ٰاين الدولة !!!
لازال البحث جاري عن الدولة ومؤسساتها في بلدي ؟
تشهد الساحة السياسية العراقية صراعاً من نوع خاص .. لايقوم على رسم الخطط الخمسية او العشرية في ترتيب اولويات الدولة ابتداءا” من خدمة المواطن ، وصولاً الى تحصين حق الدولة اقليمياً ودولياً ، مروراً بمعالجة ملفات الخدمات والبطالة والامن والصحة والتعليم وكل مايمت لحياة المواطن بصلة ويؤمن له عيش رغيد . وانما صراع سلطوي فئوي حزبي قومي مذهبي عقيدته المصالح الضيقة التي لاتتعدى المال والسلطة !!!
وفي خضم ذلك ؛ لازلت ابحث عن الدولة بعدما تيقن لي ان فشل الشخصيات والاحزاب والمذاهب والاعراق في ادارة الحكم غيب وعرقل تشكيل دولة المؤسسات ،
وعلية قررت أن أحمل فانوس الفيلسوف اليوناني (ديوجين اللائرسي ) واستعير مقولته : ” أني افتش عن الدولة ” .
نعم ؛ وأنا أقول أين الدولة العراقية ؟
أذا كان :
– بعض الأفراد فوق الدولة .
– وبعض رجال الدين فوق الدولة .
-والمافيات فوق الدولة.
-والأحزاب فوق الدولة .
-والسلاح فوق الدولة .
-والعشائر فوق الدولة.
– ومؤسسة الفساد فوق الدولة …
ولسان حال كل هؤلاء يتشبث بمقولة الملك الفرنسي (لويس السادس عشر) بقوله «انا الدولة والدولة أنا» ؛ أليس بعد هذا يحق لنا أن نسأل اين الدولة؟؟؟
فهل يحق لساستنا ان يقولوا نحن – بناة دولة- واصحاب مشروع وطني،
او نحن المنقذين والمناضلين والمضحين من اجل الخلاص من الحقبة الظالمة بأعتبارهم – كانوا – معارضين للنظام السابق ، ليدخلونا في نفق مظلم لايقل ظلاما” عن ما كنا نعيشه ، لكن المرير به أننا خسرنا المواطن وهو الرصيد الحقيقي في كل بلدان العالم للبناء والتقدم واللحاق بركب التطور ، وعلبنا الاعتراف بفشلنا في ادارتنا لمواردنا ، وتحولنا من اغنى بلد الى بلد لايعد ضمن قائمة بلدان العالم الثالث ، وتسببت السياسة الخاطئة في انهيار المنظومة القيمية – المجتمعية والتي كانت تمثل الرصيد الحقيقي في ضمان امن الدولة الداخلي بأعتباره ركيزة الامن القومي ، وبذلك اصبحت دولة لا يحسب لها اي حساب ضمن محيطها الاقليمي وخسرنا كل مايمت لمقومات بناء الدولة الحقيقية !!!
لكن الفرصة مازالت قائمة فيما اذا تمكنا من تقديم الاعتذار اللائق لشعبنا وان نقوم بمراجعة حقيقية شجاعة تشخص الاخطاء وتعالجها معالجة ضمن الاطار الوطني بعيداً عن الاحزاب والتخندقات الطائفية والقومية والتي لم تجلب لنا سوى الويلات
اذا استطعنا ان نستثمر وارداتنا مع طاقاتنا البشرية وفق تخطيط مسبق نستطيع ان نخلق المعجزات ونعيد ترميم بلد لم يعد يظهر منه سوى اطلال وجذوع نخلً خاوية
من يشعر بالمسؤولية الوطنية ومن يؤمن بعقيدة حب العراق يشارك في صنع الدولة وما دون ذلك فأنهم فئة ضالة لاتستطيع النهوض الا بحجم المال المسروق وتدمير ماتبقى من البلد ، لغاية هذه اللحظة نحن نحسن الضن بالخيرين وبشعبنا بان يكون القادم افضل بعد التخلص من الاورام السرطانية الخبيثة التي جثمت على صدورنا وسرقتنا منذ خمسة عشر عام
دعونا نجد بادنا ونصنع مؤسساته من بين اطلال دمار الفساد والحاقدين والمتأمرين
فالعراق يستحق الافضل
وشعبه الأبي المضحي يستحق ان يعيش بكبرياء وكرامة
دعونا نبحث عن بادنا كي نجده فما ضاع حقُ ورائه مطالب
بقلم . كامل كريم الدليمي