لا صوت يعلو فوق صوت المونديال العربي الذي شهد اطول استعدادات لهذا الحدث التاريخي استمرت على مدار 12 عاما من الانجازات والنجاحات التي تحدت كل الظروف وجابهت كل المصاعب لتجد طريقها نحو الاضواء مع تبقي ايام قليلة على صافرة الانطلاقة المونديالية بداية من السابعة مساء العشرين من نوفمبر الجاري على استاد البيت بمدينة الخور الساحلية.
ولم يكن 2 ديسمبر 2010 تاريخا عاديا فقد كان يوما فارقا في تاريخ المنطقة بكل المعنى من الكلمة، فقد اصبحت قطر مصدر اهتمام الكرة الارضية بعد ان تمكن ملفها من اقناع العالم بأحقيتها بتنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم، ومتفوقة على دول لها باع وتاريخ وبالطبع لم يكن هذا الامر عاديا بالنسبة لمن انتصر عليهم الملف القطري، فمنذ هذا التاريخ وبدأت الحملات ضد قطر وملفها فتارة نرى حملات اعلامية مدفوعة ومأجورة، وتارة اخرى شائعات وافتراءات من اجل تشويه صورة قطر، وكانت هذه الحملات الممنهجة قد بدأت في اعقاب الفوز بتنظيم المونديال وإحضاره لمنطقة الشرق الاوسط لأول مرة في التاريخ واستمرت لتبلغ ذروتها مع تبقي ايام معدودة على انطلاق هذا الحدث المرتقب.
ومنذ فوزها بشرف الاستضافة التاريخية تصدت دولة قطر للكثير من حملات التشكيك في منحها الاستضافة التاريخية الأولى في المنطقة العربية والشرق أوسطية، حيث حرصت الدوحة على التعامل بعقلانية مطلقة مع كل الحملات المضللة التي تستهدف الاستضافة واضعة في عين الاعتبار أهمية التعامل بحكمة مع النقد البناء لإدخال المزيد من الإصلاحات على مستوى حقوق العمال ليس باعتبارهم قوة فاعلة في تشييد وبناء المنشآت المونديالية فحسب بل باعتبارهم شركاء في تحقيق شرف الاستضافة التاريخية لهذه البطولة الكروية التي كانت حكرا على الدول الغربية وبعض الدول اللاتينية.
وتعد الحملة الشرسة التي تواجهها قطر على مدار السنوات الماضية غير مسبوقة على مدار تاريخ استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وهو ما يؤكد غطرسة بعض الدول الغربية التي تعتقد ان تنظيم بطولة كأس العالم لا بد ان يبقى حكرا عليها دون وجود اراض جديدة قادرة على كسر هذا الاحتكار الغربي.
واجهت قطر العديد من العقبات منذ تقدّمها بملف ترشّحها لنيل شرف تنظيم نهائيات كأس العالم، حيث سخرت بعض الدول كافة امكانياتها اللوجيستية واذرعها الاعلامية لضرب هذه الاستضافة التاريخية لقطر باعتبارها اول دولة عربية وشرق اوسطية تنال هذا الشرف الكبير.
ولفقت وسائل إعلام غربية، على نطاق واسع، سلسلة من الافتراءات والأكاذيب، ثبت عدم صحتها على الإطلاق، على غرار مزاعم انتهاك حقوق الإنسان والعُمال، حيث تحرّكت قطر بسرعة، وأقرّت في 13 ديسمبر 2016، تطبيق القانون الخاص بـ”تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم”، بدلاً من “قانون الكفالة”، كما دأبت على إقامة “كأس العمال” للعاملين في منشآت اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
كما وضعت الدوحة حداً أدنى للأجور للعاملين في مشاريع مونديال 2022، وأغلقت منظمة العمل الدولية “شكوى” ضد قطر، في ظل التزام الدوحة بوعودها أمام الأسرة الدولية.
كما راهنت قطر منذ البداية على استضافة النسخة الاكثر تقاربا في التاريخ بما يساهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية التي تصدر من رحلات الطيران في البلدان الشاسعة كما يخفض من نفقات المنتخبات وجهود السفر ويعزز الراحة لدى الجماهير والمنتخبات المشاركة.
