رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
الخميس,25 أبريل, 2024

بقلم: عواد الراوي…لصوص زمن الديكتاتوريه ولصوص زمن الديمقراطيه. 

لصوص زمن الديكتاتوريه ولصوص زمن الديمقراطيه. 
بقلم: عواد الراوي.     
ثمة فرق كبير بين لصوص زمن مايسمونه بالدكتاتوريه وزمن الديمقراطيه  فمن حيث العدد لا يكاد يتجاوز عدد لصوص زمن الديكتاتوريه بضعة عشرات من الصوص بينما في زمن الديمقراطيه يصل عددهم الى الاف وقد يصل الى مئات الالاف من اللصوص ومن حيث حجم السرقات فاللص في زمن الديكتاتوريه لا يكاد يتجاوز حجم مسروقاته بضع مئات او بضع الاف  وفي احسن الاحوال بضع مئات الالاف من الدنانير وليس الدولارات لانها كانت نادره وقد يدفع اللص حياته ثمنا لذلك وتعيش عائلته اسوء ما يمكن ان يعيشه انسان على وجه الارض بسبب الحياء ونظرات الاحتقار  اليهم وقد يضطرون للاختفاء بأحد المدن المهجوره او الهجرة الى بلد يخفي مصيبتهم وتبقى تلاحقهم لعنات السرقه لعدة اجيال ويتحاشى افراد عائلة اللص في زمن الديكتاتوريه الحضور في المناسبات او الظهور بين الناس وخلاصة القول تحاربهم نظرات الاستصغار من المجتمع ويقضون حياتهم معذبين ينتظرون عشرات السنين ليطوي النسيان قضيتهم  ………………… اما اللص في زمن الديمقراطيه فهو بارع عديم الحياء يسرق علنا ولايكتفي ببضع ملايين من الدولارات بل غالبا مايسرق بضع مليارات من الدولارات ويهربها للخارج ويستثمرها ويضع امواله بعدة مصارف محليه ودوليه لتشتيتها وتشتيت الانتباه اليها ويشتري املاك في بضع دول غربيه ويرسل اولاده وبناته للدراسه بأرقى المدارس والجامعات ويرسل عائلته للسكن بارقى الدول وبأرقى الفلل ويتزوج ما طاب له من النساء بالمال المسروق طالما لديه مالا يستطيع اغواء اي امرأة تحلو بعينيه وقد يتجاوز عدد نسائه الحد المسموح به دينيا طالما لديه اموالا يدفعها لمن يفتي له بالزواج  ويشتري لابنائه سيارات نادره وغالية الثمن مطلية بالذهب ويوزع الهبات على اهله وذويه واصهاره واصدقائه واصدقاء اصدقاءه ومحبيه ومعجبيه والمتملقين له ومن ساعده على الحصول على الغنيمه ولا يحاسبه لاقانون ولا مجتمع ولا تنهره اخلاق ولا عرف ولا تقاليد ولا دين عن السرقه ويستمر يسرق حتى الرمق الاخير من حياته ويعيش ملكا بين مجتمع ينهشه الجوع والفقر والدمار ويتمكن من الترشح للانتخابات من ماله المسروق وهو متأكد من الفوز طالما هناك الاف المتملقين له يدعمونه ويتبوء اعلى المناصب ولايكتفي بالسرقه بل يضع عائلته وكل اقربائه بارقى المناصب التي تكون رواتبها خياليه ويظهر على الاعلام كانسان ورع يخاف الله ويأبى حتى من التلفظ بكلمه مسيئه ويضحك على ذقون الناس ويتقبلون منه ذلك لانه غني ويمتدحونه بقصائد واغاني قلما جادت بها قريحة شاعر ويتملق له حتى قسم من خطباء المساجد ورجال الدين  ويستقبله الاف المعدمين ويهتفون له رغم ان كلماتهم تخرج من حناجرهم المجروحه من الجفاف بسبب قلة الماء والطعام ولايكتفي بامتلاك اسطول من السيارات المصفحه الحديثه بل يعززها باسطول جوي حديث ولا يتنقل ببضع سيارات بل بعشرات السيارات وحمايته مخولين بقتل كل من ينظر اليه شذرا وينام الليل مرتاح بلا ضمير لان اكثر ما يتعب الانسان ضميره وعنده عشرات المرافقين المتملقين الذين يتلقفون حتى بصقته خشية ان تسقط على الارض ويشعلون له سيجارته خشية ان تحترق اصابعه ويتأوهون بدلا عنه اذا شعر بالالم ويتعالج بارقى المستشفيات الغربيه واذا مات بنى له قبرا ضد كافة انواع  الاسلحه النوويه والجرثوميه وجعل قبره مزارا يستفيد من وارداته ورثته واذا سئل  عن احواله الماديه ادعى بانه مدين.. وفي المناسبات يرفعه عشرات المتملقين على اكتافهم لكي يتسنى لهم امكانية شم العطر الخارج من خلفيته التي تلتصق باكتافهم قرب انوفهم وهم يهتفون باغنية  (اللص هل حرفين مش اكثر) ويطول الشرح لكننا اختصرنا لادنى حد ممكن … ولله في خلقه شؤون

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.