الكندي (١٨٥-٢٥٦)
كان أول فلاسفة العرب و اول من مهد الطريق لدراسة الفلسفة عند المسلمين ، ومثل الحلقة الطبقة الوسطى بين علم الكلام و المنطق.
من أفضل أفكاره و ما منحه للبشرية الطريق الذي رسمه لمعرفة الحقيقية و السعادة و التوازن في النفس البشرية ، يرى أن الروح الفلسفية أساسها الحب و النور و تمجيد ايضاً قوة العقل و القلب، هذا ما يدفع الإنسان لتوازن النفسي بين الروح و العقل.
أما النفس فهي جوهر عقلي متحرك من ذاته ، و أنها جوهر إلهي روحاني بسيط .
و يرى الكندي أن النفس قوتين متباعدتين هما: الحسية و العقلية و بينهما قوى أخرى متوسطة .
1-القوى الحاسة : تدرك صور المحسوسات في مادتها عبر الحواس الخمس، و ينصب إدراكها على الصور الجزئية .
2-القوى المتوسطة : و منها القوى المتخلية و هي القوة التي توجد صور الأشياء الشخصية مجردة من مادتها ، و من القوى المتوسطة القوة الحافظة فهي تقبل الصور و هي الذاكرة . و القوة الغضبية وهي التي تدفع الأنسان إلى ارتكاب الإثم .
3- القوة العاقلة : و هي تدرك المجردات ، فالعقل واحد يوجد في النفس بالقوة و يخرج إلى الفعل تحت تأثير المعقولات و عند استعماله يكون العقل الظاهر ، و يعتبر عند و جوده في النفس ملكة أو العقل المستفاد .
الكندي إذن يرى أن المعقولات هي التي تخرج العقل بالقوة من وضعه و تجعل منه عقلاً بالفعل ، و هذا العقل بالفعل يكون عند استعماله العقل الظاهر ، و يعتبر عند وجود النفس ملكه ( العقل المستفاد).