استثمارات زراعية تديرها الميليشيات تحت إشراف خبراء إيرانيين
قالت صحيفة العرب اللندنية ان الفصائل المسلحة المسيطرة على مدينة جرف الصخر تخطّت مرحلة بسط السيطرة على المنطقة الى تأبيد تلك السيطرة بتأسيس بنية تحتية اقتصادية واستثمارية، وإنشاء بنية أمنية دائمة تتمثّل في إقامة معسكرات ومراكز مجهزة لتجنيد وتدريب وتعبئة المقاتلين، وإقامة مخازن وورش لتجميع وتركيب الأسلحة المهرّبة من إيران من طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة ومتوسّطة المدى.
ووصفت الصحيفة جرف الصخر بـ “المستعمرة الإيرانية” نظرا لوجود عدّة مراكز تابعة للحرس الثوري الإيراني الذي قالت انه يسهر على تدريب وتأطير الميليشيات التابعة لإيران في العراق. واشارت الى انه يجري الانتقال في الوقت الحالي نحو تنفيذ الشق الاقتصادي والاستثماري من مخطّط السيطرة النهائية على جرف الصخر عبر استغلال ثرواتها الزراعية وخصوبة أراضيها ووفرة المياه فيها، تحت إشراف إيراني مباشر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في هيئة الحشد الشعبي أن الفصائل المسلحة الموالية لإيران حولت المنطقة إلى مستعمرة استثمارية، تنتشر فيها مشاريع تربية الدواجن والأسماك وتسمين العجول والحقول الزراعية.
وبحسب مقاتلين جرى تطويعهم حديثا في قوات الحشد الشعبي، تحدثوا للصحيفة، فإن جرف الصخر تحولت إلى مستعمرة زراعية ضخمة، يشرف مهندسون زراعيون وأطباء بياطرة من إيران على إدارتها.
ويقول المتطوعون إن المنطقة التي تبعد بنحو ستين كيلومترا عن العاصمة بغداد في اتجاه الجنوب الغربي تعج بحركة الآليات الزراعية وشاحنات نقل المنتجات الزراعية والحيوانية.
وتقول مصادر مطلعة على حيثيات هذا الملف إن المنطقة باتت أحد الشرايين الرئيسية التي توفر الدعم المالي للفصائل المسلحة، وبإشراف إيراني مباشر، مشيرة الى ان كتائب حزب الله هي “المستثمر” الرئيسي في جرف الصخر، تليها عصائب أهل الحق، لكن الإدارة العليا للاستثمارات في هذه المنطقة تخضع للرؤية الإيرانية.
وتقول الصحيفة ان السلطات العراقية تجهل ما يجري بين البساتين الكثيفة لجرف الصخر، ولا تسمح لأي جهة بالوصول إلى هذه المنطقة بما في ذلك القوات النظامية كالجيش والشرطة، بل إنّ الأمر يصل إلى حد منع فصائل منضوية في الحشد الشعبي من دخول جرف الصخر، وذلك بهدف الحفاظ على الطابع السري للأنشطة التي تدور فيها.
وتقول مصادر عراقية إنّ الفصائل المالية لايران تعتبر ترحيل سكان جرف الصخر أمرا نهائيا لا رجعة عنه وتمنع مناقشته من قبل الحكومة لأنّ الهدف منه هو إزالة ما يعتبر “بؤرة للسنّة” بجوار بغداد وفي الطريق وعلى الطريق المتجه صوب الجنوب حيث كربلاء والنجف اللتين تضمّان أقدس الأماكن لدى الشيعة في العالم.
ويتوقع مراقبون أن تسعى بعض القوى السياسية السنية إلى تحريك ملف جرف الصخر خلال الانتخابات المقبلة، بعدما تحول ملفها إلى أمر لا يمكن السكوت عنه، إذ جرى تفنيد جميع الحجج الميليشياوية بشأن “المخاطر” التي يمكن أن تتسبب فيها هذه المنطقة على الأمن العام.
وفشلت جميع الجهود السياسية المحلية والدولية في تطبيع الأوضاع داخل جرف الصخر بهدف السماح لسكانها الذين يقدر عددهم بنحو 50 ألف عراقي بالعودة إلى منازلهم.