بقلم: اسماعيل الجنابي
لقد اطل الزائر الغريب “فيروس كورونا” على العالم كله دون اي مقدمات او تحذيرات او حتى اشارات لضحاياه كي يستعدوا له او يهيئوا انفسهم لاستقباله و التصدي له ، لكن مباغتة هذا الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة الدولية بـ “الجائحة” التي بدأت هجومها الكاسح في مدينة ووهان الصينية لينتقل بعدها الى معظم مدن العالم ليفعل فعله الشنيع في حياة الشعوب دون رحمه أو شفقة .
لقد تعاملت الدول مع هذا الوباء كل حسب امكاناتها والموازنات المالية التي رصدت لمواجهتها له على الرغم من ان هناك بعض هذه الدول الكبرى التي تتميز بنظامها الصحي على قريناتها من الدول الاخرى الا ان نسبة اصابة مواطنيها والوفيات التي نتجت عنها كانت كبيرة جدا لسببين: اولهما: الاستعداد التام لمواجهة هذا الوباء وكيفية التعامل معه صحياً ووقائياً ، وثانياً: حكمة وانسانية الحاكم وثقافة ووعي المواطنين وتعاونهم مع الحكومة وبما ان الرحمة هي من أرقى المشاعر الإنسانية التي غرسها الله بعباده وقد تتفاوت هذه الرحمة من شخص الى اخر حسب منظومته الاخلاقية ، الا ان أزمة كورونا وما انتجته من كوارث وماس اثبتت وبما لا يقبل الشك ان عظمة الدول لا تقاس بحجمها وامكاناتها المادية وانما تقاس بإنسانية ورحمة وعظمة قادتها ، فما بالكم اذا تجلت كل هذه الصفات بملك عربي هاشمي اسمه ” الملك عبدالله الثاني بن الحسين ” لبلد اهله نشامى اسمه “الاردن”.
لقد اثبت الاردن “ملكاً وحكومةً وشعباً” انه بين مصاف الدول العظمى بإنسانيته وكرمه العربي الأصيل رغم امكانياته المادية وهذه الخصال لم تأت جزافاً وانما جاءت كرماً من الباري عز وجل لأولي الأمر ولأهله الانقياء ، ان الملك الهاشمي لم يعد يتربع في قلوب الاردنيين فحسب وانما اصبح يتربع في قلوب الشعوب العربية والاسلامية والغربية لما لمسه العالم اجمع من عظمة وحكمة ورحمة لملك اصبح فخراً وعزاً تسيد قلوب الناس عالمياً ، حتى بات اغلب المواطنين في أرجاء المعمورة يتمنون ان يكون “أبا الحسين” ملكاً عليهم أو ان يحملوا جنسية بلده العربي الاصيل ، كيف لا يكون بهذه الصفات وهو حفيد رسول الله النبي الهاشمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مثله الاعلى في هذه الخصال الحميدة، والممثل الوحيد لتجلي صفة الرحمة والرحمانية لله تعالى في الأرض والتي كانت الصفة إكسيرا شافيا؛ لفتح القلوب والتربع على عروشها.
ان صفة الشفقة والرأفة واللين في الإنسان هي العامل الثاني في جذب الناس وفتح قلوبها بعد صفة الإخلاص والتجرد الحقيقي ، لذا اصبح الناس تواقون لهذه الرحمة الابوية التي يحمل رايتها ملك الاردن اليوم من خلال ما لمسوه في اصعب امتحان واجه العالم المبتلى بهذا الوباء الذي نسأل الله مخلصين ان يجنبنا جميعا عواقبه وشروره …. هنيئاً لكم ايها الاردنيون محبة وانسانية مليككم المفدى الذي اصبح ” ملك قلوبنا جميعاً “.