صفة المقاومة( شرف لنا)
بقلم /الدكتور سيف الدين الصارم
الحمد لله رب العالمين ،ناصر عباده المؤمنين بفاتحة الكتاب والفتح المبين ،والصلاة والسلام على النبي الامين حبيب العالمين سيدنا محمد امام المجاهدين وقرة عين المحبين وعلى اله وصحبه الغر الميامين وبعد:
التقيت في يوم من الايام بأحد الشرفاء الذين اكرمهم الله بمقاومة الاحتلال ودار بيننا كلام ذا شجون ومن اهم ما دار من كلام انقله كما هو لعموم الفائدة مع اضافة ما رأيته مناسبا للمقال :
كم يفرح قلبي عندما يصفني احد بـ(المقاومة) حيث تكون صفتي مقاوم، كلمة لها وقع خاص في قلوب الذين يتذوقون معنى هذه الكلمة بحقيقتها ، فقد كنت اطالع كتب التأريخ وأقرأ في سيرة الشعوب التي قاومت الاحتلالات وسيرة الاشخاص الذين تولوا مسؤولية قيادة هذه المقاومة ،فكلما كانت تمر كلمة (مقاوم اومقاومة) بين اسطر الصفحات أشعر بالتأثير المعنوي لهذا الكلمة ، وكان فكري يغادر بي من المكان الذي أعيش فيه الى زمان تلك الواقعة التي جعلت من تلك الشخصية تحمل صفة المقاوم ، وكان يخطر في بالي ان اكون ضمن هذه الثلة المقاومة في ذلك الزمان ، ودارت الايام ويُقدر الله ان يكرمني ويرزقني هذا الفضل العظيم وان اكون ممن تشرف في الدفاع عن دينه وبلده ضمن صفوف المقاومين ،وكانت كلما تضيق علي الدنيا اتذكر شرف هذه الكلمة ، وكيف ان الله سبحانه وتعالى اختارني من دون الملايين من الناس ورزقني هذه الصفة فلابد ان اكون اهلا لها ،هذا الشعور كان يجدد بي روح المطاولة ويقوي عزيمتي لتقديم المزيد من قوة المقاومة والعمل على نصرت اهلها ، فالمقاومة هي الممانعة وعدم الرضوخ لتغيرات وقوى مفروضة من الخارج ،ولابد ان نفقه مسألة مهمة ألا وهي ان اعداء الاسلام والأمة لن يتركونا الى قيام الساعة ، فهم مستمرين بإدخالنا بالأزمات ازمة تلو اخرى ، فلا نكاد نخرج من واحدة إلا ونقع بأخرى من اعدادهم ، قال تعالى(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا (سورة البقرة
وعن سيدنا جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) رواه مسلم .
والمقاومة في العراق مرت بمراحل عديدة اخرها ما جرى في عام 2014 حيث بعد هذا التأريخ وإحداث التهجير التي طالت المحافظات السنية تم تشخيص غياب كلمة(مقاوم – مقاومة) من المجتمع الذي كان يحمل هذا المسمى او المجتمع الساند له وظهرت مسميات اخرى منها مسمى (المعارضة) التي هي في حقيقتها (مقاومة) واغلب العاملين في المعارضة العراقية هم من الشخصيات القيادية التي اكرمها الله بصفة المقاومة ، فلماذا تركنا الكلمة الحقيقية الواقعية التي تليق بعمل الاخوة في المعارضة العراقية الشرفاء الصادقين الذين يناضلون ليل نهار من اجل انقاذ بلدهم كما كان المقاوم يسهر ليله ويواصله بنهاره من اجل انجاز عمله المقاوم للاحتلال ، قد يقول قائلهم بأن هذه التسمية المبتدعة لضرورات المرحلة فأن اجابتي على القائل بهذا الكلام (لا بأس بتداولها لضرورات العمل ولكن لابد ان لا يفقد المقاوم هذه الصفة من قلبه وحاله حتى يستطيع الاستمرار بالعمل بهمة وإصرار ويكون يقظ وبشكل دائم ومدرك لواجبه الذي اكرمه الله عليه ) فمن اهم اسباب وقوع من ادعى نصرة القضية العراقية ونصرة المظلومين هو عدم استشعاره بالمعنى الحقيقي لكلمة المقاوم وغرق بمتاهات مسمى المعارضة ،لذا انصح نفسي وإخواني بالتمسك بصفة المقاوم والاستشعار الدائم لمعناها وفضلها.