كشف مسؤول عسكري أمريكي سابق في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن جدول محدّث لسيطرة الطيران الاميركي على الاجواء العراقية، مشدداً على أن الجيش الأمريكي يسيطر على المجال الجوي العراقي. وتضمن الجدول مئات الطلعات للطائرات الأمريكية في العراق خلال شهر شباط المنصرم. ويوضح الجدول أنواع الطائرات وطبيعة المهام التي تقوم بها.
وقال جون جيه هامري، النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي في تغريدات على تويتر تابعها (وكالة أخبار العرب) “أنه التقى أحد أصدقائه العائدين من العراق، وتحدثا عن قضايا الشرق، وعن حركة تحليق وهبوط الطيران في العراق مؤخراً”.
وحتّى بعد إصدار البرلمان لقرار ملزم للحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من العراق، إلا أن هامري اكد في تغريدته “نعلم جميعاً أن وجود أمريكا في العراق عميق وفعال”. وكان رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي أصدر، الصيف الماضي، توجيهات تمنع تحليق الطيران في الاجواء العراقية إلا بإذن خاص منه. لكن ذلك لم يمنع الطيران الاميركي من تنفيذ طلعات عسكرية واستطلاعية بلغت ذروتها بعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الايراني، وابو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، في مطار بغداد مطلع كانون الثاني الماضي.
وعلى خلفية ذلك، أعاد عبد المهدي التشديد على توجيهاته السابقة بالإضافة الى دعمه قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الامريكية من العراق. ويُعدّ هامري أحد أبرز الخبراء اطلاعاً على سلاح الجو الأمريكي، والاكثر احاطة بحركته وتطوّره ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في جميع أنحاء العالم. وبدا اهتمام هامري بالعراق منذ شغله منصب نائب وزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون بين 1997-1999، إذ كان أحد المشرفين على الضربات الجوية على العراق عام ١٩٩٨. ونشر هامري في تغريداته إحصائية لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يشرف على إدارته، تبيّن تحكّم الإدارة الأمريكية بالمجال الجوي العراق. وقال المسؤول والخبير الاميركي، الذي كان يشرف على لجنة مستقبل صناعة الطيران في الولايات المتحدة، “يتم التحكم في المجال الجوي العراقي ومراقبته بواسطة القيادة المركزية الأمريكية”. ورشّح هامري لمنصب وزارة الدفاع خلال دورتي حكم باراك أوباما نظراً لانخراطه في مؤسسة الدفاع الأمريكية وإطلاعه الواسع على سياسات الدفاع الأمريكية. وشدد الخبير الاميركي على أن سيطرة الإدارة الأمريكية على المجال الجوي العراقي بأنه “إنجاز كبير للجيش الأمريكي واستقرار الشرق الأوسط”. لكن المسؤول الأمريكي تساءل قائلاً “إلى متى يمكن لهذه السلطة (على المجال الجوي العراقي) أن تستمر؟”.
وتأتي تصريحات هامري تأكيداً لمعلومات تردد مؤخراً عن سيطرة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على أجهزة الملاحة المسؤولة عن مراقبة الأجواء العراقية ومنح إذن تحليق الطائرات العسكرية فيها. ويمتلك الدفاع الجوي العراقي شبكة من الرادارات أبرزها محطات لرادار (TPS77) العملاق الامريكي الذي يبلغ مدى كشفه للاهداف الجوية 400 كم وبارتفاع كم. كما يمتلك العراق أيضاً رادارات سينتينل (AN-MPQ 64) المتنقلة يصل مداها (75) كم بدرجة كشف 360 درجة. وقد اشترى العراق هذه الأجهزة الأمريكية، إضافة إلى أجهزة روسية أخرى من الموازنة المخصصة لتطوير المنظومة الدفاعية العراقيّة. إلا أن مصدرا عسكرياً أكد لـ(عراقي ٢٤) أن “الجيش الأمريكي هو من يسيطر على هذه الأجهزة، وهو من يتحكم بالمجال الجوي العراق”. ولا ينفي المصدر وجود مسؤولين عراقيين في غرف المراقبة الجوية، إلا أنه أكد أن سلطة العراقيين داخل الغرفة المشتركة تبدو شبه منعدمة. ويُعيد حديث هامري والمصدر العسكري تسليط الضوء على عملية اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والجنرال الإيراني قاسم سليماني من قبل الطيران الأمريكي. حينذاك، أكدت مصادر لـ(عراقي 24)، أن قوّة أمريكية قامت بالسيطرة على أجهزة رصد الأجواء والملاحة. وبحسب المصادر فإن الجيش الأمريكي أبلغ الجانب العراقي بأن الأجهزة هي ملكيّة للقوات الأمريكية وجرى إعارتها للعراق لفترة الحرب على “داعش”. وتنفي قيادة العمليات المشتركة امتلاكها لهذه الأجهزة بالأساس. وشكا رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي للبرلمان من سيطرة الجيش الأمريكي على الأجواء العراقيّة دون إذن الحكومة الاتحادية. وارتكب الطيران الأميركي عدداً من عمليات الاغتيال، خلال الأشهر الماضية، ضد قيادات أمنية وعراقية بارزة.