استضافت قطر حوالي 600 حدث دولي منذ منحها حقوق استضافة مونديال 2022 دون أن تحدث حادثة تمييز واحدة حيث اعربت قطر في اكثر من مناسبة عن ترحيبها بالجميع للاستمتاع بالمباريات ودعم فرقهم، بغض النظر عن خلفيتهم أو دينهم أو جنسهم.
تقرير غارسيا..الضربة القاضية للمشككين
دحض تقرير القاضي الامريكي مايكل جارسيا في شهر يوليو 2017 قبل كافة الادعاءات الباطلة التي اثارها خصوم قطر مؤكدا نزاهة ملف قطر وسلامته مشيرا الى أن قطر لم تقم بأي إجراء يخالف قوانين الفيفا أو القانون الدولي.
وأكد تقرير جارسيا تعاون لجنة قطر 2022 بشكل كامل مع التحقيق وتوفيرها كافة الشهود والأدلة والوثائق التي طلبت منها.
وأعطى جارسيا الصلاحيات كافة في دولة قطر كما لو كان له سلطة قضائية فعلية، وذلك لضمان إجراء تحقيق متكامل وذلك ثقة من فريق الملف القطري بصحة ونزاهة موقفه ولهذا أثنى كثيرًا على تعاون السلطات في الدولة لإنجاز تقرير جارسيا.
وبحث تقرير جارسيا كافة المزاعم التي أثارها خصوم قطر في أكثر من 123 صفحة دون تقديم أي دليل على وجود أي إجراء يخالف قوانين الفيفا أو القانون الدولي وعلى العكس فند التقرير الاتهامات التي وجهت لقطر عبر الإعلام الموجه إقليميًا وعالميًا في صفعة قوية تردد صداها طويلا بدول الحصار.
خطط مدروسة
سارت استعدادات قطر لبطولة كأس العالم وفقا لخطط مدروسة ووفقا لاستراتيجية تم اعدادها مسبقا في ملف الاستضافة الذي نال ثقة اعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم في سويسرا يوم 2 ديسمبر 2010. واستطاعت دولة قطر ان تفي بوعودها التي قطعتها على نفسها بملف الاستضافة لتفند بذلك كل الشائعات والاكاذيب التي استهدفت قدرتها منذ البداية على الوفاء بالتعهدات بدعوى صغر مساحتها الجغرافية، حيث تم بناء الملاعب الثمانية قبل وقت كاف من انطلاق البطولة بالاضافة الى التغيير الشامل الذي احدثته الاستعدادات المونديالية على مستوى تطوير البنى التحتية الخاصة بمجالات النقل والمواصلات عبر بناء الجسور والطرقات السريعة والفنادق وملاعب التدريب واماكن الفعاليات الترفيهية وغيرها من المزايا الحصرية التي يستأثر بها المونديال القطري.
دعم رسمي
اعلن الزعماء العرب في القمة العربية الأخيرة في الجزائر دعمهم لدولة قطر في استضافة كأس العالم 2022، رافضين “حملات التشويه والتشكيك المغرضة” التي تتعرض لها قطر قبل أسابيع من انطلاق المونديال.
وجاء في البيان الختامي للقمة “نعلن مساندتنا لدولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022”.
وأضاف البيان “نؤكد ثقتنا التامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميزة لهذه التظاهرة العالمية، ورفضَنا حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطالها”.
حملة مساندة عربية
أبدت الجماهير العربية مساندتها المطلقة للاستضافة القطرية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 حيث دشن قبل ايام قليلة ناشطون عبر موقع تويتر وسماً بعنوان: “أنا عربي وادعم قطر” ليحتلّ صدارةَ الوسوم الأكثر تداولاً على في أغلب البلدان العربية.
وعبّر المغردون العرب ممن يقيمون في الأقطار العربية ودول العالم عن دعمهم اللامحدود ومساندتهم المطلقة لقطر في مواجهة الحملات المغرضة التي تستهدفها منذ سنوات بعدما تصاعدت وتيرتها باقتراب الانطلاقة المونديالية يوم 20 نوفمبر القادم، مشيرين إلى أن الدوحة ستثبت للعالم أجمع أنها على قدر المسؤولية بإخراج نسخة مبهرة من كأس العالم، لم تحدث منذ إقرار البطولة عام 1930 في الاوروغواي.
