يتحرك خلف الكواليس ويبعث إشارات… دبلوماسيون: فيم يفكر ابن سلمان وماذا يقلقه

أبرز هذه التحركات بحسب تصريحاتهم لوكالة “رويترز”، تمثلت في إعلان المملكة قبل نحو أسبوعين اتفاقا عربيا للمصالحة مع قطر وتخفيضات طوعية في إنتاج النفط الخام السعودي للمساهمة في تحقيق استقرار الأسواق، كما أعطى زخما جديدا لخطة ترمي إلى تنويع الموارد الاقتصادية التي كانت قد تعثرت بسبب جدل سياسي وهبوط أسعار النفط وجائحة كورونا.

ورأى ثلاثة دبلوماسيين أجانب أن الأمير الشاب الذي يتصف بجرأة بالغة يتحرك سواء خلف الكواليس أو على الملأ، كترؤسه قمة خليجية للمرة الأولى، لتقديم نفسه في صورة رجل الدولة الذي يعول عليه وإرساء نبرة عملية في التعامل مع إدارة بايدن المقبلة الأقل مجاملة وخاصة فيما يتعلق بإيران، بحسب “رويترز”.

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين، والذي يوجد في المنطقة، إن “ولي العهد الحاكم الفعلي للمملكة، يدرك أن عهدا جديدا بدأ” سيكون مختلفا عن عهد دونالد ترامب.

واعتبر أن الرياض بحاجة لتقديم بعض التنازلات في القضايا الخلافية مثل حقوق الإنسان من أجل التركيز على أولويات إقليمية مثل الاتفاق النووي الإيراني.

وقال الدبلوماسي: “هم (السعوديون) لا يريدون إعادة اتفاق 2015 إلى المائدة”، مضيفا أن اللفتات الإيجابية الأخيرة من جانب الرياض “ترتبط كلها بالتغيير الحاصل في واشنطن” بطريقة أو بأخرى.

ورأى أن من هذه التحركات أحكاما أصدرتها في الآونة الأخيرة محاكم سعودية على ناشطة حقوقية بارزة وعلى طبيب أمريكي من أصل سعودي، وقد أظهرت قرارات الإدانة أن الرياض لن تطيق أي معارضة وفي الوقت نفسه كانت أحكام السجن المخففة بمثابة لفتة موجهة إلى واشنطن.

وكان الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي تشير التوقعات إلى أنه سيستأنف التواصل مع إيران، قد قال إنه سينهج نهجا أشد صرامة فيما يتعلق بسجل السعودية في حقوق الإنسان وحرب اليمن.

ويرى مراقبون أن جزءا من محاولة ابن سلمان لفت انتباه الرئيس بايدن هو القلق من صواريخ إيران الباليستية وشبكة من الفصائل المسلحة تعمل لحسابها على المستوى الإقليمي.

ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في جلسة حوار استراتيجية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي

ويدور تنافس منذ عشرات السنين بين المملكة وإيران على النفوذ الإقليمي وشكّل هذا التنافس الصراعات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وكان الأمير محمد ظهر في حدث نادر على شاشة التلفزيون، يوم 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، للكشف عن مدينة جديدة لا تصدر عنها أي انبعاثات كربونية في أول مشروع إنشائي كبير في منطقة نيوم التي تبلغ استثماراتها 500 مليار دولار والتي لم تشهد أي تقدم يذكر منذ إعلانها وسط ضجة كبرى في 2017.

وبعد بضعة أيام، ظهر ولي العهد وحده في مخيمه الخاص في الصحراء وهو يعلن عن فرص استثمارية بما قيمته ستة تريليونات دولار في خطاب عبر الإنترنت ألقاه في المنتدى الاقتصادي العالمي.

المصدر: وكالات


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.