمل عنوان “أولاد إسماعيل رمز الانحطاط البشري” يطرح المؤلف فكرة ان العقلية المتعصبة لا يمكن أن تردعها الفوارق التاريخية والجغرافية عن ربط أساطيرهم الدينية بحقائق لتحقيق تميزهم المفترض، فقصة إسماعيل بنسختها التوراتية يتم استحضارها وربطها بواقع قبيلة عاشت في أمريكا في ۱۸۲۰ وهم قبيلة (Ben Ishmael)، ان هذه الجماعة كانت تتسم جسدياً بكل صفات الجنس الانكلوسكسوني، غير انهم بعد أن تمت مصادرة أراضيهم وتهجيرهم أكثر من مرة تحولوا من جماعة منتجة الى جماعة فقيرة، فمورست بحقهم ابشع عمليات التمييز والاهانة والتحقير الاجتماعي وذلك بعد تزوير ما هو معلوم من تاريخهم الى حد ان عالم اجتماعي امريكي يدعى اوسكار مكولوش ألف عنهم كتاب بعنوان (قبيلة إسماعيل دراسة في الانحطاط الاجتماعي)، والتي قرأ اسمها على النحو التالي بن اختصار بنجامين وإسماعيل، فكان من بين مبررات تحقير هذه المجموعة ربطهم من خلال تشابه الأسماء بين قبيلتهم والنبي إسماعيل جد العرب مع الجنس العربي، والذي يستعرض العكش بخصوصه مقولة احد الحاخامات وكيف انه يُعتبر بوفق المقاييس التوراتية وحش لا يمكن أنسنته بأي طريقة، وهو ما ينسحب بحكم الضرورة على كل نسله الذي سيولد منه، لقد حولت هذه الأفكار تلك القبيلة الى متحف اثنوغرافي يدل على النتائج التي ممكن أن تترتب على مخالفة نموذج أمريكا الفكري، وكيف ان هذه الجريمة من الممكن ان تؤثر حتى على الصفات الجسدية مستقبلاً، فلقد حولت الماكنة الإعلامية والعلمية هذه الجماعة من ضحية سياسات التهجير والمصادرة للممتلكات الى بؤرة فساد جوبهت بكل أنواع التنكيل والقتل السادي والتشهير، ومن ثم اخضعوا الى عمليات عقم اجباري بحجة الخوف من تناسلهم، وحتى بعد اختفاء تلك الجماعة من أمريكا بحكم الإعقام الاجباري اعادت الماكنة الإعلامية الامريكية استثمار قصتهم بكل ما زجت به بين ثناياها من تفاصيل التحقير من جديد، وذلك من خلال ربطهم بالجماعات الإسلامية الموجودة في أمريكا، واكدوا ذلك بدراسة صدرت سنة ۱۹۷۷ ، وبطريقة تربط بين المخاطر التي روجت عن وجود بني إسماعيل وأخرى مماثلة قد تحصل اذا استمر تواجد المسلمين في المجتمع الأمريكي. في حين تناول الفصل الرابع والذي يحمل عنوان “شبح مالتوس في البيت الأبيض” وقفة للأستاذ منير العكش من جديد على الوثيقة التي سبق وان أشار لها في مقدمة الكتاب، من خلال ربطه بين الباحث والسياسي الإنكليزي توماس مالتوس والذي عرفت عنه اراء متطرفة عن ضرورة مكافحة التكاثر والسياسات التي اتبعها البيت الأبيض في عدد من الدول الفقيرة ودول العالم الثالث، والتي تُعتبر شعوبها وفق الذهنية الامريكية ذات درجة دونية، من خلال تسليط الضوء على تصريحات الدكتور رايمرت رافنهولت مدير مكتب الحكومة الاتحادية التابع للوكالة الأمريكي للتنمية الدولية، والذي أعلن من خلالها عن وجود برنامج امريكي يحاول الحد من التفجر السكاني الذي يهدد كوكب الأرض، مما يدعو الى ضرورة تطبيق التطهير على أساس عرقي وطبقي، ومن خلال إعقام ربع نساء العالم اللواتي يمكنهن الحمل، وهو ما يؤمن مستقبلاً أمن واقتصاد أمريكا، كون زيادة أعداد السكان في العالم الثالث تعني أستهلاك الثروات من جانب، وقد تدفع الى قيام ثورات تتأثر فيها مصالح الولايات المتحدة، من هذا المنطلق طوعت السياسة الامريكية موارد مالية وعلمية جبارة لتحقيق عملية التطهير تلك وبعدة صور، من بينها الأغذية التي تقدم كمساعدات لدول معينة وهي تحوي على عقاقير العقم، أو بحجة تحديد النسل في المجتمعات الفقيرة، أو من خلال الاقناع عبر تقديم الهدايا، وحتى من خلال افتعال الحروب والمجازر الجماعية، ويذكر المؤلف من بين الدول التي قامت أمريكا بتطبيق مخططها من هذا النوع كل من راوندا والبيرو والبرازيل وبورتوريكو .
