مع الخميني وجه لوجه في باريس..ماذا ارسل لصدام ؟!
بقلم/ الدكتور: كريم فرمان *
في مكتب الرئيس صدام حسين رحمه الله وفي ليلة من ليالي الشتاء في مطلع شهر نوفمبر من عام ١٩٧٨م طلب مني السيد الرئيس استدعاء احد رفاقه الحزبيين القدامى لمقابلة عاجلة، ولما كان هذا الرفيق القديم قد تعرض لمشكلة شخصية سجن بسببها خمسة سنوات وأمضى منها سنتان وشمله الرئيس بعفو خاص فتقاعد بعدها من الحزب والدولة وكان من الصعب معرفة رقم هاتفه أو عنوان داره ابلغت الأمن العامة بضرورة الوصول اليه وابلاغه بالحضور إلى استعلامات القصر الجمهوري عاجلا.
في مساء اليوم التالي حضر الرفيق علي رضا باوه واستقبله الرئيس بالأحضان وبعد السؤال عن أحواله وأسرته شكر علي سيادة الرئيس على هديته له قبل شهور وكانت كالعادة سيارة صالون ومسدس وعشرة آلاف دينار، وكانت هذه عادة الرئيس فهو دائم التفقد لرفاقه الحزبيين القدامى حتى لو انقطعوا عن العمل.
صدام / رفيق علي كيف هي علاقتك مع الخميني ؟.
ارتبك علي ليقول سيدي كانت علاقتي به خلال إقامته في النجف لاجئا بحكم مسؤوليتي الرسمية عن مكتب حركات التحرر الذي يتبع له اللاجئين السياسيين الأجانب في العراق وانقطعت علاقتي به منذ غادر أو رحل من العراق!! .
صدام / اخ علي انا اريد ان اكلفك بمهمة سرية وخاصة جدا اسأل فقط عن جو العلاقة الشخصية بينكما هل يقدرها الخميني هل يكن لك ودا مثلا؟؟ .
الرفيق علي / سيدي الرئيس اظن الإمام يقدر لي كثيرا موقفي منه عندما اعدم الشاه ولده البكر مصطفى وقمت بجلب جثمانه من طهران لدفنه في مقبرة النجف على نهج الشيعة واشرفت على الدفن والتعزية.
هنا قال صدام له… يبدو أن حكم الشاه يصارع أنفاسه الأخيرة والشايب يقصد الخميني جاي جاي لطهران اريد منك أن تذهب برحلة سريعة لباريس وتقابله بحجة رغبتك في السلام عليه وانك وصلت باريس للعلاج ولا يمكن أن تغادر دون السلام على الإمام وهو يعلم انك من الشيعة وتصطحب معك الرفيق كريم فهو صغير السن ويمكن أن تقدمه بأنه ابن اختك ومرافق لك في المشفى..اريد ان تجس نبضه شنو يفكر نحو العراق الذي أقام به ١٤ سنة وماذا يضمر!!!.
