فيروس كورونا يغازل الكرة اﻷلمانية
بقلم : عبداﻹله العلمي
” مصائب قوم عند قوم فوائد ”
بعد إنصافها لتصور المدير التنفيذي لفريق بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغي حين أصبحت عمالقة أندية القارة العجوز للعبة باﻷساس، باعتبارها اﻷكثرة حظوة ماليا بفضل اﻹحتضان و اﻹستشهار مستعدة لتطبيف برامج تقويم هيكلية جديدة، بهدف مواكبة الإنفاق المالي كنتيجة مباشرة لتأهب كبريات المؤسسات المالية الراعية و المحتضنة لهاته التنظيمات الرياضية،بإعادة النظر في بنود عقود الرعاية المبرمة معها في أفق تخفيض قيمة المنح السنوية، بسبب الركود اﻹقتصادي الذي شهده العالم بعيد قرار كورونا الملزم على التقيد بالإقامة اﻹجبارية و غلق المعابر القارية و العالمية،مما نجم عنه تعطيل اﻹنتاج و التسويق داخل و خارج
الحدود الوطنية.
الصياغة المالية المتوقعة للأندية ستروم باﻹساس إلى عقلنة سوق اﻹنتقالات إضافة إلى أجور الاعبين، موازة مع مراجعة سياستها التقنية و عينها على التكوين القاعدي و بالتالي إعطاء اﻷولوية لأبناء النادي على غرار غاليبة فترات عقود القرن الذي ودعناه،لتكون هاته الجائحة قد ساهمت في إعادة التوازن التقني للاندية، و هو مطلب شكل جوهر اطروحة العراب البافاري.
من ناحية أخرى ستقف حسنة هذا الوباء أيضا إلى جانب باقي الأندية اﻷلمانية، كنتيجة منطقية و مشوملة للتدبير المعقلن و المتوازن التي إنتهجته المرأة الحديدية أنجيلا ميركل في إحتواء الوباء،و هي تطلق العنان لعجلة معضم اﻷنشطة اﻹنتاجية بما فيها قطاع كرة القدم على معاودة الدوران،ففي إستئناف النشاط الكروي تكون مجموعة من اﻷندية خصوصا منها الممارسة في اﻷقسام الشرفية قد تجنبت حافة اﻹفلاس الذي كاد أن يعصف بها خارج أسوار المنافسة، من جهة ثانية فعودة الروح إلى البونديسليغا سينعكس باﻹيجاب على لاعبي الدوري و جعلهم على دراجة عالية من الجاهزية البدنية و التقنية إضافة إلى تكسير روتين الحجر المنزلي و تأثيرات الهاجس النفسي المصاحبة لفيروس كوفيد19،عكس باقي الدوريات المجاورة التي قررت أيضا إستكمال الموسم الكروي لكن بعد حوالي شهر كامل كفارق زمني إذا ما قرن بالبطولة اﻷلمانية،لتتباين عوامل اﻹستئناس المعنوي و التحضير التقني و البدني لدى لاعبي االليغا اﻹسبانية، و الكالجيو اﻹيطالي أو حتى نجوم البروميرليغ مقارنة بنظرائهم في الناسيونال مانشافت.
هاته المعطيات مجتمعة ستصب لا محال في اتجاه مصلحة اﻷندية اﻷلمانية المهيئ لاعبيها من كل الجوانب السيكولوجية و البدنية،مما سيجعلها قريبة جدا من التتربع على البوديوم اﻷوربي بمسابقتيه؛ عصبة اﻷبطال و الدوري شريطة إعطاء ألكسندر تشفرين صفيرة إنقاذ الموسم اﻷوربي.