في حوار اجرته وكالة سبوتنيك الروسية مع رئيس هيئة إعلام المجلس الوطني للمعارضة العراقية، الدكتور اسماعيل الجنابي، يرى أن الانسداد السياسي وصل إلى ذروة كسر العصي في دواليب الاضداد السياسيين، وهذا ماتجلى في التسريبات الأخيرة التي خرجت للعلن عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي غيرت مسار الانسداد نحو الانشقاق المذهبي والطائفي الذي كان ملازما للعملية السياسية في العراق منذ الاحتلال البربري الغاشم الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 على العراق.
وأضاف: “من هنا نرى أن عقد جلسة البرلمان المرتقبة لكسر هذا الانسداد في ظل الاختلاف على تسمية رئيس الجمهورية بين الحزبين الكرديين ولعل رسالة الغزل التي أرسلها نواب الحزب الديمقراطي إلى الإطار التنسيقي حول التصويت لمرشحهم “ريبر أحمد” لرئاسة الجمهورية بدلا مما أسموه من رفض تجريم التطبيع مع إسرائيل والمقصود به مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح”.
الصدر والمالكي
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أما الخلاف الأكثر شراسة وتأثيرا في العملية السياسية العرجاء، هو الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء المقبل بين حلفاء الأمس وخصوم اليوم، ولعل بروز إسم المالكي كمرشح للإطار التنسيقي قد زاد الطين بلة، خصوصا وأن حالة العداء بين الصدر والمالكي لم تنته رغم محاولات الوساطة الإيرانية، ولعل التسريبات التي خرجت عن لسان المالكي تجاه الصدر كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت على مستقبل العملية السياسية، على اعتبار أن أطراف مهمة في الإطار التنسيقي وخصوصا الفتح وبدر يحتفظون بعلاقة مرنة تسودها لغة المصلحة المتبادلة مع التيار الصدري، ما يجعلهم يراعون رغبات وتحفظات الصدر ولا يستطيعون الحيد عنها.
وقال الجنابي: “نحن نرى في قيادة المجلس الوطني للمعارضة العراقية، أن الأطراف الرابحة من هذا الانسداد والانقسام السياسي في العراق هما أدوات الاحتلال الغربي والشرقي من أجل تمديد بقاء رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي لفترة سنتين لحين إجراء الانتخابات القادمة وهذا ما أخذناه في الحسبان وإعادة ترتيب أوراق المرحلة القادمة، حيث تم التحرك على أطراف وطنية من الداخل والخارج والاستعداد لكل ما هو متوقع من أجل إنقاذ العراق من براثن الاحتلال ودرناته التي قتلت العراقيين وسرقت أمواله”.