في الوقت الذي نرى فيه تقارباً بين اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية في بغداد تكللت باتفاق سنجار لاعادة النازحين و تنظيم شؤن المدينة كخطوة اولى لتليها خطوات اخرى نحو تطبيع الاوضاع في كافة المناطق الكوردستانية الخارجة عن ادارة الاقليم و تكاتف الجهود بين الاقليم و الحكومة الاتحادية لاخراج العراق من ازماته المالية و الامنية و الخدمية و غيرها ، نرى اليوم بعض الخارجين عن القانون و سيطرة الدولة يحاولون دق اسافين الكراهية و الاحقاد بين ابناء الشعب و العمل على ايقاد نار فتنة قومية عرقية باحراقهم لعلم كوردستان و الاستيلاء على مقر احد ابرز الاحزاب الكوردستانية و حرقه ايضاً في بغداد ، هذه المرة التجأ الغوغائيون الى ورقة العنصرية و القومية بعدما كشفت ورقتهم الطائفية التي كانوا يتسلطون بها على رقاب الناس في السنوات الماضية .
نحن نعلم جيدا ان هكذا تصرفات لاتمت للبغداديين باي صلة و نعرف الغاية من هكذا افعال ، افعالٌ لا علاقة لها بالمجتمعات المتحضرة كالمجتمع البغدادي و لا بطرق الاحتجاج السلمية التي تكفل بها الدستور .
ما جرى اليوم كان عملا مؤسفاً و غير مبرراً ، جرح شعور الكوردستانيين جميعاً و المؤسف اكثر كان احراق علم كوردستان ، ذلك العلم الذي دفع الكوردستانيون انهار من الدماء و جبالا من الجماجم دفاعاً عن رمزيته و ما يمثله من قيم انسانية ، علم كوردستان هو ذات العلم الذي كان و لازال ظلهُ ملاذاً لمئات الالاف من النازحي و المهجرين قسرا من بيوتهم .
دعوا الرموز الوطنية و القومية بعيدا عن خلافاتكم الحزبية و السياسية .
بابكر زيباري