صون العهد والوعد ” عصام الراوي” مثالاً
بقلم: سارية العمري
من الصعب جداً ان يتخلى الانسان عن المبادئ والقيم النبيلة التي تربى عليها منذ نعومة اظفاره ليقدمها قربانا يساير به الاخرين ، فالثبات على المواقف اعلى شيم الرجولة وتتجلى هذه المواقف بشخصية وطنية اصيلة عشق تراب الارض التي نشأ عليها وتنفس الهواء الذي بقسوة حرارته وشدة برودته وارتوت معتدته من مياه دجلة والفرات وسد رمقه من تمر نخيل العراق الباسق ، انه عصام الراوي ، الشهير بـ ( عصام ابو شوارب ) كونه يتميز بكثافة شواربه . يعتبر ضبط الحدود الجغرافية بين الدول من اهم الامور الحيوية والمهمة في حفظ الامن وعليه ان اختيار شخصية كفؤة لهذه المهمة ليست بالشيء البسيط والهين ، كون المرشح لهذا المهمة يجب ان تتوفر فيه اهم الصفات المطلوبة لشغل هذا المنصب هو “الشجاعة والامانة” باعتبارهما قرينان للأخر وقد وقع اختيار القيادة العراقية على شخص الرواي لتسنم هذه المهمة الوطنية الكبيرة .
التقى السيد عصام الراوي بالرئيس الراحل صدام حسين وقبل ان يقول له اريد منك ان تمسك ملف الحدود الغربية ، قال له ( هذا الشارب يكدر الواحد يعتمد عليه لو بس مجرد شكل ) ابتسم الراوي بشيء من الوقار واجاب الرئيس “جربني وشوف سيدي” ولكن ارجو ان تمنحني كافة الصلاحيات التي تتطلب ضبط الحدود وسياسة عملها ، فقال له سوف امنحك صلاحية صدام حسين ، ومن تلك الحادثة والعهد الذي قطعه السيد عصام الراوي امام الرئيس لم يحلق شاربه حتى يومنا هذا . وفي احد المواقف الرجولية التي حصلت له اثناء تكليفه بمهمة ادارة الحدود الغربية وفي احد الليالي جاءته احدى العائلات العراقية التي كانت تريد مغادرة الحدود باتجاه احدى الدول المجاورة والتي رفضت دخولهم وعندما سمع ابو شوارب شكواهم اصدر قرارا بعدم ادخال أي مواطن او سيارة تحمل رقم تلك الدولة ، عملا بمبدأ سياسة التعامل بالمثل ، الامر الذي دفع المسؤول الامني لحدود تلك الدولة المجاورة الحضور الى مقر اقامة الاستاذ عصام الراوي ليقدم اعتذاره له عن الخطأ الغير مقصود تجاه العائلة العراقية من قبل احد ضباط الجوازات . .بعد عام 2003 ترك ابو شوارب العراق وانتقل للسكن في المملكة الاردنية الهاشمية وبعد فترة طلبت منه الحكومة العراقية العودة الى المنفذ الحدودي للعمل فيه لكنه رفض ذلك العرض ايمانا منه ان لكل زمان دولة ورجال ، فهناك بون شاسع بين رجالات الامس الذين يصونون العهد ولا يخونون الامانة واشباه الرجال هذا اليوم.