بقلم: حسين الأسدي
أجد نفسي لأول مرة في مسيرتي الصحفية والإعلامية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عام أي عندما كنت مراسلاً للإذاعةِ وتلفزيون العراق ومجلة ألف باء ومديرً للإعلام في محافظة ميسان.. عاجزاً ان أطوع الكلمات والعبارات لكي اعبر عن ما حققه اسود الرافدين من فوز مستحق في بطولة خليجي 25 فقد شعرت انني استجدي الكلمات واغازلها حتى ترضى وتأتي نحوي وهي تزهو بدلالاتها وتقول لي اياك ان تكتب عبارات لا تليق بهذا الانجاز الخارق للتصور والذي انتظرناه على امتداد اكثر من اربعين عاما٠ ان اقامة هذه البطولة في البصرة يؤكد حقيقة انتماء العراق الى محيطه العربي فالعراق عربي وسيبقى كذلك رغم محاولات ابعاده التي حاولت جهات اقليمية وفي مقدمتها ايران ان تنفرد به وتعزله لصالح مخططاتها وتوسعاتها الشريرة وما الانشودة الوطنية التي صدحت في ربوع ملعب النخلة ( يمه٠٠يمه) التي مثل بها الفنان الشاب الواعد مؤمل منتصر وغناها المبدع الفنان علي جاسم والتي انطلقت قبل البطولة الا شاهداً على الانتماء العراقي لمحيطه العربي ناهيك عن رفض شعب العراق لمطالب ايران بالاعتراض على تسمية بطولة الخليج العربي وهو عربي رغم انوف الحاقدين والذين يتربصون به الدوائر٠ ان نجاح خليجي 25 تحقق بهذا الوعي الجماهيري الذي جاء معبرا عن الوعي العراقي لأهمية التلاحم في هذه المناسبة التي عكست ان العراق سيبقى موحدا وشعبه واحد رغم محاولات زرع الفتن الطائفية والعنصرية بين ابناءه الذين صدحت حناجرهم بعبارات ( بالروح بالدم نفديك ياعراق) وعلى الرغم من الالاف المؤلفة لم نعرف من هو منهم شيعي او سني او عربي او كردي و مسيحي مندائي ازيدي كلهم منصهرون في بلد اسمه العراق وهي رسالة ان العراق كان ولايزال وسيبقى واحدا موحداً٠ان سيمفونية الفرح في هذه البطولة تجسدت من خلال مجموعة من الفنانين والشعراء المتميزين والتي صدحت حناجرهم بحب العراق
والموقف الذي يحسب للجمهور العراقي حضوره لجميع مباريات الفرق المشاركة وهذا لم يحدث في جميع البطولات السابقة وهو ما يعكس حب العراقيين لكرة القدم بغض النظر عن هذا الفريق وذاك بجانب عدم التفريق بين ما هوعراقي وما هو عربي٠ان هذه البطولة اعادة العراق الى محيطة العربي واثبتت ان العراق جاهز لاستقبال جميع المباريات القادمة بنفس الروحية والاهتمام٠وقد انعكس حب العراق لهذا الفوز الرجولي من خلال الاستقبال الاسطوري للمنتخب في ساحة الاحتفالات التي ظلت مظلمة على امتداد العشرين سنة الماضية والتي اضاءت بفضل فوز اسود الرافدين بالبطولة وما يميز هذا الاحتفال هو التلاحم الجماهيري الذين غصت بهم الساحة مع المنتخب في كرنفال فرح وبهجة لم يشهدها العراق على امتداد التأريخ القريب فهو رسالة واضحة الى جميع السياسيين وقوى الظلام والمليشيات والأحزاب المتأسلمة الذين حرموا الشعب العراقي من الافراح والاحتفالات الشعبية .. فالف تهنئة من الاعماق للمنتخب العراقي والشكر موصول للجماهير والشعب العراقي الذي اثبت انه يحب الحياة والفرح وهو جدير بذلك رغم محاولات البعض في الداخل والخارج لثنيه عن ذلك والنصر للعراق الواحد الموحد …. وكما قال أحد الشعراء: صفّر يمعود وانهيها … العراق أولها وتاليها
ومنصورة يا بغداد..