ونظراً لتزايد وتيرة الحملة التي تشنها بعض الحكومات الغربية ومنظماتها ضد قطر بالتزامن مع قرب انطلاق صافرة بطولة كأس العالم فيها اعرب المغردون العرب والعديد من الشخصيات الاعلامية الشهيرة عن اعتزازهم باستضافة قطر للمونديال، مؤكدين على أنها ستقدّم نسخة مبهرة من البطولة التي تقام لأول مرة في بلد عربي وإسلامي.
بلاتر المتناقض يثير الجدل
انخرط الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم سيب بلاتر، في الحملة ضد قطر قبل أيام قليلة من بداية بطولة كأس العالم، حيث قال في حوار مع صحيفة “تاغيس أنزيغر” السويسرية الإثنين الماضي، إنه “أخطأ في منح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لدولة قطر”.
واعترف بالمقابل بأنه كان هناك اتفاق سري آنذاك على منح استضافة نسختي 2018 و2022 لروسيا والولايات المتحدة الأميركية، مما يشكل برأيه “بادرة سلام بين الخصمين السياسيين”.
تصريحات بلاتر وضعته في دائرة الانتقادات، بعدما زعم أنه “المخطئ في اختيار قطر لاستضافة المونديال”، في حين أن القرار اتخذته لجنة تنفيذية في اقتراع سري في عملية أكد نزاهتها بنفيه سابقًا.
وفي عام 2016، دافع عن التصويت لاختيار قطر لاستضافة المونديال، وقال: “لا يمكنك شراء كأس العالم”.
وفي عام 2013، أكد أن الهجمة التي تشنّها وسائل الإعلام الغربية ضد قطر “غير عادلة”. وقال في العام نفسه إن قطر ستنظم مونديالًا مثاليًا.
قطر تفوقت على دول عظمى
تفوقت قطر على أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لنيل شرف تنظيم كأس العالم للمرة الاولى في بلد عربي وفي دولة شرق أوسطية وذلك في التصويت الذي جرى يوم 2 ديسمبر 2010 حيث تفوق الملف القطري على الملف الأمريكي في الجولة الرابعة وبنتيجة 14 صوتاً مقابل 8 أصوات، وهو اليوم نفسه الذي شهد أيضاً حصول روسيا على شرف استضافة مونديال 2018 بعد صراعها مع ملف إنجلترا والملف المشترك من هولندا وبلجيكا، والملف المشترك الآخر من إسبانيا والبرتغال الذي نافس الملف الروسي في الجولة الثالثة الأخيرة من التصويت.
ويبدو ان التفوق القطري على ملفات دول عظمى اجج الحملات المستعرة التي لم تتوقف ليوم واحد مما جعل العالم العربي يتساءل عن مدى صحة الشعارات التي تتحدث عن الديمقراطية والعدالة والنزاهة التي يتغنى بها الغرب بينما اظهرت هذه الحملة انه يكيل بمكيالين وان النزاهة والعدالة مجرد شعارات للتسويق لكن التجربة اثبتت عكس ذلك ومونديال قطر فضح زيف هذه الشعارات.
أزمة فرنسية مفتعلة
اختار بعض السياسيين الفرنسيين ايهام ناخبيهم بقضية مفتعلة لا تتعلق اساسا برياضة كرة القدم والا استضافة كاس العالم، لتتحول بذلك كأس العالم إلى قضية سياسية لإرضاء القاعدة الانتخابية لبعض الاحزاب على غرار حزب الخضر، للتغطية على مشاكل الانفجار الكبير لتكاليف الطاقة في ظل الازمة الحالية هو ما ساهم في تعزيز الخيار بعدم اقامة مناطق للمشجعين وشاشات عملاقة لمشجعي المنتخب الفرنسي في ظل الاجواء الباردة التي ستشهدها اوروبا هذا العام.
وحاولت المجالس البلدية الظهور بمظهر المدافع عن الحريات من خلال عدم وضع شاشات عملاقة والقول إنهم يقاطعون مونديال قطر والحقيقة غير ذلك تماماً.
