يوم الشهيد ” الفخر الذي يملأ الانحناء
بقلم: اسماعيل الجنابي
تنطلق مشاعر الفخر بالشهداء من عقيدة راسخة وعزيمة لا تلين بأن الأوطان تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف، ومن هنا فإن الشهيد ليس ابناً لأسرة عراقية واحدة، وإنما هو ابن لكل بيت، وكل عائلة لما بذله من عطاء، وما قدمه من تضحية وفداء ليبقى الوطن شامخاً منيعاً ،حيث ان سفر التاريخ مليء بمأثر العراقيين في ساحات الوغى من بطولات لا تثنيها رياح الموت، فهم في المعارك جبالٌ رواسٍ، وهذا ما يجعل شهداؤنا مصدر فخرنا وعزنا، نستلهم من بطولاتهم وتضحياتهم عشق الوطن والإخلاص له، والتفاني في سبيله والتضحية لأجله ولهذه الاسباب اصبح من الواجب الانساني والاخلاقي والاعتباري ان يكون للشهيد يوماً خالدا في نفوس العراقيين وقد ولد هذا اليوم في الاول من شهر كانون الاول عام 1981 يوما للدماء العراقية الطاهرة التي اريقت من اجل الوطن باثر رجعي .
ويتزامن استذكار العراقيين بـ “يوم الشهيد” من هذا العام مع منظر المجازر البشعة والمريبة التي ارتكبتها حكومة عادل عبد المهدي ضد ابناء العراق المنتفضين السلميين من ثوار تشرين الذين خرجوا لإزالة الظلم والقهر والجور الذي لحق بهم طيلة عقد ونيف من سنوات الحكم العجاف على يد ثلة من المرتزقة والماجورين الذي جاء بهم المحتلين ” الامريكي والايراني ” فعاثوا بالعراق فسادا ورعبا وظلما ومصداق كلامنا على ذلك يتجلى في قطار الشهداء الذي انطلق في الاول من تشرين الاول عام 2019 على يد احفاد كسرى ورستم وعملائهم ممن خانوا خبز العراق وملحه بعد ان خانوا شرفهم في المقام الاول وشاءت الاقدار ان يتجدد قتل ابناء العراقيين الابرار هذا اليوم على يد نفس القتلة الذين سفكوا دماء اباؤهم واخوانهم في معركة القادسية الثانية وهذا ما لا يضع مكانا للشك ان جمهورية الشر ” ايران” لا تريد للعراق واهله الا مزيدا من الخراب والدمار .
ان تضحيات شهداء العراق بدمائهم الطاهرة رسمت خطوطاً حمراء كانت الحصن المنيع ضد المؤامرات التي تستهدف امنهم وهويتهم ووحدتهم التي ظلت متراصة عبر عقود طويلة ما يجعل رمزية هذه الدماء ستكون القيم التي نعيش عليها ليجعلها خالدة في ذاكرتنا ما حيينا ’ حيث تعكس هذه المشاعر تلاحم أبناء الوطن الواحد وترابطه، فيما تبقى تضحيات الشهداء درساً في الوفاء والشجاعة التي يجب غرسها لدى شباب الوطن ليكونوا على هذا النهج القويم، ويستلهموا من تلك التضحيات العزيمة المستمرة لمواصلة التكاتف والتلاحم، والالتفاف حول راية العراق.
ويمتلك العراق سجلاً حافلاً بالبطولات والتضحيات وسطوراً عريقة في كتاب المجد والفداء وكوكبة من الأبطال الذين ارتقوا بأرواحهم إلى الشهادة، يفتدون وطنهم بدمائهم وأرواحهم، ما جعلها نموذجاً فريداً في العطاء والتضحية، وحصناً منيعاً وواحة أمن واستقرار، وبلد محبة للعالم والإنسانية متسلحين بأصالة الماضي وعراقة الحاضر، مدافعين بكل عزة وكرامة عن أمن وأمان البلاد، ومستقبل الأجيال.
رحم الله الأرواح الزكية التي ضحت من اجل الوطن لتبقى خالدة عبر الاجيال والازمان تستحق الاجلال والاكبار والاعتزاز من قبل جميع العراقيين … وسلاما طأطأت حروفه رؤوسها خجلة وتحية تملؤها حسرة القلوب التي تعتصر الما وحزنا ويسموها الافتخار لكل شهيد قدم روحه ليحيا العراق .
طوبى للشهداء الأكرمين .. ولهم المجد والخلود.