على متن الخطوط الجوية العراقية في اليوم التالي غادرنا سوية إلى باريس انا والأستاذ علي رضا باوه وصلنا مساءا وكانت عاصمة النور تغتسل بالمطر الشفيف على قول الشاعرة العراقية لميعة عمارة، نزلنا في احد فنادق الشانزليزية ذات الأربع نجوم وفي الصباح صعدنا في تاكسي يقوده شاب جزائري مقيم هناك على العنوان الذي عندنا أوصلنا إلى فيلا نوفل لوشاتو في قرية جميلة بالقرب من باريس عند الباب لاحظنا أن الدار تزدحم بكاميرات التلفزة ومصورين كثر وصحافيون وزوار في الباب سألنا شرطي فرنسي سري إلى أين قلنا له بانجليزية ربما لم يفهمها visitors وفي هذه الأثناء لمحنا شاب من مكتب الإمام تعرف فورا إلى علي باوة وقال بالعربية اهلا علي .. كان ذلك الشاب هو صادق قطب زادة طالب ايراني يدرس في فرنسا ويقوم بمهمة سكرتير الخميني وسبق أن كان يتردد على مدينة النجف..بادره علي انا في رحلة علاج شارفت على الانتهاء ورغبت بالسلام والتحية لمولانا وسيدنا وايضا ننهل من بركاته بالشفاء ووو الخ .. اجاب صادق زادة أن مواعيد الإمام هذا اليوم مزدحمة جدا وصعب ترتيب موعد لكم .. اترك لي العنوان ورقم الهاتف وساخبرك!!! في الليلة رن الهاتف في استقبال الفندق وعلى الطرف الآخر كان صادق قطب زادة والذي أصبح وزيرا للخارجية الإيرانية لاحقا وقد اعدم بسبب اتهامه بالتجسس فيما بعد …أخ علي موعدكم مع السيد غدا الساعة ١١ صباحا… وعلى الموعد وصلنا مقر إقامة الخميني وادخلنا زادة فورا على الإمام الذي كان كعادته كما قال لنا زادة يكون مجلسه عندما يكون الطقس صحوا يفضل الجلوس تحت شجرة تفاح كبيرة عند مدخل البيت.
خلال خطوات الطريق همس علي في أذني أرجوك كريم قبل يد الإمام كما افعل انا كي لا يتوجس وهذه طريقتنا الشيعة في تحية رجال الدين.. شاهدت الخميني مبتسما لمقدم هذا الزائر العراقي له وبادره اهلا علي صديقي القديم وعدوي في آن معا، وكان الخميني يتكلم بعربية فصحى جدا فرد عليه علي سيدنا صديق هاي مفهومة بس عدو اشلون ترهم !!!، قال الخميني نعم صديق لاني لا انسى لك ما قدمته لي خلال إقامتي في النجف من افضال خصوصا جهودك العظيمة في جلب جثمان ولدي مصطفى من طهران ودفنه في النجف الأشرف اما عدو فلانك من جماعة صدام..!!، ضحك قليلا ثم اردف كيف هي احوالك سمعت ان صدام قام بحبسك!!رد عليه علي لا سيدنا لم يحبسني هو انما وقعت لي مشكلة عائلية وقد اخرجني بعفو خاص .. المهم سيدنا أن شآء آلله تكون في طهران قريبا واكيد راح تكون علاقتك مع العراق الجار وبلد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وارض الأئمة الأطهار زينة وطيبة ونستبشر بك خيرا…!!، امتقع وجه الإمام ليرد لا لا ابدا أول شيء سأقوم به أن عدت لإيران هو اسقاط صدام والبعث الكافر وتحرير شيعة العراق من الظلم!!!! انا فقط مهمتي كانت استمع للحوار بينما كانت ساعة اليد التي ارتديها تسجل كل كلمة !! المهم بعد احاديث عمومية اخرى قال له علي استاذنك سيدنا لاني راجع مع ابن اختي غدا لبغداد ودعواتك لي بالشفاء ثم قبله من يده ورأسه وخرجنا من نوفل لوشاتو إلى مطار اورلي .. اليوم التالي كان بيدي في بغداد تقرير بخط الرفيق علي رضا باوه صديق الخميني والرفيق القديم للرئيس كتب فيه كل ما جرى من حوار وختمه بعبارة سيدي الرئيس((أن السيد يقول أول ما أفعله عندما أحكم طهران هو اسقاط حكم الرئيس صدام والبعث)) ولم يعلم الرفيق علي رضا أن الرئيس كان قد استمع لتسجيل كامل للحوار من الساعة التي كانت في يدي و قامت الإدارة الفنية بجهاز المخابرات العراقية بتفريغه على كاسيت!!! بعدها شرع الرئيس صدام بترتيب أمور البلد لتوقع الحرب فقام باستمالة الشيعة العراقيين في مدنهم وقراهم وعزز من مكانتهم وتواجدهم في المناصب والمراكز القيادية واشتغل على تحضير الجيش العراقي بالتدريب والتسليح وهذا فعلا ما حصل عندما قامت طائرتين ايرانيتين بقصف بغداد يوم ٤ سبتمبر ١٩٨٠م وأسقطت إحداهما قرب نهر دجلة وتم أسر الطيار حيا… هذه شهادة للتاريخ قبل أن يغادرنا لكي لا يأتي من يقول أن العراق هو من بادر بشن الحرب على الجارة إيران .
