«فايننشال تايمز»: في كردستان يبحثون عن المسؤول عن خسائر الإقليم… «طالباني» أم «بارزاني» أم واشنطن؟

كتبت إريكا سولومون مراسلة صحيفة «فايننشال تايمز» تقريرا من أربيل، كردستان أن مقامرة الزعيم الكردي مسعود بارزاني ارتدت عكساً عليه. وتقول إن بارزاني الذي ولد في حلم استقلال لم يعمر طويلاً وأمل أن يموت في ظل استقلال آخر لم ير حلمه يتحقق. وتقول إن الدولة التي ظلت حلم الأجيال من القادة الأكراد العراقيين والغطرسة التي قادته ليؤمن أنه الرجل الذي سيحققه أدت ببارزاني كي يقامر بأفضل مرحلة حكم ذاتي عاشها إقليم منذ عقود طوال. مشيرة للاستفتاء الذي عقد في الشهر الماضي ورفضه العراق والمجتمع الدولي. وتقول إن الاستفتاء الذي تبناه بارزاني أصبح فصلا آخر من التاريخ الكردي القاتم الذي ترافق بشكل متكرر بالتوقعات المزيجة من حلفائهم إضافة للجشع والخيانة من داخل صفهم. فبعد أسابيع من الاحتفالات الانتخابية ورفع العلم الكردي والتصويت بنعم راقب الأكراد القوات العراقية تتقدم فيما تراجعت قوات البيشمركة بسرعة من المناطق المتنازع عليها التي ترى كل من أربيل وبغداد أنها جزء من أراضيها. وبدأ التقدم بالسيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط الذي تم من خلال صفقة سرية بين بغداد وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني المنافس بارزاني في السليمانية. وكانت إيران لاعبا مهما في هذه الصفقة. وفي غضون أيام انقسمت القيادة الكردية وخسرت المناطق جميعها التي سيطرت عليها منذ عام 2014 بما فيها حقول النفط التي تمثل المصدر الرئيسي لموارد الإقليم.
ونقلت الصحيفة عن برهم صالح، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان السابق وتحدث مع بارزاني أثناء الاستفتاء: «لقد ضيعت النخبة السياسية الفرصة في وقت كان فيه المجتمع الدولي يقف معنا وعندما كان لدينا اقتصاد لا يقارن».
واتهم النخبة السياسية الفاسدة التي أقنعت بارزاني للعب الورقة القومية كي تخفي فسادها وتغطي على الحنق الدائر في المنطقة بسبب التباين في الثروة بعد انهيار أسعار النفط. وقال: «إن الاستفتاء ربط بإرادة شخص واحد ولكنه عن شبكة من الفساد ومجموعة صغيرة من الأشخاص الذين سرقوا المال وأساؤوا استغلال السلطة والذين يحاولون التغطية على سرقاتهم». مما جعل الكثيرين يتساءلون عن السبب الذي قاد بارزاني لهذه المصيدة وارتكاب الخطأ.
ويرى الدبلوماسيون أن بارزاني لديه نزعة عنيدة لا يستطيع السيطرة عليها. فيما يرى النقاد أنها محاولة للحفاظ على السلطة.

 


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.