بقلم: ماجد مكي جميل
تعبير ”شاعرٌ قرمطي”، ليس مجازاً، مظفر النواب نفسه قال عن نفسه في إحدى قصائده: ”وللقرمطية كل إنتمائي”.
لو كانَ مظفر النواب قد لزم لسانه عن شتم ديننا وصحابة رسول الله، وتاريخنا، ورموزنا لكفَّ الناس ألسنتهم عن شتمه.
إكتسب هذا النازح الهندي جنسية العراق، لكنه تنكر للبلد الذي آواه ومنحه موطنًا، وراح إلى الخارج يحاربه، بهدف تقويضه.
في هجرته، عاش على إعلام حافظ الأسد (السوري واللبناني) وأموال القذافي، ليشتم العراق والعرب والدين الإسلامي بأوسخ الكلمات. مُعيلاه معروفان بمواقفهما المعادية للعراق وتزويدهما إيران الخميني بالسلاح والصواريخ خلال الحرب العراقية – الإيرانية.
بالنسبة لمظفر النواب كل الرؤساء والمسؤولين العرب ”أولاد …..” باستثناء حافظ الأسد، فهو ليس ”إبن ….”. ولا الخميني ”إبن ….”، الذي أطالَ حربه على العراق مدة ثماني سنوات قبل أن يتجرع السم. دافع عن حافظ الأسد وابنه بشار حتى النفس الأخير وهو يعرف جيدًا أن الأول قد هدَّم حماه على رؤوس سكانها، والثاني هدَّم سوريا بأكملها تقريبًا.
لم يستنكر إحتلال العراق، ولم يقل على الذين جاءوا مع دبابات الإحتلال بأنهم ”أولاد …”، بل، على النقيض من ذلك، تحدث لوسائل إعلام العراق المحتل مستبشرًا بالخلاص من ”النظام السابق”. ثم شاركَ في الإنتخابات الأولى التي أقامتها سلطة الإحتلال. لم يستنكر إحتلال بغداد وهي تُداس بأحذية الأميركيين والإيرانيين والإسرائيليين وعملائهم من أحمد الجلبي وباقر الحكيم إلى مثال الآلوسي.
لكن المضي بهذه المواقف الشائنة تحتاج إلى جانبٍ مُضِيء. هنا، زايدَ وتاجرَ جيداً في قضية فلسطين من مقعده في دمشق، على الرغم من أنه كان يرى ماذا يفعل حافظ الأسد في المخيمات الفلسطينية في تل الزعتر وبرج البراجنة من أجل إسترضاء الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الغربية عمومًا ومسلحي القوات اللبنانية العميلة، برئاسة بشير الجميل وسعد حداد، وغيرهم.
”وتريات ليلية”، أطول قصيدة كتبها، مظفر النواب، في حياته. مَن يقرأ هذه ”القصيدة” يستغرب كيف بمقدور إنسان، مُميَّز عن الحيوان في عقلٍ يُلزمه بالسيطرة على غرائزه وأحقاده، أن يطلق مثل كلماتها. يقول في بعضها:
أنا أنتمي للفداء
لرأس الحسين
وللقرمطية كل إنتمائي
كلنا يعرف مَن هم القرامطة/الفرس، وماذا فعلوا بالكعبة والمسلمين والحجر الأسود.
في موقع آخر في هذه القصيدة، يقول:
ما زالت عورة عمرو بن العاص معاصرة
وتقبح وجه التاريخ
ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية
ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء
يؤلب باسم اللات
العصبيات القبلية
ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها
وتراك زعيم السوقية
وفي موضع آخر:
متى كان في لحية النفط
أو في الزبيبة من شرف
وفي موضع آخر:
لمحمد شرط الدخول إلى مكة بالسلاح
لعلي بغير شروط
أنا أنتمي للفداء
لرأس الحسين
عدد أبيات القصيدة قد يتجاوز الألفَين – بعض الأبيات من كلمة أو كلمتين -، جاء بعضها بكلمات باطنية، وبعضها صريحاً، وبعضها في كلمات وإشارات شبه صريحة مثل: إحدى زوجات محمد، تخلع ثوب الأفعى، البعير، ستجمع جنباً لجنب حوافر كل التيوس، ورب دعي شيوعية سيصلي وراء اليماني [يسبق ظهور الإمام الغائب] في الحرمَين.
لماذا مظفر النواب، وهو شيوعي وغير مُتديِّن، يشتم الصحابة ويطعن بزوجة نبينا محمد؟ وما مصلحته في ذلك؟ إذن هو ليسَ شيوعياً، ولا مُتديِّناً، بل هو متعصب معتوه للمذهب الإثنى عشري. هل يجرؤ أحد أن يقول أن هذا الطارئ علينا له أدنى إنتماء للعروبة والإسلام؟ وهل مَن يحاول تحقير تاريخنا وديننا وعقيدتنا وصحابة النبي ورموزنا، ينتمي لهوية عربية – إسلامية؟
باختصار شديد، أمة بلا تاريخ، ولا هوية، ولا عقيدة، وبلا رمز أو رموز تنتمي لها وتفتخر بها…الخ لن تعيش أبدًا ومآلها الزوال. هذه هي باختصار كل قصة دوافع وأسباب الشتم والسب والطعن واللعن واللطم والعويل والكراهية والأحقاد والأخذ بثارات الحسين، لا أكثر ولا أقل.
لابد من قول كلمة الحق مع الخونة والأنذال، بلا نفاق ولا مواربة ولا ”وسطية” في الدفاع عن قيمنا وهويتنا. كلنا وسطيون، بل ديننا الحنيف وتعاليمه السامية التي تربينا عليها تُلزمنا إلزامًا بالإعتدال، لكن ماذا تفعل مع ساقطين يُهاجموكَ عن قصد وعمد في صلب عقيدتكَ، وتاريخكَ، ورموزكَ بهدف محو هويتكَ.