كيف يثق صدام حسين بعلي رضا باوة ؟؟
أرسل لي أحدهم رابط منشور فيسبوكي لشخص يسمي نفسه (أ.د كريم فرمان) وبدوري أدلي بشهادتي حول المنشور وما كتبه شخص آخر عن الموضوع ذاته . أتمنى من المهتمين قراءة ما كتبه (أ.د كريم فرمان) أولا قبل قراءة ردي عليه حتى يقارن بين الروايتين ؛ روايتي وروايته ورواية مؤيد عبد القادر عن لسان علي رضا باوة .
هذه الرواية فيلم هيوليودي بطولة (أ.د. كريم فرمان) . يوجد مثل عراقي عامي يقول “جذب مصفّط أحسن من صدك مخربط” فكيف هي الحال إذا كان الكذب “مخربطاً” من رأسه إلى أساسه ؟ .
نبدأ بعلي رضا باوة . كان علي رضا باوة معي في سجن أبو غريب في قسم الإستقبال . كنت مع مجموعة من رفاقي المحسوبين على البعث اليسار في قسم الإستقبال بعد خلاف داخل مجموعة البعثيين في ق2 ( القاطع الثاني / سياسيون) وانشقت مجموعة البعثيين التي كانت تعد بالمئات وهشمنا بعضنا بعضا في 23 آب 1973 بسبب خلاف على رسالة أرسلها الرئيس حافظ الأسد إلى الرئيس أحمد حسن البكر حول وحدة الحزب ورد البكر الإيجابي عليها ونشرتها مجلة الطليعة الكويتية المؤيدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . كنا ضد وحدة الحزب ونتهم الطرف المقابل بالتواطؤ مع اليمين وبالإرتباط بالأمن وتم عزلنا بعد المعركة التي استمرت لعدة ساعات ولم يستطع السجّانة ولا رجال الأمن الدخول الى ق2 ربما كانوا يرغبون في أن نهشّم بعضنا بعضا .وتم بعد ذلك وضعنا في المحاجر ومن ثم فصلنا عن رفاقنا الآخرين في قسم الإستقبال .
كان علي رضا باوة محكوما بالحبس لمدة ثلاث سنوات بعد حركة ناظم كزار 30 حزيران /1973 ليس لعلاقته بالحركة فكل من له علاقة مباشرة تم إعدامه بل لأنه عديل المرحوم محمد فاضل عضو القيادة القطرية ومسؤول المكتب العسكري الذي إشترك بحركة ناظم كزار بل هو من كان السبب في تحريك ناظم ودفعه ضد صديقه الحميم صدام حسين ولدي الكثير الذي أقوله في هذه القضية وقضية مهرجان الدم في العام 1979 والعلاقة بينهما أي بين محمد فاضل وما حصل بعد ست سنوات .وكان سالم الشكرة قد حُكِمَ عليه بالسجن أيضا سنة واحدة مع علي رضا دون أن تكون له علاقة ولكنه كان قريبا جدا من ناظم وهو أي الشكرة أحد جلادي قصر النهاية وكان علي رضا مسؤول حركات التحرر في جهاز المخابرات الذي كان اسمه مكتب العلاقات الخارجية وقبل ذلك حمل اسم (حنين) .
