شرف المهنة في العراق “سابقا وحاليا”
بقلم : سارية العمري
الشرف هو صفة طيبة يتسم بها الشخص صاحب المبادئ النبيلة ويكتسب ثقة الناس تقييماً لأعماله وأفعاله التي يقوم بها والشرف الذي يعتلي هامته ، حيث تجتمع هذه الصفات بالكثير من الصفات الاخرى كالنبل والشهامة والطيبة والعفو والكرم والحب وحماية الأخرين ورفع الأذى عنهم .
ومصداق كلامنا يتجلى في ذاكرة الزمن ورذاذه الجميل حيث يحكى ان في احدى ملاهي البصرة وفي نهاية الستينات وفي احدى الليالي تجمع الناس على باب الملهى وسيارة الأسعاف ومفرزة الشرطة لاصطحاب جثة الراقصة ( تهاني ) التي انهت حياتها المخملية ولياليها الحمراء عبر الانتحار بعد أن كتبت رسالة تعتذر فيها من صاحب الملهى ومن زميلاتها الراقصات كونها خانت شرف المهنة اثناء جلوسها مع أحد الزبائن الذين كانوا يرتادون ذلك الملهي الليلي .
تهاني التي اختتمت حياتها واسرارها بعبارات الخجل والاسى والدوافع التي جعلتها تقدم على الانتحار وهي بكامل وعيها الكامل كونها وفي احدى الليالي الحمراء وافراط زبونها بشرب الخمر بشكل غير عادي ووصوله الى حد الثمالة ، امتدت يدها الى جيب زبونها لتسرق محفظته التي كانت دسمة بالنقود العراقية الزرقاء والحمراء ، وبعد مغادرتها صالة الملهى وعودتها الى دارها واسترخائها على سريرها وغرقها في سبات عميق حتى استيقظت على طرقات الباب الذي كان مصدره احدى صديقاتها في الملهى وبعد الاستفسار عن اسباب قدوم صديقتها التي جاءت لاخبارها ان ادارة الملهى تلقت شكوى من احد زبائها الذين كانوا ليلة امس بصحبتها فقد محفظته وان الادارة ارسلتها اذا كانت قد وجدتها .
وبعد ان غادرت صديقتها ، جلست “تهاني” تفكر في فعلتها الشنيعة التي اقدمت عليها حتى انتابها موجة من الاضطراب النفسي والقلق والشعور بالذنب مرت عليها الساعات التي تربطها بموعد عملها في الملهى وكانها سنين من الدهر حتى حان موعد دوامها وهي على لحم بطنها دون ان يدخل جوفها اي طعام سوى سكائر الدخان التي حملت علامة ( غازي ) ، حيث وصلت الى مكان عملها وهي محبطة وغير قادرة على النظر الى زميلاتها في العمل وماهي الا لحظة حتى دخلت عليها احدى صديقاتها لتجد تهاني ممددة على الارض جثة هامدة وبقربها ورق كتبت عليها عبارة (( عاقبت نفسي لانني لا استحق الحياة بعد ان امتدت يدي على محفظة زبوني )) !!!
شتان بين اخلاق راقصة تتاجر بجمالها وجسدها وتخجل من سرقة محفظة زبون سكران !!! وسياسي منتخب وضع الشعب ثقته به وردد القسم بأن يكون أمينا للشعب والوطن ، حيث لم نسمع أن سياسيا عراقيا في عراق اليوم قد إنتحر بعد سرقته للملايين من أموال الشعب كما إنتحرت الراقصة “تهاني” رحمها لانها احترمت مهنتها بدون قسم .