وعلى الغاصب أن يرحل
—–
يا جسر الزيتون اخبرني
كيف تحمّلت الوزر ولم تُكسر ؟
كيف صبرت على دمهم يجري
وحديدك لم يصهر ؟
كيف شممت رياحين صباهم
قيلَ انتشرت كالعنبر
قيل دموعك نزّت ، هل أنت بكيت َ
أم أن سماءك حين رأتهم هطلت دمعاً
والحزن تفجّر
أنسيت بأن لكلِّ شهيدٍ أمٌّ تسأل إن لم يرجع
وتأخر ؟
ماذا لو علمت أن حشاشتها سيغيب طويلاً
راح لعرس الجنّةِ
والعرسُ بهيٌّ للقمر الأسمر
ماذا ستقول إذا مرَّ عليك الليلُ
وصرت وحيداً
هل تتذكر ؟
كيف اشتدَّ العزم ُ لكوكبة الشبان
وكيف رصاص الغدر عليهم أمطر ؟
كيف يكون الظلمُ إذا السيف بكف الأنذال
على أحفاد حضارة سومر
هل أبصرت نضارتهم وجمال ملامحهم
كانت ألواح ضمائرهم تتحدث عن وطنٍ
من طين حضارته العالمُ ينهل
لكن ضمائر أهل الشرِّ
صفيحٌ وجباهٌ لا تخجل
أولادك ياجسر الزيتون أزاهر
عشاقُ السنبل والفالةِ والمنجل
والجولةُ ما زالت
ودماء الأحرار لها ثقل جبال ٍ
وديونٌ واجبة الدفعِ على القاتل والسافلِ
والمحتل ْ
فاشهد يا جسرُ ويا نهرُ بأنا أهلك منذ ألوفٍ
وعلى الغاصبِ أن يرحل
وعلى الغاصبِ
أن يرحل
ـــــــ
نخلة العراق