كانت مواجهات السياسيين (الزيارات) كل يوم 5 و20 من كل شهر والجمعة التي تلي التاريخَين ومواجهات العاديين كل يوم 1 و15 من كل شهر والجمعة التي تلي التاريخين المذكورَيْن. كانت تأتي لزيارة علي رضا باوة إمراة شابة في زيارات خاصة اي خارج التاريخَيْن المذكورين لزيارة السياسيين ويومي الجمعة اللذين يليانهما . ذات يوم كنا جالسين مع زوارنا في المواجهة سمعنا صوت امرأة تصيح وتشتم خرجنا على أبواب غرفنا لغرابة الحادثة لنستطلع من هي المرأة التي تصيح ولمن هي قادمة وإذا بها أم نجوى زوجة علي رضا باوة . كان هو على باب غرفته خرج مثلنا ليعرف ماذا يجري . وصلت أم نجوى إلى علي باوة الذي تقع غرفته في آخر الممر فصفعته وشتمته وقالت :
– عجمي عظمك ” خ؟؟ ” فأمسك بيديها فبصقت في وجهه فصاح بأعلى صوته :-
– صدام حسين يتحمل مسؤولية حركة ناظم كزار وهو السبب في دفعه وصدام حسين سبب مشاكل العراق .
سحب زوجته الى الداخل وانتهى الأمر . كنا نقاطع علي رضا وسالم الشكرة ونعتبرهما قتلة . بعد يومين أو ثلاثة لا أذكر كان على رضا باوة يتمشى في حديقة قسم الإستقبال سلمت عليه واستغرب من سلامي وقلت له :
– إذا سمع صدام بما قلت ستتم تصفيتك قال :
– هو يعرف وكثيرون يعرفون وأنت تعرف بأنه سبب المشاكل . عرفنا لاحقا بأن المرأة التي تأتي لزيارته منفردة هي زوجته السرية وأنها كانت تأخذ موافقة خاصة من الأمن لمواجهته في الزيارات الخاصة ويبدو أنهم هم من وشى بزواجه لزوجته الأولى ام نجوى . خرج علي رضا باوة بعد أن حصل على تخفيض ربع المحكومية ولم أعرف عنه شيئا إلا بعد أن تحدث عنه مؤيد عبد القادر السعدي حول إرساله من قبل صدام حسين في بداية العام 1979 .
نتحدث عن صادق قطب زادة . صادق قطب زادة محسوب على التيار اللبرالي وليس له علاقة بالخميني ورجال الدين وقد أعدم لعلاقته ب(مؤامرة!) مرتبطة بالأمريكان !! . مدير مكتب الخميني ومرافقه الأبدي والذي ظل معه حتى وفاة الخميني هو صادق كفار زادة وليس صادق قطب زادة .
في رواية مؤيد عبد القادر السعدي عن علي رضا باوة الذي هرب إلى خارج العراق وتوفي لاحقا يؤكد عبد القادر ذات الرواية التي يرويها (أ.د) كريم فرمان ولكن من دون هذا (الأستاذ الدكتور!؟) ويؤكد أيضا على وجود صادق قطب زادة بدلا من صادق كفار زادة ويضيف مؤيد عبد القادر بأن علي رضا باوة كتب تقريرا عن سفرته ولقائه بالخميني وسلم التقرير لسعدون شاكر رئيس جهاز المخابرات وأن سعدون شاكر قد إختصر التقرير وقدّمه إلى صدام حسين ولكن صدام حسين طلب النسخة الأصلية بخط علي رضا باوة .
