قبل أكثر من قرن بعامين، وتحديدا في الفترة من 23 إلى 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 1915، اندلعت معركة طاق كسرى، بين الفرقة السادسة المتجهة نحو احتلال بغداد، و قوامها 11 ألف جندي وضابط بريطاني وهندي، والدفاعات العثمانية القوية المتحصنة في منطقة طاق كسرى، المعروفة اليوم بسلمان بك جنوب بغداد.
بدأت المعركة في فجر يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر، عندما أمر القائد البريطاني الجنرال تشارلز تاونسند قواته بمهاجمة القوة الدفاعية العثمانية التي تتألف من حوالي 18 ألف بين ضابط وجندي.
وكان القائد العثماني، العقيد نور الدين باشا، قد أعد دفاعه جيدا، وواجه الهجوم البريطاني بمقاومة شديدة بشكل غير متوقع من الجنرال تاونسند الذي حققت قواته بعض التقدم، ولكن الجانبين تكبدا خسائر فادحة.
وتواصلت المعركة في اليوم التالي، مع شن الهجمات والهجمات المضادة من قبل الجانبين، ومرة أخرى لم يحقق البريطانيون سوى تقدم ضئيل. وبحلول نهاية 23 تشرين الثاني / نوفمبر استنفد كل من المهاجمين والمدافعين قواهم وتكبدوا خسائر كبيرة، بعد أن عاشوا ما يقرب من 36 ساعة من القتال المتواصل دون أن يغمض جفن للمقاتلين.
واضطر القائدان البريطاني والعثماني إلى وقف القتال، فيما بدأت القوات البريطانية بالتراجع، وحينها أدرك العقيد نور الدين باشا أن القوات البريطانية انسحبت من ساحة المعركة، فبدأ بمطاردتها حتى الكوت لتبدأ هناك حكاية مفصلية من تاريخ الحرب العالمية الأولى اسمها: حصار الكوت لنحو عام واستسلام القوات البريطانية في انتصار عثماني كبير وإن كان مؤقتا.
في معركة طاق كسرى وبعد ثلاثة أيام من القتال العنيف، تكبد البريطانيون من حوالي 4600 إصابة، أي حوالي 40٪ من إجمالي القوة المهاجمة، بينما تكبد العثمانيون ما يقدر بنحو 7000 إصابة ولكنهم نجحوا في إحباط الهجوم البريطاني.