اليوم الاخير في عهد الملكية في العراق
بقلم : عباس وناس
أختلف العراقيون في توصيف ماحدث في صباح يوم 14 من تموز عام 1958 ذلك اليوم الذي شكل منعطفا مهما في حياة الشعب ذلك الصباح القائظ الدامي..وطبيعة هذة الانقسامات تعود الى الاختلاف في التوجهات الفكرية والعقائدية وحتى الوطنيه منها لكل طرف .فريقا يرى ان ماحدث هو ثورة مجيدة ووطنية اطاحت بعروش الملكية واذناب الاستعمار في العراق والمنطقة ،ووفريقا يرى عكس ذلك ويعد ماحدث في ذاكرة صباح هذا اليوم مجزرة مروعة ودمويه فاقت كل التصورات الانسانيه والاخلاقيه وحتى الدينيه منها.وجسدت مظهر من مظاهر السلوك العدواني المتجذر بالشخصيه العراقيه وهيمنة لغة الدم وللعنف والتمثيل بالموتى بابشع صورها من خلال ماقام الناس في ذلك الحدث من اعمال منافيه للاخلاق وللشرع وللانسانيه في اداب التعامل مع الموتى والنساء وعدم التمثل والتكيل بالجثث ….ان قرائتي المتواضعه لهذا الحدث البارز في حياة الامه ومن خلال ماكتب على صفحات التواصل الاجتماعي كلها اراء محترمه لدي ولكل منا قناعاته بهذا الصدد حيث انني وجدت من المناسب لن ابين موقفي كعراقي من ماحصل وبحياديه مطلقه ومن روح المواطنه وحب الوطن لا اقصد التحيز والتشهير باية مرحلة مرت من تاربخ البلاد فلكل نظام سياسي له مزاياة وعيوبه فالنظام الملكي والذي عاصرة يتمتع بمزاياة مهمه سياسيه واقتصاديه واجتماعية وتربويه وتنفيذيه وقضائيه من حيث سيادة سلطه القانون وعدالة خضوع الجميع لهذه السلطه بدون استثناء وكذلك تم في العهد الملكي انشاء مجلس الاعمار الذي لو قدر له الاستمرار لربما يكون للعراق واقعا مختلفا تماما..وكثير من لايسعنا هنا المقام من ذكرها .
ان النظام الملكي في العراق لم يكن يتمتع بقدرا وافرا من الاستقلالية بالقرار السياسي لعوامل اهمها هيمنة التاج البريطاني عل عموم بلدان منطقة الشرق الاوسط والوطن العربي في تلك الفترة فكانت سياسية الاحلاف العسكرية والاقتصاديه هي التي ترسم وتحدد ملامح النظم السياسية والدول الكبرى هي من تحدد ايقاع حركة تلك النظم وفق مصالحها والعراق كان ضمن هذا الفلك الدولي .هذا مايتعلق ببعض من السياسات الخارجيه. اما مايتعلق بالسياسة الداخليه التي اتسمت يقدر كبير من القسوة والقوة في التعامل مع الفعاليات الشعبيه والمناوئين للنظام وعلى سبيل المثال احداث تداعيات حركة رشيد عالي الكيلاني والاعدامات الني طالت عددمن الضباط والاحداث المؤلمهوفي موقعة جسر الشهداء عام 48 ومظاهر القتل والتنكيل بالطلبة المتظاهرين والذي راح ضحيتها العديد من الطلبة ناهيك عن الاعتقالات والتنكيل التي مورست ضد الوطنين في عموم الوطن وتلك كانت مؤشرات مهدت للتغير. وودت ان الفت القاريء الكريم الى موضوع يتعلق بالشخصية العراقيه في تلك الفترة اتجاة شخصية الوصي وسياساته غير المحببه من الشعب وسياسةالباشا نوري السعيد الامر الذي سكل انزعاجا واضحا لدى قطاعات واسعه من الشعب اتجاه تلك الشخصيتين والذي حسب قناعاتي المنواضعه كان عاملا مهما من عوامل ماحدث وحتى المليك الشاب الوديع الذي طالته رصاصات الجيش امام قصر الرحاب مع عاىلته وهذا الامر لعمري عملا لايمت بصله لكل وازع وطني واخلاقي فالرجل للاسف تم أخذه بجريرة افعال خاله الوصي ونوري السعيد.
مما تقدم …ان تقيم الاحداث ينبغي ان يخضع لمعاير موضوعيه بعيدة عن شخصانية الامور والابتعاد عن النشهير والاساءة برغم اختلافنا مع بعصنا وان نستفاد من عبر ودروس ماحصل وان يتم قراءة الامور بحياديه تامه ووطنيه مع تقديرنا واحترامنا لكل مرحلة بالنهايهوهي من ثراث شعبنا وتاريخنا. بصرف النظر عن الرضا او عدم الرضا وان يتمتع الجميع بروح المواطنه وتزسيع مساحة قبول الراي الاخر واحترام الاختلاف واتباع اسلوب لحوار وتغليب مصلحة الوطن العليا. فوق مصالحنا. الضيقه والابتعاد عن روح الانتقام والدم والاقصاء القسري للاخرين لمعالجة حاضرنا المريض. ولنرسم علائم مستقبل اجيالنا المشرق …..ختاما اكرر حياديتي في تناول هذا الموضوع مع احترامي للجميع.