أما في الفصل الخامس من الكتاب والذي يحمل عنوان “تطهير الارحام من الألغام” يُقدم المؤلف من جديد رؤية خاصة لما حدث في داخل أمريكا من تطبيق للتطهير العرقي والثقافي طال الاجناس الغير مرغوب بوجودها بين المجتمع الأمريكي في المستقبل، وكيف نتج عن هذا التطبيق القضاء على ما يقارب ٨٩.٩٠% من سكان أمريكا الأصليين، أما من خلال المذابح والمجازر الممنهجة ، أو من خلال القضاء على القدرة الإنجابية عند النساء، وقد تم اثباتها بشهادات علمية وشواهد تاريخية موثقة؛ فان فكرة أستبدال شعب بشعب وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ لا يمكن لها ان تتم دون أستهداف العنصر النسوي على وجه التحديد، حيث يورد منير العكش شهادات بهذا الصدد مثل شهادة الطبيبة كوني أوري، والتي تنحدر من قبيلة الشيروكي من الهنود الحمر، حيث أنها أثبتت في دراسة قدمتها عام ١٩٧٤ وبالاستناد الى سجلات وارشيف المستشفيات ان اكثر من ٢٥ الف فتاة ينتمين الى قبيلة واحدة وتبلغ اعمارهن دون ٢٥ سنة تم أعقامهن جميعاً بعد يوم او يومين من ولادتهن، وكذلك رسالة الماجستير التي قدمتها سالي تورفي التي تنحدر من أصول هندية- الى جامعة نبراسكا في اوماها والتي وثقت في رسالتها كيف ان الميزانيات التي خصصتها حكومات الولايات المتحدة لاعقام نساء الهنود كانت ترتفع بمرور الزمن، ما كان ينتج عنه ارتفاع اعداد النساء المصابات بالعقم، ويبدو من خلال مطالعة هذا الفصل أن حكام وسياسيي أمريكا استعاضوا عن الحرب الجرثومية التي كانوا يقومون بها سابقاً من خلال تلويث مصادر مياه الهنود الحمر بالجراثيم او منحهم الاغطية والافرشة الملوثة بالأمراض المُعدية الفتاكة الى حرب خفية اكثر ذكاء من السابقة، سوف تسهم بتحقيق الإبادة الجماعية والثقافية لتلك الجماعات دون ان تخلف تلال من الجثث والهياكل العظمية، وكل هذا يحصل بوفق قناعات دينية تربط بين المستعمر الأبيض وشعب الله المختار، والشعوب التي تتم ابادتها مع أعداء الله الذين تم ذكرهم في التوراة.
