عراق الدولة ام عراق السلطة !!!

عراق الدولة ام عراق السلطة !!!

بقلم: كامل الدليمي

بعد خمسة عشر عاما” من الأداء السياسي المتناقض الذي يحمل بين طياته آلام وآهات وآنين الالاف من المواطنين الابرياء ممن اصبحوا بين عاطل عن العمل او مهجر او مهاجر او فاقد لكل مستلزمات العيش الكريم .. علينا التوقف لتقييم تجربتنا السياسية وما آل الية العراق بسبب تسلط الاحزاب وتفرد الاشخاص وتمدد الشلليات العائلية التي بات اليوم لها دور اكبر بكثير من ايام الاقطاعين في عهد الاستعمار ؟؟؟

لقد أستطاعات السلطة السياسية التي حكمت العراق بعد نيسان 2003 ، والتي منحت لنفسها الفضل الكبير في تحرير العراق من «الحاكم الطاغية » ان تؤسس لتجربة جديدة في ادارة الدولة ؛ تجربة لايمكن في اقل احتمال ان نسميها – تداول سلطوي- بين عدد محدود لايكاد ان يتعدى عدد الاصابع لحكم العراق وأبقاءه يدور في فلك التراجع والتخلف ، والأدهى أنها عملت على أجترار نظام سلطوي بعيداً عن دولة المؤسسات التي تطلع لها كل الوطنيين الشرفاء ، و لتُعيد العراق الى بلد منتج قادر على معالجة كل ملفات البؤوس والتردي الذي اصاب كل إوجه الحياة اقتصادياً وسياسياً وامنياً ومجتمعياً .

كلنا نعرف ان « دولة المؤسسات» لاتسمح الا ببناء مؤسسة عسكرية مهنية ذات عقيدة وطنية تعكس توجهات الدولة في الميدان ، وان دولة المؤسسات لايمكن ان تفشل في معالجة ملف الكهرباء او الماء الصالح للشرب ، كما ان دولة المؤسسات تسعى للأستفادة من خبرات ابنائها في العمل من خلال فتح منافذ عمل لهم كلٌ ضمن اختصاصه لتقضي على البطالة .. فدولة المؤسسات قادرة على تقديم معالجات مسبقة لكل مايمكن ان يقف عائقاً امام حركة تقدم البلد ؛ ولكن هناك خلل واحد في دولة المؤسسات هي لاتسمح بسرقة المال العام ، ولاتسمح بتدوير الفاشلين وتسنيمهم مناصب ، وهي لاتسمح بدعاة الشرف والنزاهة وهم سراق واكلي السحت الحرام من ان يكونوا قادة في البلد ، لذا ابتعد الكثير من يكون له دور ايجابي في العمل لترسيخ دولة المؤسسات وهو طامع بالمال وطامح للسلطة !!!

لن ينهض العراق ويتعافى الا بالقضاء على نظام السلطات المتداول ضمن دائرة تكاد تكون مغلقة بعيداً عن مزاج المواطن العراقي .. كما أن تغيب الذات العراقية من خلال تثقيفهم او شراء ذممهم يعد اسوأ انواع الفساد
الذي يمنع العراق من النهوض ويحرم مواطنيه الفرصة ؟

وعلية ؛ ولكي ينهض المواطن يجب ان يكون له دور وفرصة حقيقية في نطاق عمل وطني متاح للجميع ، حينها سيعمل الجميع لمأسسة الدولة وفق رؤية أستراتيجية ، واهداف مرسومة مسبقاً يتشاركون جميعهم لتنفيذها ضمن سقف زمني محدد .. بدون ذلك ؛ سنخسر العراق وسنخسر معه تأريخاً وحضارة عمرها 7000 عام ، وسيشعر بالعار كل من يتفاخر باسقاط نظام ظالم لكنه فشل في بناء دولة مؤسسات والحفاظ على كرامة شعب .


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.