نعود الى الخميني يقول صديقي عباس عبد الله شاهين أحد مؤسسي الحرس الثوري وهو صاحب العلاقة بين ثورة الخميني وحركة فتح وبالتحديد خليل الوزير (ابو جاهد) ، وعباس شاهين هو الذي أسس للعلاقة السورية الإيرانية قبل انتصار الثورة في العام 1977 وهو الذي نقل السلاح من لبنان عبر سورية وكردستان تركيا إلى إيران من قيادة فتح (أبوجهاد)
؛ يؤكد شاهين ويقسم بأن الخميني لا يمكن أن ينزل إلى المستوى الذي تحدث عنه الإثنان :كريم فرمان ومؤيد عبد القادر فهو أي الخميني عابس وجدي وصارم وأنه لا ينزل إلى هذا الإسفاف الذي قيل عنه وذكر لي حادثة هي أن الخميني إستقبله هو ومحمد صالح الحسيني (إعلامي عراقي يتبع ولاية الفقيه أغتيل في لبنان عام 1981 ) واتهمت إيران الرسمية المخابرات العراقية باغتياله وشخص عراقي ثالث اسمه عبد الجبار سليمان الكبيسي أخذ يرتجف عند استقبالهم من قبل الخميني بمجرد رؤيته للأخير حسب رواية السيد عباس شاهين ، قال الكبيسي للخميني أثناء اللقاء بأن هناك ((معلومات لديه “مؤكدة” بأن صدام حسين سيغتاله بنفس الطريقة التي حاول فيها إغتيال ملا مصطفى البرزاني!!)) فنظر الخميني إليه باستخفاف وقال :
– الأعمار بيد الله وأن ( لكل أجل كتاب) ونرجو من الله أن يصلحه (يقصد صدام) . كان هذا نهاية العام 1980 او بداية العام 1981 .
الخلاصة :
(الأستاذ الدكتور!!) كريم فرمان يكذب في روايته كلها فصدام حسين لم يكن رئيسا في نوفمبر 1978 وشهادته المكذوبة قالها بعد وفاة علي رضا باوة .
رواية مؤيد عبد القادر صحيحة 100% على لسان علي رضا باوة وعن التقرير الذي كتبه باوة لسعدون شاكر .
بالنسبة لي أشك 100% في رواية علي رضا باوة وأن ما نقله عن الخميني كذب 100% وهو مغرض وحاقد على العراق وأراد الإنتقام من العراق ومن صدام حسين بسبب سجنه وهو بريء وإهانته من قبل زوجته العربية أمام العشرات بشتمه وبأنه (عجمي وعظمه خر؟؟) وبصقها في وجهه وبسبب إخبار رجال المخابرات زوجته أم نجوى عن زواجه السري .
السؤال الأكثر أهمية من كل ما سبق كيف يثق صدام حسين برجل مثل علي رضا باوة كان قد ظلمه وأهانه دون وجه حق وهو من أصل إيراني ؟؟؟ .
سرحان الزبيدي
هذه الرواية فيلم هيوليودي بطولة (أ.د. كريم فرمان) . يوجد مثل عراقي عامي يقول “جذب مصفّط أحسن من صدك مخربط” فكيف هي الحال إذا كان الكذب “مخربطاً” من رأسه إلى أساسه ؟ .
نبدأ بعلي رضا باوة . كان علي رضا باوة معي في سجن أبو غريب في قسم الإستقبال . كنت مع مجموعة من رفاقي المحسوبين على البعث اليسار في قسم الإستقبال بعد خلاف داخل مجموعة البعثيين في ق2 ( القاطع الثاني / سياسيون) وانشقت مجموعة البعثيين التي كانت تعد بالمئات وهشمنا بعضنا بعضا في 23 آب 1973 بسبب خلاف على رسالة أرسلها الرئيس حافظ الأسد إلى الرئيس أحمد حسن البكر حول وحدة الحزب ورد البكر الإيجابي عليها ونشرتها مجلة الطليعة الكويتية المؤيدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . كنا ضد وحدة الحزب ونتهم الطرف المقابل بالتواطؤ مع اليمين وبالإرتباط بالأمن وتم عزلنا بعد المعركة التي استمرت لعدة ساعات ولم يستطع السجّانة ولا رجال الأمن الدخول الى ق2 ربما كانوا يرغبون في أن نهشّم بعضنا بعضا .وتم بعد ذلك وضعنا في المحاجر ومن ثم فصلنا عن رفاقنا الآخرين في قسم الإستقبال .