كما ان دعوات المقاطعة تأتي في الغالب من أشخاص لا يهتمون كثيراً بكرة القدم وأن هواة كرة القدم غالباً ليسوا في وارد دعوات المقاطعة مما يؤكد ان الفرنسيين سيتابعون بكل شغف صافرة البداية لهذا الحدث الكروي الهام.
تناقض استرالي
شكلت قطر بوابة العبور لمنتخب استراليا الى بطولة كاس العالم رغم الهجمة من لاعبي منتخب استراليا قبل اسابيع على المونديال القطري، حيث استضافت الدوحة في شهر يونيو المنقضي معسكرا للمنتخب الاسترالي في اطار العلاقات المتينة بين الاتحادين القطري والاسترالي وحرصت الدوحة خلال المعسكر الاسترالي على اظهار حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي تتميز بها المنطقة العربية بصفة عامة.
كما استفاد منتخب استراليا خلال تواجده في الدوحة من تجربة المنشآت وملاعب التدريب الخاصة بمنتخبات كأس العالم وسط اشادة كبيرة من كافة اعضاء المنتخب انذاك بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وهي العادة التي دأبت عليها قطر خلال استضافتها لكبرى الاحداث الرياضية ما جعلها محل اشادة من الهياكل الرياضية المحلية والقارية والدولية بدون استثناء.
الفيفا يساند قطر
جدد الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرا دعوته للمنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى “التركيز على كرة القدم” والتوقف عن “توزيع الدروس الأخلاقية”.
وطالب الفيفا بضرورة التركيز على البطولة، وعدم الانجراف للحديث الأخلاقي والسياسي.
وجاء في الخطاب “نحن في الفيفا نحاول احترام جميع الآراء والمعتقدات من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم، فواحدة من نقاط قوة هذا العالم هي تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئا فهو يعني احترام هذا التنوع، إذ لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى”.
وأضاف الفيفا في خطابه الذي وقعه رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو والسكرتيرة العامة للاتحاد فاطمة سامورا أن “هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز، وهذه أيضا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم، لذلك دعونا نتذكر ذلك جميعا ونركز على كرة القدم”.
مرصد أوروبي يفضح الحملة الغربية
كشفت مصادر غربية قبل ايام قليلة تفاصيل الحملة التي تتعرض لها قطر وهي أول دولة عربية وإسلامية تستضيف بطولة كأس العالم في التاريخ. واعتبرت المصادر أن الحملة التي تقودها جهات في أوروبا وعدد من الدول، تنطلق من حسابات خاصة، وتعتبر هجوماً غير مبرر ضد قطر.
ورصد المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تصاعد حدة الانتقادات الموجهة ضد قطر وانخرطت فيها صحف بريطانية وفرنسية تحرض على بطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا الشهر.
واعتبرت أوساط إعلامية وحقوقية بحسب بيان المرصد “أن ما يجري نشره من تقارير في صحف بريطانية وفرنسية قبيل انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات”.
واستدل المرصد أنه منذ 20 سبتمبر حتى الآن، نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية وحدها 27 تقريراً (بمعدل نحو تقرير واحد كلّ يوم) تهاجم فيها قطر مباشرةً، وهو ما فعلته كذلك مؤسسات إعلامية أخرى مما يؤكد وجود نوايا تحريضية تتعدى الرسالة الاعلامية الى الاستهداف المباشر لهذه الاستضافة العربية للحدث الكروي.
الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية يستنكر
أكد رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، الإيطالي جياني ميرلو، أن الإعلاميين الذين سيشاركون في تغطية نهائيات كأس العالم لن يواجهوا صعوبات أثناء القيام بمهامهم خلال المونديال الذي سينطلق بعد أيام في قطر، بفضل المجهودات التي قامت بها قطر لكسب التحدي مستنكرا وجود بعض الشائعات التي غذتها وسائل اعلام غربية قبل ايام قليلة من انطلاق الحدث. وأشار ميرلو في تصريحات له قبل ايام إلى أن “الحملات التي تشنها بعض الأطراف على قطر، أصبحت متواترة وتحصل قبل كل بطولة كبيرة مثل مونديال البرازيل في 2014 أو روسيا 2018، وأن ما أثير عن مشاكل العمال في قطر ساهم في تحسين وضعيتهم”.