أما في الفصل الأخير من الكتاب والذي يحمل عنوان “المرضعة الامريكية للهولوكوست النازي” يُقارن منير العكش فيه بين ما حدث في المانيا في السابق وما حدث ويحدث في أمريكا من إبادة جماعية لم تتوقف، ولكن في المقابل تم تجريم ما حدث في المانيا ومحاسبة الدولة بأكملها واعتبار ما حدث فيها في الزمن الماضي بمثابة وصمة عار في تاريخها، بينما في المقابل يستمر الهولوكوست الأمريكي ومنذ خمسة قرون دون ادانة او تجريم، ان المحرقة النازية التي طالت يهود المانيا بوفق ما يرى المؤلف انما أستقت فكرتها من الابادات الجماعية التي قامت بها أمريكا ضد الهنود الحمر، وان هناك وجوه تشابه كثيرة بين الفكر النازي والفكر السياسي الأمريكي، فكلا الدولتان تؤمنان بالتوسع خارج حدودهما لتحقيق النجاة من منطلق القوة، وان هذا التوسع المستمر سيؤدي الى مزيد من الرفاهية الاقتصادية لشعوبهما على حساب تبعية واضطهاد شعوب أخرى، ولإن كلتا الدولتين كانتا تؤمنان ان نماذجها الفكرية والأخلاقية هي النماذج الاسمى فقد سارتا في طريق احتقار الاخرين وعدم احترام حقوقهم، ولهذا السبب كذلك اعتقدت كل من المانية النازية وامريكا على امتداد تاريخها بالأحقية بقيادة العالم، لكن المفارقة التاريخية التي حصلت هي ان المحرقة النازية التي توجهت ضد اليهود فقط توقفت، بينما تستمر المحرقة الامريكية والتي تستهدف كل شعوب العالم الفقيرة والمستضعفة بحكم سياسات الدول العظمى على اختلاف الثقافات والأديان والاوطان التي يتحدرون منها.
مع الفصل السابق ينتهي المحتوى الأساسي للكتاب ولا يتبقى منه إلا مُلحق يحمل عنوان “انكل أوباما ولسانه المشقوق”، والذي يستهله المؤلف بجملة أطلقها عضو الكونغرس سام جونسون في عام ٢٠٠٥ تحت قبة الكونجرس وقُوبلت بالتصفيق والهتافات الحادة رغم انه اعلن فيها عن رغبته بتدمير دولة سوريا برأسين نوويين، ومن بعد هذا التصريح العلني بالرغبة بالقيام بإبادة بلد كامل ينطلق المؤلف كي يعرف القارئ على الألقاب التي تُطلق في الثقافة الامريكية وتحديداً بين الزنوج والهنود الحمر على الخونة، وكيف ان تلك الألقاب كلها اطلقت على أوباما كونه انسلخ من ثقافة الفرد الأمريكي الأسود كي يحقق الفوز بمنصبه، وهو ما يصدق كذلك على وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس والتي كانت تكره أبناء جنسها وتحط من قيمة الحركات التحررية التي يقودونها، ان السياسة الامريكية وخصوصاً عند مرشحي الانتخابات كما يقول الأستاذ منير العكش تقوم على شقشقة اللسان لا اكثر، ومهما تنوعت العبارات وتعددت الوعود فان الشاغل الأساسي لكل رئيس امريكي لن يكون الا استعباد الشعوب ودثر الثقافات الاصيلة وممارسة الابادات الجماعية تحت مسمى أمريكا هي شعب الله المختار الثاني من بعد إسرائيل التي دعمتها السياسات الامريكية منذ اول يوم من قيامها وحتى الآن.
خلاصة القول لقد قدم الأستاذ منير العكش في كتابه هذا جملة من الاثباتات التي تدل وبلا جدل على حقيقة ان العالم وبسبب سياسات الدول الكبرى يعيش في حالة خطر مستمر ، فالثقافات قد تفقد خصوصيتها مهما كان عمقها، والافراد بصورة عامة معرضين لشتى أنواع المخاطر التي تقررها دوائر بحثية تؤمن بأفضلية عرق ما على سواه وبجدارة، هذا العرق لقيادة العالم ومن ثم استنزاف موارده، ان الحروب بمعناها الكلاسيكي القديم بوفق ما نفهم من هذا الكتاب ربما ستختفي عن قريب لكي يحل مكانها حروب الامراض والاوبئة، والتي قد تقوم واللقاحات التي توزع لمواجهة تلك الحالات الى حالات إعقام جماعية قد ينتج عنها فناء ثقافات بعينها واندثار اعراق بأكملها.