كان علي رضا باوة محكوما بالحبس لمدة ثلاث سنوات بعد حركة ناظم كزار 30 حزيران /1973 ليس لعلاقته بالحركة فكل من له علاقة مباشرة تم إعدامه بل لأنه عديل المرحوم محمد فاضل عضو القيادة القطرية ومسؤول المكتب العسكري الذي إشترك بحركة ناظم كزار بل هو من كان السبب في تحريك ناظم ودفعه ضد صديقه الحميم صدام حسين ولدي الكثير الذي أقوله في هذه القضية وقضية مهرجان الدم في العام 1979 والعلاقة بينهما أي بين محمد فاضل وما حصل بعد ست سنوات .وكان سالم الشكرة قد حُكِمَ عليه بالسجن أيضا سنة واحدة مع علي رضا دون أن تكون له علاقة ولكنه كان قريبا جدا من ناظم وهو أي الشكرة أحد جلادي قصر النهاية وكان علي رضا مسؤول حركات التحرر في جهاز المخابرات الذي كان اسمه مكتب العلاقات الخارجية وقبل ذلك حمل اسم (حنين) .
كانت مواجهات السياسيين (الزيارات) كل يوم 5 و20 من كل شهر والجمعة التي تلي التاريخَين ومواجهات العاديين كل يوم 1 و15 من كل شهر والجمعة التي تلي التاريخين المذكورَيْن. كانت تأتي لزيارة علي رضا باوة إمراة شابة في زيارات خاصة اي خارج التاريخَيْن المذكورين لزيارة السياسيين ويومي الجمعة اللذين يليانهما . ذات يوم كنا جالسين مع زوارنا في المواجهة سمعنا صوت امرأة تصيح وتشتم خرجنا على أبواب غرفنا لغرابة الحادثة لنستطلع من هي المرأة التي تصيح ولمن هي قادمة وإذا بها أم نجوى زوجة علي رضا باوة . كان هو على باب غرفته خرج مثلنا ليعرف ماذا يجري . وصلت أم نجوى إلى علي باوة الذي تقع غرفته في آخر الممر فصفعته وشتمته وقالت :
– عجمي عظمك ” خ؟؟ ” فأمسك بيديها فبصقت في وجهه فصاح بأعلى صوته :-
– صدام حسين يتحمل مسؤولية حركة ناظم كزار وهو السبب في دفعه وصدام حسين سبب مشاكل العراق .
سحب زوجته الى الداخل وانتهى الأمر . كنا نقاطع علي رضا وسالم الشكرة ونعتبرهما قتلة . بعد يومين أو ثلاثة لا أذكر كان على رضا باوة يتمشى في حديقة قسم الإستقبال سلمت عليه واستغرب من سلامي وقلت له :
– إذا سمع صدام بما قلت ستتم تصفيتك قال :
– هو يعرف وكثيرون يعرفون وأنت تعرف بأنه سبب المشاكل . عرفنا لاحقا بأن المرأة التي تأتي لزيارته منفردة هي زوجته السرية وأنها كانت تأخذ موافقة خاصة من الأمن لمواجهته في الزيارات الخاصة ويبدو أنهم هم من وشى بزواجه لزوجته الأولى ام نجوى . خرج علي رضا باوة بعد أن حصل على تخفيض ربع المحكومية ولم أعرف عنه شيئا إلا بعد أن تحدث عنه مؤيد عبد القادر السعدي حول إرساله من قبل صدام حسين في بداية العام 1979 .
نتحدث عن صادق قطب زادة . صادق قطب زادة محسوب على التيار اللبرالي وليس له علاقة بالخميني ورجال الدين وقد أعدم لعلاقته ب(مؤامرة!) مرتبطة بالأمريكان !! . مدير مكتب الخميني ومرافقه الأبدي والذي ظل معه حتى وفاة الخميني هو صادق كفار زادة وليس صادق قطب زادة .
في رواية مؤيد عبد القادر السعدي عن علي رضا باوة الذي هرب إلى خارج العراق وتوفي لاحقا يؤكد عبد القادر ذات الرواية التي يرويها (أ.د) كريم فرمان ولكن من دون هذا (الأستاذ الدكتور!؟) ويؤكد أيضا على وجود صادق قطب زادة بدلا من صادق كفار زادة ويضيف مؤيد عبد القادر بأن علي رضا باوة كتب تقريرا عن سفرته ولقائه بالخميني وسلم التقرير لسعدون شاكر رئيس جهاز المخابرات وأن سعدون شاكر قد إختصر التقرير وقدّمه إلى صدام حسين ولكن صدام حسين طلب النسخة الأصلية بخط علي رضا باوة .
نعود الى الخميني يقول صديقي عباس عبد الله شاهين أحد مؤسسي الحرس الثوري وهو صاحب العلاقة بين ثورة الخميني وحركة فتح وبالتحديد خليل الوزير (ابو جاهد) ، وعباس شاهين هو الذي أسس للعلاقة السورية الإيرانية قبل انتصار الثورة في العام 1977 وهو الذي نقل السلاح من لبنان عبر سورية وكردستان تركيا إلى إيران من قيادة فتح (أبوجهاد)
؛ يؤكد شاهين ويقسم بأن الخميني لا يمكن أن ينزل إلى المستوى الذي تحدث عنه الإثنان :كريم فرمان ومؤيد عبد القادر فهو أي الخميني عابس وجدي وصارم وأنه لا ينزل إلى هذا الإسفاف الذي قيل عنه وذكر لي حادثة هي أن الخميني إستقبله هو ومحمد صالح الحسيني (إعلامي عراقي يتبع ولاية الفقيه أغتيل في لبنان عام 1981 ) واتهمت إيران الرسمية المخابرات العراقية باغتياله وشخص عراقي ثالث اسمه عبد الجبار سليمان الكبيسي أخذ يرتجف عند استقبالهم من قبل الخميني بمجرد رؤيته للأخير حسب رواية السيد عباس شاهين ، قال الكبيسي للخميني أثناء اللقاء بأن هناك ((معلومات لديه “مؤكدة” بأن صدام حسين سيغتاله بنفس الطريقة التي حاول فيها إغتيال ملا مصطفى البرزاني!!)) فنظر الخميني إليه باستخفاف وقال :
– الأعمار بيد الله وأن ( لكل أجل كتاب) ونرجو من الله أن يصلحه (يقصد صدام) . كان هذا نهاية العام 1980 او بداية العام 1981 .
الخلاصة :
(الأستاذ الدكتور!!) كريم فرمان يكذب في روايته كلها فصدام حسين لم يكن رئيسا في نوفمبر 1978 وشهادته المكذوبة قالها بعد وفاة علي رضا باوة .
رواية مؤيد عبد القادر صحيحة 100% على لسان علي رضا باوة وعن التقرير الذي كتبه باوة لسعدون شاكر .
بالنسبة لي أشك 100% في رواية علي رضا باوة وأن ما نقله عن الخميني كذب 100% وهو مغرض وحاقد على العراق وأراد الإنتقام من العراق ومن صدام حسين بسبب سجنه وهو بريء وإهانته من قبل زوجته العربية أمام العشرات بشتمه وبأنه (عجمي وعظمه خر؟؟) وبصقها في وجهه وبسبب إخبار رجال المخابرات زوجته أم نجوى عن زواجه السري .
السؤال الأكثر أهمية من كل ما سبق كيف يثق صدام حسين برجل مثل علي رضا باوة كان قد ظلمه وأهانه دون وجه حق وهو من أصل إيراني ؟؟؟ .
سرحان الزبيدي